تواجه إيطاليا اليوم ومعها العالم خطر فيروس كورونا المستجد، هذا الخطر الذي اتخذت الدولة لمواجهته عدة إجراءات احترازية وتدابير وقائية في شكل حرب مع عدو واحد يحمل رقم 19، ومن الطبيعي أن هذه الإجراءات أثرت بشكل جلي على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وعلى الحياة الطبيعية لكل فئات المجتمع.
وإذا كانت الانعكاسات تتفاوت من منطقة إلى أخرى ومن شخص إلى آخر، فإن فئة المهاجرين تعتبر أكثر تأثرًا خصوصا تلك التي توجد في وضعية غير قانونية أي من دون رخص إقامة، وأمام الحجر الصحي فأن أغلبيتهم لا يمكنهم مغادرة المنازل إلى الشغل، ولا يتم تعويضهم عن أيام العمل، ولا يمكنهم حتى التوجه إلى بعض المساجد المقفلة، كملاذ يوفر لهم ما قد يسد رمقهم، أمام هذه المأساة توحدت كلمة الجالية المغربية وتوالت المبادرات من طرف بعض الجمعيات والأشخاص.
وإذا كانت بعض الأصوات النسائية المغربية قد شكلت نشازًا واستثناء على المستوى السياسي وتميزت بعدائها الدائم للمهاجرين بصفة عامة لكنها اختبأت اليوم كالجرذان في هذه الظروف العصيبة ولم يُسمع لها أثر… فإن صوت لبؤات الأطلس ارتفع عاليا وهذا ليس بغريب على المرأة المغربية الحرة، ولبى نداء الإنسانية من أجل الجالية المغربية في فيرونا وروما و ميلانو، حيث تصل أكبر عدد من المكالمات لطلب المساعدة، وعلى الرغم من أن مساعدات الدولة الإيطالية شملت كذلك المهاجرين غير الشرعيين ووعدتهم بعدم الترحيل شريطة الالتزام بالحجر الصحي داخل منازلهم، فإن هاجس الخوف يبقى هو المسيطر دائما على المهاجرين في وضعية غير قانونية.
فتحية إذن لبشرى وفاطمة وخديجة ونادية ... واللائحة طويلة على تلبيتهن لنداء الإنسانية.
واختيارهن الصائب والصعب وهو مساعدة الأشخاص غير القانونين في البلد، عبر الإتصالات وطرق عدة أبواب للحصول على المساعدات الغذائية وتوزيعها أو إرسال مبالغ مالية لمن هم في وضعية صعبة.
ومن هذا المنبر نحيي كل مغاربة إيطاليا وخصوصا المغربي الأصيل الذي ساعد أكثر من 15 شخصا في مدينة فيرونا رغم تعرضه لغرامة مالية من الشرطة عند خروجه للقيام بواجبه التطوعي الإنساني.