في إطار مقاومة حالة الكآبة التي حلت بسبب الخوف من وباء الكورونا، اعتبر الدكتور رابح نجاري، المدير السابق لمستشفى الرازي للطب النفسي ببرشيد، بصفته طبيبا يعرف طبيعة فيروس هذا الوباء وكيف تطور، أنه من الضروري الاحتياط منه ما أمكن. مضيفا في حديث مع "أنفاس بريس" أن العزلة الصحية والمكوث في المنزل هو إجراء ناجع ولا يمنع مع ذلك من خروج الناس عند الضرورة لاقتناء ما يحتاجونه. موضحا أن هذه الكارثة التي وقعت هي كغيرها من الكوارث السابقة (الطاعون والكوليرا وإيبولا... إلخ)، من الطبيعي أن تخلق شيئا من الخوف؛ ولكن لا ينبغي أن يصل إلى درجة الاكتئاب، لأن هذه الكلمة ثقيلة فعلا؛ وبالتالي فإن الأمر يمكن تفسيره بالقلق والفزع والخوف من الموت؛ وربما تكون بعض من هذه الحالات قاتلة أكثر من كورونا نفسها.

لهذا، يضيف الدكتور، فعلى كل حال المغرب أبدى استعدادا لمواجهة الجائحة، وقد اكتسب تجربة في مواجهة الكوارث بالتدابير الاحترازية التي يتم اتخاذها؛ ولا تحتاج الكورونا إلى كل هذه الهالة من الرعب التي نشاهدها.

وأكد محدثنا أن هناك تدابير وقائية تلح عليها وزارة الصحة يجب احترامها منها: النظافة ولزوم البيت وعدم خروج الأطفال وتفادي التجمعات. وهذه التدابير من شأنها إحداث تغيير طارئ في نمط العيش محدد في الزمن، ولابد من التأقلم معه لمدة 15 أو 20 يوم حتى نخرج من دائرة الخطر المحدق.

وهذا يقتضي من الجميع، يسترسل الدكتور، اتباع شروط الوقاية اللازمة. فهذا الفيروس كائن حي "مكروبيولوجي"، ولا يهمنا إن كان من فعل إنسان أم غيره؛ وينبغي أن نتعامل معه اليوم كأطباء بغض النظر عن الدين والسياسة، حتى يتمكن العلماء من الانتصار على هذه الجرثومة وإيجاد الأمصال واللقاحات المناسبة.