السبت 20 إبريل 2024
سياسة

في سياق الزحف الأصولي المدروس..خطوة بنحمزة إلى الوراء من أجل خطوات إلى الأمام

في سياق الزحف الأصولي المدروس..خطوة بنحمزة إلى الوراء من أجل خطوات إلى الأمام مصطفى بنحمزة
أصبح مصطفى بنحمزة ظاهرة في الولع بالأضواء، كثير الترحال والتصريحات خارج ما هو منتصب له كرئيس مجلس علمي "محلي" بوجدة، أي خارج ما هو منتصب له كمهمة دينية محددة. وإذا لم يعثر على مناسبة الأضواء، يتحول إلى حكواتي يستعرض أمام مريديه عنترياته مع مختلف المسؤولين.لذلك يصعب أن نجد بنحمزة في موقع الالتزام بكون العمل عبادة. 
وفي محاولة للالتفاف على مواقف"الحرج" التي ورط فيها نفسه، مؤخرا، وهو يعتدي على صلاحية المجلس العلمي الأعلى في شأن البت في "الطريقة المتجددة للدفن "في مقبرة "السلام" بوجدة، وتهجمه على مخالفيه، واتهامهم بالجهل...خرج لأحد المواقع الإلكتونية (آشكاين) بتصريح، يستوقفنا فيه أمران:
1-لقد رفض الرد على سؤال بشأن القروض البنكية لدعم الشباب العاطل عن العمل، بدعوى أن جدل فوائد القروض سياسي وليس دينيا قائلا:" إن المجلس العلمي الأعلى هو المخول بإصدار الفتوى في مثل هذه المواضيع".
وأضاف:"لا يعجبني الحديث في مثل هذه المواضيع لأنها تعمق الخلاف وتزيد من الصراع". 
هذا الموقف الرصين غير معهود في بنحمزة، حيث المعروف عنه أنه مهووس بالخوض في المواضيع التي تعرف جدلا سياسيا، ولا يعير أي اهتمام لمؤسسة الفتوى بالمجلس العلمي الأعلى.
ويكفي أن نذكر خوضه في موضوع الإجهاض، في تحد واضح لتوجيهات جلالة الملك الذي أسند الأمر للجنة ملكية للبت فيه، ورده على وزير التربية الوطنية في قضية تدريس العلوم باللغة الفرنسية ووصفه بالفاشل والذي يتلعثم في قراءة الخطابات التي تكتب باللغة العربية، فوق منبر الوعظ بأحد مساجد وجدة ، والذي بثه أحد المواقع الإلكترونية الوهابية. وخوضه في نقاش الحريات الفردية الذي طرحه أحد البرلمانيين بقبة البرلمان...وغير ذلك من النقاشات السياسية التي عرفها المغرب، والتي لايتسع المقال لذكرها.
فهل عاد الأستاذ بنحمزة إلى رشده ولبى نداء أصوات الحكمة التي تواكب خرجاته المنفلتة، بالنقد البناء؟ أم الأمر مجرد إنحناء لعاصفة النقاش الذي خلفته طريقة الدفن المستحدثة بمقبرة السلام بوجدة، وغضب الأمانة العامة للعلماء عليه بفعل الاعتداء على اختصاصاتها؟ أم أن بنحمزة أراد أن يحرج الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى حينما أحال الأمر عليها ؟
لكن هناك من يرى أن بنحمزة أراد أن يحرج رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، حيث إن أهل وجدة يعرفون أن بنحمزة يكن له عداء واضحا، لإنقلابه على بنكيران وتحالفه مع حزب البام بطنجة، ويجاهر أمام الملأ أن العثماني ضعيف الشخصية وأن العلمانيين سيمررون العديد من القوانين في ولايته الحكومية، ولو كان بنكيران لما مر، في تقديره، قانون تدريس العلوم باللغة الفرنسية..فهل مثل هذا الكلام ليس خوضا في السياسة؟ وليس تدخلا في شؤون جلالة الملك الذي خول له الدستور تعيين رئيس الحكومة الذي يصلح للمرحلة، في ظل تعقيدات تشكيل الأغلبية الحكومية، وبدون المساس بالمنهجية الديموقراطية؟
2-وما يثير الاستغراب في تصريحه، هو قوله: " المغرب الذي نحتاجه هو الذي فيه الانسجام والتعقل، وليس ما نسمعه من سب وشتم ،الأمر الذي لا يليق لا بالعلماء ولا بغيرهم". 
الغريب أن بنحمزة ينصح الآخرين وينسى نفسه. فالمغاربة يعرفون جيدا أنه مختص في السب والشتم ونعت المخالفين بأقبح النعوت، حتى من داخل المساجد، فوق كراسي الوعظ والإرشاد، وفي جلسات حوارييه.
ولم يسلم من لسانه مختلف المسؤولين. ويكفي أن نحيل القراء،على مقال الأستاذ محمد العمري بعنوان : " لغة فضيلة الشيخ ومنطق عضو المجلس الأعلى،أو دلائل" الاحترام" في خطاب الأستاذ مصطفى بنحمزة" ،لمعرفة الحقل الدلالي لخطاب بنحمزة وهو يتهجم على الأستاذة حكيمة الناجي، بدون مراعاة حتى آداب انتمائهما المشترك للمجلس الاقتصادي والاجتماعي. فمعجمه التداولي، يحبل بالأوصاف القدحية  المنقصة من قدر الآخرين. وحده فقط، وبجنون العظمة، من هو على المحجة البيضاء. وحتى مقام صاحب الأمر نفسه، لم يسلم من تجريحه. ولا حول ولا قوة إلا بالله! 
فهل سيكتب لنا أن نعيش لحظة "توبة" بنحمزة؟ من أجل ذلك سنسأل له حسن الخاتمة، من منطلق المواطنة المسؤولة. ولله الأمر من قبل ومن بعد!