الأربعاء 24 إبريل 2024
سياسة

بوطوالة : في ذكرى رفيق عزيز.. كان سيكون أحمد سعيدا باندماج فيدرالية اليسار

بوطوالة : في ذكرى رفيق عزيز.. كان سيكون أحمد سعيدا باندماج فيدرالية اليسار علي بوطوالة، و الفقيد أحمد بنجلون(يسارا)
على هامش الذكرى الخامسة لرحيل القائد الطليعي، أحمد بنجلون، الذي حملت الدورة السادسة للهيأة التقريرية لفيدرالية اليسار الديمقراطي؛ اسمه،ذكر رفيقه علي بالطولة، بعبارة للمفكر ألماني، كان يرددها الفقيد؛ كلما حلت ذكرى أخيه الشهيد عمر، هي أن "الشهداء لهم اختياران، أما نسيانهم أو توظيفهم".
وفي ما يلي ما نسجته ذاكرة علي بوطوالة الكاتب الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، حول الفقيد أحمد بنجلون، في هذا المقام:
حلت يوم أمس الأحد 2 فبراير 2020 الذكرى الخامسة لرحيل الرفيق والقائد الطليعي أحمد بن جلون، وسميت الدورة السادسة للهيأة التقريرية لفيدرالية اليسار الديمقراطي باسمه، اعترافا وتقديرا بما قدمه من تضحيات وجهود لتحقيق وحدة اليسار، وهو الذي كان قد اقترح لوغو "الرسالة" كرمز انتخابي لتحالف اليسار الديمقراطي سنة 2007.
كان الفقيد يردد كلما حلت ذكرى أخيه الشهيد عمر مقولة مفكر ألماني "الشهداء لهم اختياران، أما نسيانهم أو توظيفهم". وبقدر ما كان ينتقد النسيان كان يمقت توظيف دماء الشهداء لتبرير مواقف انتهازية تتعارض مع ما ضحوا بحياتهم من أجله.
وكان يقصد بالذات شهداء الحركة التقدمية المغربية وفي مقدمتهم الشهيدين المهدي بن بركة وعمر بن جلون.
المفارقة المؤلمة أن الفقيد الكبير نفسه أصبح يوظفه البعض لشرعنة وتبرير مواقف طفولية كانت تثير غضبه ويردع أصحابها بحزم وبعبارات لاذعة.
أتذكر أنه حينما كنا مجتمعين، في إطار ما سميناه آنذاك اللجنة الوطنية المكونة من أعضاء اللجنة الإدارية ومنسقي الأقاليم بمنزل المرحوم عواد بسوق السبت بمناسبة خروج الفقيد بوكرين من الاعتقال المرتبط بمحاولة تحرير مقر الحزب ببني ملال من سيطرة أتباع المكتب السياسي.. وكنا نتداول في كيفية التصدي لموقف المكتب السياسي لتمرير موقفه من الانتخابات في اللجنة المركزية المنتظر انعقادها في بداية شهر ماي من سنة 1983 (لم يكن التاريخ قد تقرر بعد) أن أحد الرفاق طرح مشكلة تغطية نفقات المناضلين ضعيفي أو معدومي الدخل للقدوم للرباط، فرد عليه الفقيد بما معناه "ليتدبروا أمر المجيء أولا أما الرجوع فمشكوك فيه"! وهذا يعني أن المجتمعين كانوا مقتنعين أن المواجهة حتمية وان الاعتقال وارد، لأنه كانت سابقة مقري الفقيه بن صالح وبني ملال ماثلة أمامنا، ومع ذلك لم نتردد في اتخاذ القرار التاريخي الذي كان علينا اتخاذه للدفاع عن الخط النضالي الديمقراطي للحزب.
المؤسف؛ أن هناك من ولد بعد ذلك التاريخ بسنوات ويتطاول على من لما زال حيا ومناضلا من تلك المجموعة "الانتحارية" بدعوى الدفاع عن خط 8 ماي! والأدهى من ذلك أنه يستعمل اسم الفقيد أحمد بن جلون لتبرير فعلته.
لقد كان الفقيد أحمد الذي تدرب على الكفاح المسلح في شبابه لتحقيق الثورة الاشتراكية في المغرب هو نفسه الذي قرر المشاركة في انتخابات 2007 قائلا :"لقد كنا على حق حينما قررنا المقاطعة ونحن الآن على حق في قرار المشاركة"، بل وقدم ترشيحه في مقاطعة يعقوب المنصور بالرباط رغم انه لم تكن له أية أوهام حول النتيجة. وأحمد بن جلون الذي كان متمسكا بهويته الحزبية هو نفسه الذي ساهم بحماس في تأسيس تجمع اليسار الديمقراطي ثم بعد فشل هذا الأخير تأسيس تحالف اليسار الديمقراطي، وكان مقتنعا تمام الاقتناع بوحدة اليسار لدرجة أنه رغم مرضه العضال حضر في كرسي متحرك مهرجان الإعلان عن تأسيس فدرالية اليسار الديمقراطي في 23 مارس 2014.
هل كان سيعارض أحمد اندماج أحزاب الفيدرالية في حزب اشتراكي كبير؟ حسب معرفتي العميقة به وعلاقتي به لمدة 35سنة، أستطيع القول بدون تردد أنه كان سيكون فخورا ومتحمسا لتأسيس وزعامة هذا الحزب.
لروح رفيقنا العزيز والكبير سلام الأبدية وعلى نهجه ونهج شهدائنا سنظل سائرين حتى النصر أو الموت.