الخميس 28 مارس 2024
سياسة

الإعفاءات المتواصلة لوزير الصحة، حل أم أزمة؟

الإعفاءات المتواصلة لوزير الصحة، حل أم أزمة؟ خالد أيت الطالب، وزير الصحة
إن ما نهجه خالد أيت الطالب منذ توليه وزيرا بوزارة الصحة هو نهج غير مسبوق، فمباشرة بعد تحمله مسؤولية الوزارة، استطرد في اتخاذ القرارات الزجرية المتمثلة في الإعفاءات المتعددة في حق العديد من المسؤولين الإقليميين والجهويين ومدراء مستشفيات ومسؤولين مركزيين.. هذه الإعفاءات التي تقارب حاليا العشرين حالة ولازال هذا "المخطط" متواصلا إلى الحد الذي لا يتخله أي أحد.  إن هذه القرارات الزجرية لها العديد من الدلالات، وفي مقدمتها أن القطاع الصحي فاسد وغارق في الفساد. وإن وزير الصحة حمل المسؤولية كاملة للعنصر البشري. وإن الوتيرة التي يسير بها حاليا خالد أيت الطالب في نهج الإعفاءات من المسؤولية، لن تكون بأي شكل من الأشكال حلا للواقع المتردي للقطاع الصحي، بل هو مسار متجدد لأزمة هذا القطاع. فكيف يقدم وزير الصحة على إعفاء مسؤول عن مستشفى إقليمي، وهذا المستشفى يفتقر للأدوية، ويفتقر للعنصر البشري القادر على التغلب على كل مطالب المواطنين ويفتقر لسيارات الإسعاف الكافية، ولايتوفر على كل التخصصات، وليس بمقدوره إجراء عدد معين من العمليات الجراحية.... هذا هو الواقع الحقيقي لمستشفياتنا والتي كان على الوزير أيت الطالب الإنكباب على إيجاد الحلول المناسبة لها. نعم هناك، مسؤولين يتحملون مسؤولية مجموعة من الإختلالات، وهؤلاء وجب اتخاذ الإجراءات اللازمة في حقهم، لكن أن يتم إعفاء مسؤولين بسبب عجز القطاع ككل عن تحقيق مطالب التطبيب للمواطنين، فهذه مسؤولية الوزارة بالأساس ومسؤولية الحكومة ككل.  إن العديد من الإعفاءات التي وقعتموها هي أمر مجحف وقرار متسرع يا سعادة الوزير، ولكم واسع النظر.