الأربعاء 8 مايو 2024
كتاب الرأي

لزرق : العدالة والتنمية والبراغماتية في خدمة الإيديولوجيا

لزرق : العدالة والتنمية والبراغماتية في خدمة الإيديولوجيا رشيد لزرق
العديد من قوى التدين السياسي خاصة العدالة والتنمية يخلطون بين البراغماتية السياسية ونهج الاتجاه الإصلاحي.
وأعتقد أن المشاركة في اللعبة السياسية وفق شروطها وأدواتها ليس مؤشرا الإصلاح بل يمكن اعتباره قبول لشروط اللعبة التي يمكن تغييرها؛ أما البرغماتية السياسية فهي الاستفادة والتي تظهر بشكل مكتف بين الخطاب والممارسة إلى درجة التناقض بين الخطاب والممارسة وبين المظاهر والإيديولوجية.
وأما اتخاذ قرارات على أساس علمي وواقعي فهي لا تعني مراجعات فكرية كما يحاول ان يروج البعض بل قد تعني ضروريات براغماتية.
لهذا فإن ما تعرفه العدالة والتنمية بالمغرب من تناقضات على صعيد الخطاب والممارسة العملية ؛و تأكيد قياداتها على مصطلح الإصلاح والثوابت الدستورية، في مواجهة كل المخالفين لها، هو لا يعني اعتدال بل تشبث بالقوانين السائدة، التي تمكنها من الحفاظ علي ايديولوجيتها، وإن أظهرت أن الأيديولوجيا، لا تعنيها، لكون ذلك يحافظ لها على إستمراريتها، لهذا، يبدو أن لا فرق بين بنكيران أو العثماني أو الرميد أو الريسوني.
لكون البراغماتية، التي تسلكها هي متحرك وفق التغييرات الداخلية والدولية في تحالفاتها وفي تنافراتها؛ وفقا لما هو سائد أو مطلوب..
من جهة اخرى تتولى الحركة الدعوية ضمان الالتزام بأفكار ومعتقدات شيوخ المؤسسين، والحسم في الأمور الخلافية ومواجهة كل الحركات الانشقاقية ، كلنا عاينا كيف حضر أحمد الريسوني لمواجهة مطامع بنكيران في الولاية الثالثة؛ وكيف تم حسم موضوع ماء العينين، الجماعة هي حاضن للايديولوجيا وهي التي تساهم في الحفاظ على المعتقدات والمشاعر، بالنسبة لأتباع العدالة والتنمية.
أما الحزب وما يتخذه من قرارات فهي تدخل في إطار البرغماتية السياسية؛ وإن كانت متعارضة ـومفسدة،فلا ضير من ذلك لكون شيوخ الجماعة يقنعون الأتباع بكون السياسة هي ضرورة التعايش، تخدم العمل السلمي، وتشكل بذلك مكوناً ضرورياً أو مفيداً للمجال العام؛ باعتبارها تمكنهم من التعايش مع المحركات السياسية والاقتصادية والمؤسسات.
بهذا فإن هذا المسار له أهمية في خدمة الايدولوجيا.
رشيد لزرق، خبير الشؤون الدستورية والبرلمانية