.gif)
محمد الكحص، يتوسط، رشيد الطالبي العلمي ،وحسن عبيابة(يسارا قرار وزير الثقافة والشباب والرياضة المرتبط بإعادة مباراة التوظيف بعد أن وقفت لجنة إعادة تصحيح أوراق الامتحانات في تقريرها على مجموعة من الفضائح، (القرار) ذكرني بجواب الوزير محمد الكحص ذات سنة في حكومة التناوب، حين قال للأطر التي احتجت وطالبته بتفسير عن مهزلة نتائج مباراة الكفاءة المهنية " اعلنوا عن اعتصام، وأنا مستعد للاعتصام والاحتجاج معكم".
قد يكون من دلالات ملف إمتحانات التوظيف بوزارة الثقافة والشباب والرياضة ـ قطاع الشباب والرياضة ـ والقرار التاريخي للوزير حسن عبيابة والذي يصب في عمق عودة قطار الشفافية وتكافؤ الفرص إلى سكته الصحيحة (من دلالاتها) أنها أظهرت الجرأة التي وصلت إليها جيوب مقاومة الإصلاح بهذا القطاع، إذ بلغت حد تجاوز القانون ونهج أساليب عقيمة من خلال السب والقذف و الخلط بين ما هو سياسي و إداري محض.
من البديهي جدا أن تقاوم (جيوب المقاومة) كما كان يسميها الأستاذ السي عبد الرحمان اليوسفي (أطال الله في عمره)، (تقاوم) أي عملية إصلاح بقطاع الشباب و الرياضة كونه يضر بمصالح متوارثة لجهات معينة و لوبي معين لأشخاص يعملون جاهدا على تثبيت مجموعة من السلوكات و الظواهر المشينة و التي من شأنها أن تنعش مصالحهم. (والأمثلة والملفات الحارقة متعددة).
لذلك فمن الطبيعي جدا أن نرى أعضاء من لجن امتحانات التوظيف و الذي تقرر إعادته، يثورون ضد الإدارة وينتقدونها معربين عن تدمرهم من قرار إعادة إجراء امتحانات التوظيف، كونهم يعتبرون ذلك تقزيما؛ وإذلالا لهم.
ومن الطبيعي جدا أن ينتفض المرشحين لإجتياز امتحان التوظيف والذين تم تسريع حصولهم على دبلومات المعهد الملكي لتكوين الأطر في زمن قياسي وبقدرة قادر.
ومن الطبيعي أيضا أن يتحسر الموظفون بالقطاع على أبنائهم الذين تمكنوا من اجتياز مباراة التوظيف (المهزلة) بنسبة مائة في المائة.
ومن الطبيعي أيضا أن تشمئز وجوه الغشاشين الذين استطاعوا عن طريق "سمسار تمارة" الحصول على مواضيع الامتحانات يوم قبل اجتيازها.
ومن الطبيعي أيضا أن يلجم المرشحون لمناصب متصرفين من الدرجة الثانية أفواههم من شدة الصدمة بعد أن تم وعدهم من قبل ديوان الوزير السابق بالمناصب.
ومن الطبيعي أيضا أن يخرج الذباب الإليكتروني على منصات التواصل الاجتماعي، وبعض الأقلام التي كانت تهلل للوزير السابق وتندد وتستنكر ما أقدم عليه الوزير حسن عبيابة كون إلغاء نتائج امتحان التوظيف يشوه الصورة التي تمناها الوزير التجمعي وزبانيته .
لكن دوام الحال من المحال و هيهات ثم هيهات...حيث يبدو أن وزير الثقافة والشباب والرياضة حسن عبيابة أكثر عزما و إصرارا على ترسيخ قيم تكافؤ الفرص أمام الشباب، واقتلاع بؤر الفساد وأنه لن يتراجع عن نهجه الإصلاحي في التدبير .
