الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

العمراني: الحنين للمدينة !

العمراني: الحنين للمدينة ! عبدالرحمان العمراني
المدينة....هكذا انطبعت في مخيالنا الجماعي الطفولي نحن الذين تشكلت منهم الدفعات الأولي للمهاجرين من البوادي صوب المدن في بداية الستينيات... بنايات وبنى متسقة ،طرق بأرصفة،مصابيح اضاءة،أشجار مصفوفة ،عشب اخضر على الجنبات. مسالك واضحة للنقل والتنقل .وفضاءات مشتركة للتنشئة الاجتماعية.
كان للمدينة دور حاسم في التمدين والإدماج والتمكين،وفي ظرف قياسي . دهشة سريعة تجاه فضاء المدينة بالنسبة للمهاجر البدوي يعقبها اندماج كامل في بحر شهور .
لم يعد لأغلب مدننا للأسف هذه الخاصيات ،لم تعد المدينة-بتعبير أحد الجغرافيين الحضريين المغاربة من الجيل الأول- تنتج المديني. كما كان الأمر في السابق.
سيقول بعض المشتغلين على السوسيولوجيا الحضرية أنني أتحدث عن مدينية قديمة متجاوزة ،وان الواقع الحضري أفرز مدينية جديدة une nouvelle citadinite .
وسؤالي لهؤلاء الباحثين: هلا حددتم لنا خصائص وقسمات هذه المدينية الجديدة .؟؟!! عدا الفوضى غير الخلاقة للقطاع غير المهيكل وما يرافقه من مظاهر وظواهر اجتماعية.
اليوم المدينة هي مدن، وأطراف مدن تعيش بايقاعات مختلفة وتحيل على أزمنة متباينة في التمدن،بعضها يتماهى فيها التطور مع مجرد التوسع والتمطط. مع كل انعكاسات ذلك على ما يعرف اليوم في اللغة السياسية وفي المتن الحقوقي بالعدالة المجالية.