الخميس 18 إبريل 2024
مجتمع

مصطفى بن اسماعيل: "الطوندوس المغربي" علامة كبيرة من علامات البؤس والتفاهة

مصطفى بن اسماعيل: "الطوندوس المغربي" علامة كبيرة من علامات البؤس والتفاهة

تحولت فيديوهات "روتيني اليومي" على مواقع التوصال الاجتماعي إلى "ستيربتيز" إلكتروني على يوتوب يثير الغرائز الجنسية خارج أي رقابة أخلاقية أو مجتمعية، محتوياتها تتجاوز فيها صاحبات فضائح "روتيني" من كل الخطوط الحمراء، لتتحول الكاميرا إلى "سلاح" للابتزاز لتصيّد الضحايا الذين يجلسون أمام شاشات الحواسيب والهواتف والتلفزيونات "الذكية" من أجل مشاهدة عروض مجانية من "الغباء" و"التفاهة" السيبرنيطقية..تفاعلا مع الملف تقدم جريدة "أنفاس بريس " لقرائها وجهة نظر مصطفى بن اسماعيل أب أسرة .

 

"روتيني اليومي" كغيرها من العناوين التي تتصدر "الطوندونس المغربي"، عشرات الدقائق هي طول مدة فيديوهات تحصد ملايين المشاهدات ومعها أيضا عشرات الآلاف من الدراهم في قنوات لأشخاص يقومون بمشاركة روتين حياتهم اليومية للتحفيز، من إهتمامهم بالبشرة أو الطبخ أو تربية الأطفال كقناة مربحة ومفيدة... وقد كان المواطن الغربي سباقا لهاته التجربة الإجتماعية تحت عنوان "CLEAN WITH ME" .

للأسف الشديد في الفترة الأخيرة أصبح "الطوندونس" في المغرب هو واحد من عناوين البؤس ومنتهى التفاهة والإساف وإنعدام الأخلاق من بعض "الناشطات" اللواتي وضعن على وجوجههن المقصدرة مساحيق قلة الحياء على موقع "يوتيوب" المغربي اللواتي لجأن إلى أساليب لا أخلاقية لحصد أكبر عدد من المشاهدات دون وضع خطوط حمراء حتى لحياتهم الشخصية والحميمية وذلك بالظهور بملابس شفافة إروتيكية، وإبراز مفاتهن، أثناء تنظيف غرف المنزل أو تقديم بعض الوجبات الغذائية والحلويات وأنواع الطبخ المغربي.

فمعظم الفيديوهات لنساء مطلقات أو فتياة غير متزوجات أو أن رب الأسرة أي الزوج خارج التغطية... بل أن هناك من هذه النماذج من سخر زوجته وأبناءه لصناعة قنوات تصب في هذا الاتجاه لنشر غسيل العائلة على مواقعهم وقنواتهم الخاصة... مما يعطي مثالا مقرفا عن "المغربيات" ويسيء إلى الأمهات العفيفات والمكافحات... والسبب في هذا كله هو ما يعيشونه من فراغ لا على المستوى التربوي والقيمي، بل حتى على المستوى الإجتماعي والإقتصادي، فضلا عن غياب المؤسسات العمومية ومؤسسات التنشئة الاجتماعية التي كانت تلعب دورا تربويا وتوجيهيا، وتحصين القيم الإنسانية النبيلة...فالطبيعة لا تقبل الفراغ.

لقد إنتقلت شوهة ما أصبح يسمى ب "روتيني اليومي" على اليوتيب، من وسائل الإعلام الوطنية ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي إلى حديث القنوات العالمية التي تسخر من سلوك "المغاربة"، واستحضر في هذا السياق تعليق أحد الفيسبوكيين متسائلا ومتهكما "ياكما شي واحد دور طبسيل؟"، في إشارة وإحالة على قنوات الأفلام الإباحية والتي كان يتفادى المغاربة إحراجها لهم وسط عائلاتهم وذلك بتثبيت الساتل على إتجاه" نايل سات" دون الإتجاهات الأخرى.

لقد أحدتث هذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع المغربي موجة من السخط العارم في الأوساط الاجتماعية، حيث طالب العديد من المواطنين تدخل الدولة ومؤسساتها عن طريق الهيئة العليا للإتصال السمعي والبصري عبر فرض رقابة على ما يثم تقديمه على اليوتيب المغربي على غرار مراقبة أفواه وعقول الناشطين المغاربة "اليوتوبرز" الذين ينددون بالفساد المالي والإداري .

في اعتقادي الشخصي، أن الرقابة المالية عبر فرض ضرائب على أصحاب قنوات اليوتوب من طرف مكتب الصرف لن يزيد الظاهرة إلا تجذرا وانتشارا خصوصا أن الأرباح فاقت كل التقديرات بعد "النعمة" التي ظهرت على نساء "روتيني اليومي".