الأربعاء 24 إبريل 2024
خارج الحدود

القلق يعم فرنسا جراء التصاعد الكبير لعدد المصابين بفيروس كورونا

القلق يعم فرنسا جراء التصاعد الكبير لعدد المصابين بفيروس كورونا أصبح فيروس كورونا مصدر قاق وخوف في فرنسا

ارتفعت حدة القلق وسط الفرنسيين، خاصة في المناطق التي تزايد فيها عدد المصابين بفيروس كورونا، والذين وصل عددهم إلى أكثر من 130 شخص، بعد أن كان عدد الأشخاص المصابين لا يتجاوز 38 قبل ثلاثة أيام.

كما تم تسجيل وفاة شخصين و12 حالة شفيت من المرض و43 مصاب بالمستشفيات، حسب وزير الصحة أوليفييه فيران. واعتبر الوزير أن فرنسا توجد في المرحلة الثانية من هذا الوباء الذي يشمل ثلاثة مراحل، مما يعني ضرورة العمل على إيقاف هذا الفيروس الموجود فوق التراب الفرنسي، قبل الوصول إلى المرحلة الثانية، والتي تعني إيقاف جميع الأنشطة، كما هو معمول به حاليا ببعض مدن في الصين وكوريا. مضيفا أن الفحوصات مازالت مستمرة، مما يعني أن الحصيلة قابلة للارتفاع.

 

وجراء هذه الوضعية اتخذت الحكومة الفرنسية العديد من الإجراءات، ومنعت الحكومة كل شكل من أشكال التجمع التي تضم 5000 شخص في أماكن مغلقة،. كما تمت عدة عمليات للحجز الصحي في عدة مدن فرنسية. في هذا الإطار تم إلغاء سباق الماراطون الذي كان مقررا يوم الأحد بالعاصمة الفرنسية، والذي كان من المنتظر أن يشارك فيه 44 ألف عداء وعداءة. كما تم إلغاء اليوم الأخير من المعرض الدولي للزراعة بالعاصمة. وأمرت الحكومة كذلك بإلغاء جميع التجمعات التي تضم أكثر من 5000 شخص في أماكن مغلقة.

 

كما أن العاملين بمتحف اللوفر، أحد أكبر المتاحف العالمية، قرروا التوقف عن العمل، لخوفهم من فيروس كورونا؛ ورغم المفاوضات التي قامت بها الإدارة والإجراءات الوقائية التي قامت بها، فإن أبواب المتحف ظلت مقفلة.

 

وذكرت السلطات الصحية أنه تم رصد تجمع يضم 19 حالة مصابة بهذا الفيروس في منطقة لواز شمال العاصمة باريس القريبة من المطار الدولي شارل دوغول، الذي يعتبر لوحده مدينة قائمة بذاتها، حيث يشتغل به أكثر من 90 ألف شخص في مختلف القطاعات المرتبطة بالنقل.

 

وشهد قصر الإليزيه، صباح يوم السبت 29 فبراير 2020، اجتماعين استثنائيين، هما مجلس الدفاع ومجلس للوزراء، من أجل تدارس التطورات المرتقبة لهذا الفيروس والمخاطر التي يشكلها وكيفية مواجهته.

 

الرئيس الفرنسي إيمانييل ماكرون أثناء زيارته لأحد مستشفيات سال بيتريير بباريس، في آخر الأسبوع، قال: نحن أمام أزمة في طريقها للتحول إلى وباء في أوروبا؛ في تلميح للوضع بإيطاليا التي مازال انتشار الفايروس بها مستمرا، ووصلت عدد الوفيات إلى 29 شخص و1049 إصابة.

 

الوضع بفرنسا وإيطاليا أصبح يثير الخوف وسط السكان، بسبب انتشار الإشاعات الكاذبة على شبكات التواصل الاجتماعية، وهو ما يزيد من التوتر.

 

ويمتنع المسؤولون في فرنسا وأوروبا على وصف هذا الفيروس بالوباء، رغم تضمنه لكل مواصفات ذلك، وهو عدوى واسعة الانتشار في منطقة كبيرة، وصلت لحد الآن إلى 53 بلدا.

 

تصريحات منظمة الصحة العالمية تؤكد ذلك، وتحذر أن أي دولة تفترض أنها لا تتعرض للفيروس  ترتكب خطأ قاتلا.

 

فرنسا تشجع التنسيق الأوروبي، خاصة مع جيرانها في مجال الصحة من أجل  محاصرة هذا الفيروس، وأعلن الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع عن مجموعة من المساعدات المالية بقيمة 230 مليون يورو، التي خصصت للبلدان الأعضاء والبلدان الشريكة لبلدان الاتحاد، وجزء منها لمنظمة الصحة العالمية.

 

وشدد مسئولو الاتحاد في إدارة الأزمات والصحة، أمام الصحافة ببروكسيل، على ضرورة التنسيق والتعاون  بين دول الاتحاد الأوروبي وجميع البلدان من أجل مواجهة هذا الفيروس، الذي اعتبروه اختبارا عالميا.