الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

الحجاري: من أجل نقد ذاتي شجاع بشأن التآمر على منظمة العمل الديمقراطي الشعبي

الحجاري: من أجل نقد ذاتي شجاع بشأن التآمر على منظمة العمل الديمقراطي الشعبي الحجاري، عضو المنظمة وحركة حشد سابقا ( يسارا) والمرزوقي
أثار الأستاذ بنيونس المرزوقي موضوع الاجهاز على منظمة العمل الديمقراطي الشعبي في سياق معروف تاريخيا، ولا غبار عليه ولا يمكن التدخل الآن أو مستقبلا لتعديل أو تشويه الحقيقة لأنها في التاريخ، والتاريخ لا ينسى.
فقد اعتبر الأستاذ بنيونس المرزوقي أن الجميع مسؤولون عن القضاء عن منظمة العمل بالتآمر عليها حين قال لجريدة "أنفاس بريس" منظمة العمل الديمقراطي الشعبي..أكاد أن أقول إن الحنين إليها نابع من إحساس بتآمرنا كلنا ضدها.."
قبل أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع، أحب أن أوضح أن الأستاذ بنيونس المرزوقي صديق عزيز ورفيق سابقا بمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، من مؤسسيها وخيرة مناضليها بمدينة وجدة، وحضى باحترام حركة الشبيبة الديمقراطية وقطاع الطلبة الديمقراطيين محليا لسمو أخلاقه وتواضعه وعمق تكوينه الأكاديمي ومساهمته القوية في تأسيس الشبيبة وفعالياتها الفنية وتأطيره بتفان وإخلاص لها، وأعتبره شخصيا أستاذي الأول في الصولفيج في إطار فعاليات شبيبة المنظمة وكم مرة احتضن التدريب الموسيقي ببيته، وقد افادني بتكوينه الموسيقي العلمي، وفي غيابه دائما أذكر فضله علينا كشبيبة سنوات الثمانينيات. وهذا أمر لا غبار عليه.
أمر ثان أنني أشكر رفيقي بنيونس المرزوقي على فتح هذا الموضوع، وهي فرصة للنقاش من أجل المساهمة في رد الاعتبار لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي وطرح معضلات اليسار المغربي.
إلا أنني أختلف معه حول من تآمر، ولست أرى أن الكل تآمر، المتآمرون هم المنشقون وحدهم، لأن هناك فرق بين الخطأ في تقدير سيرورة وحدة اليسار - إذا افترضنا أنه خطأ - وبين الانشقاق في ظرفية سياسية عصيبة على المنظمة.
من تآمر على منظمة العمل معرفون، وهم جماعة أوطيل حسان بقيادة محمد لمريني وعبد الصمد بلكبير وعيسى الورديغي ومحمد لحبيب طالب وطالع السعود الأطلسي .... ومن لف لفهم وكل الذين تحالفوا معهم وطنيا وفي الفروع وأسسوا أو التحقوا بما سمي وقتها بالحزب الاشتراكي الديمقراطي. 
أما الاندماج في إطار حزب اليسار الاشتراكي مع تنظيمات اليسار الماركسي فلم يكن من تداعيات ذلك التآمر والانشقاق البغيض الذي دمر تنظيم منظمة العمل الديمقراطي الشعبي التي عارضت دستور 1996 وكانت مواقفها مائزة وشجاعة ومشروعها ل"دمقرطة الدولة ومعركة المجتمع" يعكس عمقا فكريا ونضجا سياسيا كبيرين وبعد نظر وتحليل ملموس لواقع ملموس قل نظيره، علاوة على نزاهتها ونظافة يدها، ولم يكن الاندماج - بغض النظر عن الموقف منه في حينه - تآمرا بل كان نزوعا نحو الوحدة ومحاولة لوقف التشرذم، التآمر يكمن في انتهازية قسم واسع من الأطر، والتآمر بالانشقاق  فتح الباب على مصراعيه، بعد قرار المنظمة عدم مشاركة في التصويت على دستور 1996 ومطالبتها بالاصلاح السياسي والدستوري أمام انتقام بغيض من المخزن، كان الانشقاق أبرز فرصة قدمت له على طبق من ذهب ليجهز على تنظيم يساري متميز وصاعد شكل مكمن رعب الحزب السري/ وزارة الداخلية.
كل من هرول خلف جماعة أوطيل حسان والحزب الاشتراكي الديمقراطي منشقون ومتآمرون على المنظمة؛ ولا داعي للمغالطة وتشويه الحقائق. وكل من تبين له أنه كان متآمرا على مشروع نهضوي شكل قمة نضج وعمق اليسار متمثلا في منظمة العمل الديمقراطي الشعبي عليه أن يكون منسجما ويقدم نقدا ذاتيا شجاعا ويعترف أنه هو المتآمر، وقد وجد طريق الانشقاق مسدودا ورحلة التيه من منظمة العمل إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى الاتحاد الاشتراكي مقامرة خاسرة، وأنه خذل مبادئه وخذل رفاقه وقد أدرك الآن خطأه، 
أما التخفي وراء التعميم فنهج غير مجد لأن المتآمرين معروفون لدى التاريخ حتى وإن غابت الآن عن الأجيال الحاضرة تفاصيل المؤامرة.
هذا كلام أوجهه لكل المنشقين الذين يتحلون بشيء من الموضوعية وأحسوا أنهم كانوا ضحية تغرير أو سوء تقدير أن يتحلوا بشيء من الشجاعة ويقدموا نقدا ذاتيا قد يفتح لهم إمكانية الرجوع إلى الحق، والرجوع الحق فضيلة.