الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

فارس وعبد النباوي يستعرضان استقلال السلطة القضائية أمام الإسبان

فارس وعبد النباوي يستعرضان استقلال السلطة القضائية أمام الإسبان منصة اللقاء القضائي المغربي الإسباني

أكد الأستاذ مصطفى فارس، رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية، أن اللقاء القضائي المغربي الإسباني السابع المنعقد يوم الاثنين 3 فبراير 2020 بمراكش، يبني لجسر قضائي للقيم الحضارية المشتركة الأصيلة العميقة بين البلدين، الزاخرة بتراث خالد متميز، ساهم في وضع أركانه عدد من نساء ورجال القضاء الأفذاذ بالبلدين عبر التاريخ. مسترجعا بكل احترام وتقدير معالي الرئيس "ديفار" والدكتور ادريس الضحاك.

 

وأشاد فارس بالخطوات الجبارة التي قطعت على درب التعاون والعمل المشترك، نظمت خلالها العديد من اللقاءات ونوقشت الكثير من المواضيع التي تكتسي أهمية وطنية وإقليمية ودولية ذات ارتباط بمجالات الأسرة والمعاملات المدنية والقضايا الجنائية والإدارية ومنازعات الشغل وقضايا الاستثمار والتجارة والبيئة والإعلام وإشكاليات استقلال السلطة القضائية وغيرها، وأسفرت عن رصيد هام من التوصيات والآليات التي تفتقت عن تجربة وحنكة قضاة أفذاذ من الجانبين الاسباني والمغربي زاوجوا بين الاحترافية والقراءة المقاصدية للنصوص والرؤى الاستشرافية للحلول والمآلات والإحساس الكبير بضرورة تحقيق العدل وأهمية الوصول إلى الأمن القضائي والإجابة على انتظارات المتقاضين.

 

وتحدث الأستاذ فارس، عن ظواهر إجرامية عالمية ذات انعكاسات قانونية وحقوقية وأخلاقية سلبية مثل جرائم الاتجار بالأشخاص التي تمس مختلف البلدان سواء كانت دولة المنشأ أو نقطة العبور أو مقصدا للضحايا. كما أصبح الجميع يعاني من آثار الجرائم المرتكبة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي يزيغ بها البعض عن أهدافها الخيرة الايجابية إلى خلق عواصف إجرامية مدمرة تصيب فئات المجتمع على اختلاف مراتبها ومواقعها وصفاتها.

 

وأعرب الأستاذ فارس عن أمله في أن يبقى موضوع الكفالة والتبني الدولي من المواضيع الأسرية المحورية المتطورة بوضع تصور موحد بشأنها بالنظر لحجم الجاليات والمواطنين المقيمين بالبلدين وبالنظر لمتطلبات الخصوصية وشروط الاندماج، وأن تكون مناسبة لإبراز أوجه التقارب بين النظامين القضائيين المغربي والإسباني، واقتراح حلول تشكل أرضية لتطوير النصوص التشريعية والاجتهاد القضائي.

 

من جهته اعتبر الأستاذ محمد عبد النباوي، رئيس النيابة العامة أن اللقاء القضائي المغربي الإسباني السابع يشكل فرصة ذهبية لقضاة الدولتين لزيادة متانة العلاقات القضائية، وتوطيد دعائم التعاون القضائي، وكذلك مناسبة سانحة لتبادل الخبرات والتجارب الناجعة، والتعرف على الاجتهادات القضائية والمستجدات التشريعية. مذكرا بسياق هذا الاجتماع وتزامنه مع الحدث التاريخي الذي طرأ خلال سنة 2017 أدى إلى انفصال تام للسلطة القضائية عن السلطتين التشريعية والتنفيذية، وانتهاء كل علائق التبعية التي كانت مع الوزارة المكلفة بالعدل، وابتدأ عهد دستوري جديد يتمثل في التعاون بين سلطات الدولة الثلاث وتوازنها.

 

وأكد عبد النباوي أن النيابة العامة بالمملكة المغربية جزء من السلطة القضائية المستقلة عن السلطتين التشريعية والتنفيذية، وجميع أعضائها قضاة يتم تدبير وضعيتهم المهنية منذ الالتحاق بسلك القضاء إلى مغادرته نهائيا، بواسطة المجلس الأعلى للسلطة القضائية. كما أن هذا المجلس يحمي استقلال جميع القضاة، سواء قضاة الأحكام، أو قضاة النيابة العامة. مضيفا أن النيابة العامة تقوم بدور أساسي وهام في مجال التعاون القضائي الدولي، سواء في المجال الجنائي عن طريق دورها في المساطر القضائية لتسليم المجرمين والمتهمين والمشتبه فيهم، أو تنفيذ الإنابات القضائية الجنائية، أو بتبليغ الطيات القضائية، أو المبادرة إلى تفعيل الشكايات الرسمية، أو في الميدان المدني عن طريق الإنابات والطيات القضائية والدور الهام في مجال المساطر المتعلقة باختطاف الأطفال وكذلك بتذييل الأحكام الأجنبية بالصيغة التنفيذية.

 

وخلال سنة 2019 توصلت رئاسة النيابة العامة بـ 22 إنابة قضائية جنائية من إسبانيا، وأحالت على السلطات القضائية الإسبانية عشر إنابات. كما توصلت رئاسة النيابة العامة بـ 4 طلبات للتسليم من السلطات الإسبانية وأحالت عليها 28 طلباً للتسليم. كما توصلت السلطات المغربية بـ 7 شكايات رسمية من إسبانيا، وأحالت عليها شكايتين رسميتين. بالإضافة إلى عدد من الطيات القضائية. ثم تم تسجيل خمسة ملفات لاسترجاع الأطفال وممارسة حق الزيارة والحضانة أو الإجراءات الحمائية للأطفال بين البلدين. بالإضافة إلى ملفين اثنين يتعلقان باستيفاء النفقة بالخارج.

 

وحسب رئيس النيابة العامة، فإن علاقات التعاون القضائي بين المملكتين المغربية والإسبانية تتميز بالسرعة والفعالية، يرجع الفضل في ذلك بالأساس إلى حرص السلطات في البلدين، وفي مقدمتها السلطات القضائية، على التعامل بجدية مع طلبات التعاون. التي يَسَّرَهَا إقدامُ البلدين على تبني نظام قضاة الاتصال.