الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

علي بوطوالة: على هامش الملتقى الوطني الثاني لشبيبات أحزاب الفدرالية

علي بوطوالة: على هامش الملتقى الوطني الثاني لشبيبات أحزاب الفدرالية علي بوطوالة
"خطوة عملية واحدة خير من دزينة من الشعارات" (لينين).
من المثير للانتباه والاستغراب أن تترافق كل خطوة عملية على مسار اندماج أحزاب الفدرالية بكتابات وتعاليق تكشف عن قلق أصحابها مصحوبة وباستعمال منطق غريب "أنا مع الوحدة ولكن لا لتحقيقها حتى تكتمل جميع الشروط "!..
وهذا ما جعل المناضل اليماني الكاتب العام لنقابة شركة سامير التي تتعرض للتدمير الممنهج من قبل لوبيات الفساد في أول تدخل بالملتقى المذكور يصرخ في وجوهنا "مرضتونا بالكلام عن الاندماج بدل العمل على تحقيقه!" منهيا تدخله الاحتجاجي موضحا بأنه لا ينتمي لأي حزب من أحزاب الفدرالية ولكن سيكون له الشرف باقتناء أول بطاقة عضوية للفدرالية فور توفرها.
في الحقيقة هذا موقف العديد من الأطر المناضلة والمتعاطفة مع مشروع فدرالية اليسار الديمقراطي التي ملت الانتظار، لأن الحديث المتكرر طيلة سنتين عن الاندماج خلق آمالا وانتظارات، بل وأصبح الرهان على الاندماج لإعادة بناء اليسار واسترجاع مصداقية خطابه وقاعدته الاجتماعية رهانا حقيقيا. صحيح أن الاندماج يندرج في أفق تحقيق المشروع المجتمعي لليسار ولا ينبغي رهنه بمحطة انتخابية، خصوصا وقد سبق للفيدرالية أن نجحت نسبيا في تدبير المحطات الانتخابية السابقة رغم ما عانيناه من متاعب وصعوبات، إلا أن القراءة الذكية لطبيعة المرحلة بالمخاطر التي تحبل بها والفرص التي توفرها قد تجعل انتظار اكتمال جميع"الشروط" هدرا للزمن السياسي، وإضاعة لفرصة لن تتكرر في المستقبل.
إن استخلاص دروس العقود الأخيرة من كفاح مكونات اليسار في سياق جهوي ودولي معاكس لتحقيق مشروعه المجتمعي، واستحضار التجارب الوحدوية الناجحة في أوربا وأمريكا اللاتينية يفرض على كل مناضلات ومناضلي أحزاب الفدرالية تجاوز الجزئيات والحساسيات الذاتية والحنين للحظات الماضي الجميلة، والتركيز على المشروع المشترك الذي يضمن وحده الاستمرار النضالي لمكونات اليسار المناضل وبصيغة أرقى وأفضل وأكثر عطاء وانجازا.
إن المرحلة الحالية مثل المنعطفات الكبرى السابقة تتطلب شجاعة سياسية وجرأة في الحسم للتقدم إلى الأمام وليس المراوحة في المكان أو الرجوع إلى الوراء. وفي هذا السياق لا يسعني إلا أن أنوه بما حققه الملتقى الوطني الثاني لشبيبات أحزاب الفدرالية. فكل التحية والتنويه لشبابنا، وإنها لمسيرة نضالية حتى النصر.
 
د.علي بوطوالة، منسق فيدرالية اليسار الديمقراطي.