إن ضرورة الوحدة الاندماجية اليوم هي واقع محتم على أحزاب الفيدرالية من طرف الشريحة المجتمعية التي تشاركنا المشروع وتنتظر منا توحيد الصف والخطاب والرؤية للانضمام لنا ودعمنا في تنزيل المشروع المجتمعي التي تطمح له الفيدرالية للرقي بالمشهد السياسي المغربي. لهذا غير مقبول  البتة أن يطل علينا اليوم بعض القيادات التي ما زالت تفكر بمنطق الأنا الضيق بخطابات شعبوية لا ترقى لمستوى المتتبعين لشأن الفيدرالية، خاصة وأن هذه الخطابات تتضمن في طياتها نوعا من التخوين والتقليل من شأن الأطراف الأخرى، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على تخوف بعض المحسوبين على التيار الرافض للاندماج من المستقبل الذي سيبرهن لهم عن الضعف الفكري والسياسي الذي كانوا يعيشونه أثناء قيامهم بتلك التصريحات المحبطة، والتي أصبحت تسيء لنا جميعا كمنتمين للفيدرالية قادة وقواعد شيبا وشبابا.. وكيف لا تسيء لنا ونحن كشبيبات الفيدرالية تشن علينا حربا من رفاقنا منذ الإعلان عن الجهاز التقريري والتنفيذي لشبيبات الفيدرالية والذي جاء بعد تراكم كبير على مستوى التنسيق الوحدوي بين الشبيبات الثلاث وكل هذا  لتبخيس المجهودات المبذولة من طرف الشبيبات قادة وقواعد .

نعم، نختلف لكن ما يجمعنا أكبر بكثير مما نختلف عليه يجمعنا الأمل، وهم الشباب الذي نحن من أجله نناضل، يجمعنا حلم الوحدة والحزب الكبير، اخترنا أن نكون صمام الأمان لمشروع آمنا به رغم بعض الاختلافات البسيطة، والتي اخترنا أن ندبرها بشكل عقلاني تفاديا لمنطق الأنا احتراما للذات الجماعية على عكس ما يفعله بعض القادة الناضجون أو من يظنون أنهم زعماء وحدهم من يمتلكون ملكة التحليل السليم، أو بالمعنى الأصح "بوحدهم مضويين البلاد"؛ فهذا المنطق أصبح متجاوزا في المشهد السياسي اليساري، بل وأصبح مرفوضا من قبل الشباب على وجه الخصوص؛ فنحن نرفض تكريس مفهوم الزعامات الخالدة والتي من شأنها فرض منطق الوصاية على الشباب وكأنهم قاصرون، نرفض بالبث والمطلق أن ينعت الشباب بالانتهازيين لأنهم اختاروا الدفع بالمشروع الوحدوي الذي سنتشبث به جميعا وندافع عنه بجرأة ووضوح ولن نكون أداة في يد أحد لتصفية حساباته الضيقة التي ستجعله حتما خارج التاريخ.