الثلاثاء 23 إبريل 2024
فن وثقافة

جمعية الشعلة تفتح ملف التراث الشعبي بتنسيق مع التكادة وقطاع الفوسفاط باليوسفية (مع فيديو)

جمعية الشعلة تفتح ملف التراث الشعبي بتنسيق مع التكادة وقطاع الفوسفاط باليوسفية (مع فيديو) مشهد من العمل المسرحي للتكادة
وفاء لطابعها المسرحي الفرجوي الذي ينهل من موروث الثقافة والتراث الشعبي بالمغرب المنفتح على القيم الإنسانية النبيلة، قدمت فرقة مجموعة تكادة للمسرح والفنون الشعبية عرضها المسرحي "أحجر وطوب" ليلة الأربعاء 26 فبراير 2020، المدعم من طرف وزارة الثقافة ـ قطاع الثقافة ـ بقاعة الأفراح التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط بمدينة اليوسفية بتنسيق مع جمعية الشعلة للتربية والثقافة، وبتعاون مع مندوبية وزارة الثقافة بأسفي واليوسفية، ومصلحة الشؤون الاجتماعية بموقع الإنتاج الكنتور/قطاع الفوسفاط .
العمل المسرحي "أحجر وطوب" شارك فيه ألمع نجوم فرقة "الفنون الشعبية التكادة" كالممثلة فاطمة ناجي، وفايحة فخفاخي، وفاطمة حركات، والجميل عبد الرحيم الغزواني بجانب الفنان المقتدر محمد لقلع، والواعد ياسين دخوش، والفنان المصطفى أطسي رفقة السي محمد العقلي والمؤلفان أحمد الروداني دخوش وعمر دخوش وخالد فضلي... حيث خلقت هذه النماذج الفنية، جسرا تواصليا مع جمهور مدينة اليوسفية الذي حج لقاعة الفوسفاط لإحياء روابط أواصر الحب والعشق مع مجموعة التكادة المتميزة بأعمالها الخالدة التي بصمت مشوارها الفني الغني بالمشاهد الفرجوية والموروث التراثي الشعبي منذ لحظة التأسيس سنة 1972 إلى اليوم .
"لقد فتحت جمعية الشعلة نافذة التراث الشعبي من خلال تنسيقها مع فرقة التكادة، وسط هذا الجمود القاتل الذي يحاول طمس ومحو تراكمات الفعل الثقافي الذي خلده العمل الجمعوي منذ عقود باليوسفية" يقول أحد الفعاليات الجمعوية بالمدينة. واستطرد نفس المتحدث موضحا بالقول" شكرا لقطاع الفوسفاط الذي يسر شروط استقبال عرض فرقة التكادة التي هبت نسائمها الطيبة لإسترجاع صور شاهدة على علو كعب هذه القاعة الجميلة وأقطابها الذين ساهموا في بلورة الفعل الثقافي المتعدد بأجناسه الفنية والأدبية والفكرية".
لقد عاش جمهور التكادة باليوسفية لحظة مميزة من خلال خمسة فصول ولوحات رائعة لمسرحية "أحجر وطوب" التي سبرت أغوار المعيش اليومي في عالمنا القروي، ووقفت بالأساس على مقاربة الآني من مواضيع الساعة من قبيل " وضع المرأة على ضوء الأحكام المسبقة التي كرستها الأمثال الشعبية ورسختها في المخيال الجمعي، موظفة قالبا فرجويا لبسط ومعالجة إشكالات ترتبط بظواهر اجتماعية ذات أهمية بالغة.. مثل الخيانة الزوجية ـ وخادمات البيوت ـ و تزويج القاصرات ـ وحقوق الورثة داخل الأسرة المغربية.."
"الجمهور تفاعل مع نص المسرحية المكتوب ببساطته وتعقيداته المجتمعية، من خلال موضوع المرأة، ومعالجة مشاكلها من خلال الوقوف على أهمية أدوارها الاجتماعية بعالمنا القروي في علاقة بعاداته وطقوسه وتقاليده الجميلة" تقول إطار بقطاع الفوسفاط التي وجهت تحية خاصة "لمجموعة التكادة التي مازالت تكافح من أجل تحصين وتثمين الموروث الثقافي الشعبي على جميع المستويات"
في سياق متصل تساءل أحد عمال الفوسفاط عن الأسباب الحقيقية التي تقف في وجه التلفزة المغربية لمحاربة السفاهة والتفاهة الفنية باعتمادها على "نماذج المجموعات الغنائية والفنية والمسرحية التي تكابد في سيبل صناعة ذوق راقي عبر شاشتنا التلفزيونية التي تلتهم ضرائب خيالية من جيوب الشعب المغربي وتنفق على الابتذال في برامج تافهة"
واستغربت امرأة فوسفاطية في تصريحها للجريدة قائلة "لماذا يتم طمس تراكمات رواد الحركة الفنية على مستوى التراث الشعبي؟ وكيف تلجأ التلفزة المغربية لمسلسلات أجنية تافهة المواضيع مقابل إقصاء أعمال فنية اجتماعيا طالها النسيان بأرشيفها السمعي البصري، قادرة على مواجهة المدة التافه عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي؟".
مديرة الثقافة بإقليم اليوسفية وأسفي نوهت "بالعمل المسرحي للتكادة الذي يمتح من التراث الشعبي والموروث الثقافي المغربي، وأشادت بالتعاون القائم بين مختلف المتدخلين بقطاع الفوسفاط وجمعية الشعلة للتربية والثقافة"، واعتبرت اللحظة الفرجوية جد "متميزة مع تفاعل جمهور/العائلات الذي يعشق تراثه ويحترم الفن والإبداع الراقي الذي تمتاز به الفرقة التي تلامس وتعالج مواضيع اجتماعية غاية في الأهمية"
وحسب أرشيف وثائق التعريف بتاريخ مجموعة التكادة يكفي " الإنصات الجيد لروح أغنية مجموعة تكادة لكي تدرك جليا مدى القيمة الجمالية والتراثية، التي تتسم بها كذاكرة مرجعية حققت تداولها الواسع داخل الأوساط الشعبية والعالمة في الآن نفسه، نظرا لبساطة خطاباتها التبليغية وجمالية أنغامها الإنساينة التي تستمد جوهرها من استنباط جميع لإيقاعات الشعبية المغربية واستثمارها على نحو أجمل وأمتع وهي إيقاعات تعبر بنا من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب انسجاما مع مقولة (الفنون الشعبية الأصيلة لا حدود لها) "
و في نفس السياق قال الفنان أحمد الروداني دخوش لجريدة "أنفاس بريس" بعد انتهاء العرض المسرحي "نحن جد ممتنين للطريقة الراقية والحفاوة التي استقبلت بها تكادة من طرف كل المتعاونين بقطاع الفوسفاط وقطاع الثقافة وجمعية الشعلة " وأبدى إعجابه بتفاعل الجمهور اليوسفي الذي حج للقاعة بالقول " جمهور راق ويتمتع بحس فرجوي رائع، تفاعل مع عرضنا المسرحي بشكل ينم على أن تراكمات الأعمال الفنية والثقافية والفكرية التي احتضنتها هذه القاعة كان لها الأثر البليغ في تكوين أبناء وشباب ونساء مدينة الفوسفاط.."