على إثر مرور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في لقاء تلفزي، مساء يوم الخميس 7 ماي 2020، والذي كان ينتظر منه المغاربة الإجابة عن العديد من الأسئلة التي طرحتها تداعيات جائحة كورونا بالمغرب؛ وما تلى هذا اللقاء التلفزيوني من ردود أفعال، في مواقع التواصل الاجتماعي، تنتقد الطريقة "المخجلة" التي ظهر بها رئيس الحكومة في مجمل أجوبته... (على إثر هذا المرور) اتصلت "أنفاس بريس" بالباحث والجامعي محمد حفيظ، واستقت وجهة نظره بخصوص هذه الخرجة الإعلامية:

"لا أعرف لماذا تكبد رئيس الحكومة عناء ذلك اللقاء التلفزيوني الخاص الذي أجراه مساء يوم الخميس 7 مارس 2020، وتجندت له القنوات "العمومية" الثلاث مجتمعة لبثه على الهواء مباشرة.

اللقاء يأتي بعد مرور 49 يوما على دخول حالة الطوارئ الصحية، وبالضبط في اليوم الأخير من الأسبوع السابع على تطبيق الحجر الصحي، وعلى بعد 12 يوما من نهاية المرحلة الثانية من الحجر الصحي. وهذا السياق الزماني المرتبط بوباء كورونا يضع على عاتق رئيس الحكومة، التي ظلت تُصدر القرار تلو القرار والمنشور تلو المنشور لتدبير المرحلة، مسؤولية الإجابة عن تساؤلات المغاربة.

ولذلك، فحينما يختار رئيس الحكومة هذه الخرجة الإعلامية، وفي هذا التوقيت بالذات، فهذا يعني أن لديه أجوبة عن التساؤلات المطروحة أو عن بعضها. هناك، إذن، جديد سيكشف عنه رئيس الحكومة للمواطنات والمواطنين.

فما الجديد الذي أعلن عنه رئيس الحكومة؟

- لا جديد بشأن ما يتعلق بالسنة الدراسية؛ فقد سبق لوزارة التربية الوطنية، وعلى لسان وزيرها، أن أكدت منذ اسابيع أنه لن تكون هناك سنة بيضاء.

- لا جديد بشأن مزاعم دعم الحكومة لمؤسسات التعليم الخاصة من الصندوق الخاص بمواجهة كورونا؛ فقد سبق أن نفى رئيس الحكومة نفسه هذا الخبر.

- لا جديد في الأرقام المتعلقة بحالات المصابين بفيروس كورونا؛ فالمغاربة يتتبعون الأرقام يوميا، وبمعدل مرتين في اليوم.

- لا جديد حينما قال إن المغرب تجنب 200 حالة وفاة يوميا؛ فقد سبق لوزارة الصحة أن أعلنت عن هذه الأرقام.

- لا جديد بشأن قضية المغاربة العالقين بالخارج؛ فرئيس الحكومة حين أعلن أن الحكومة لن تعمل على عودة العالقين حاليا، فإنه لم يقدم جديدا عما مَارَسْتُه منذ بدء أزمة العالقين التي ترتبت عن إغلاق الحدود، ولم يقدم جديدا عن تصريحات باقي المسؤولين المعنيين بالملف.

- لا جديد قدمه رئيس الحكومة، حين قال بأن الحكومة لم تتخذ بعد القرار بشأن رفع أو تمديد حالة الطوارئ الصحية التي من المقرر أن تنتهي مرحلتها الثانية يوم 20 أبريل 2020.

- ولا جديد، حينما ظل سعد الدين العثماني يكرر لازمته التي اشتهر بها في لقاءاته الإعلامية خلال أزمة كورونا: "إننا بصدد دراسة السيناريوهات الممكنة، وعندما تتضح الأمور سنختار السيناريو المناسب".

- ولا جديد، حينما قال: "ليس لدى الحكومة أي تصور لما بعد كورونا"؛ فكثير من المغاربة لا يخفى عليهم هذا السر.

- لكن حتى لا نغمط الرجل حقه، فقد جاد علينا بالجديد في نهاية لقائه، حين ختم خرجته بالقول: "إن المرحلة المقبلة ستكون أصعب من المرحلة الماضية"، ثم عاد ليقول: "إن المرحلة المقبلة ستكون أسهل من المرحلة الماضية"!!

لا تعليق.."