الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

شامة درشول : لقد تمت تصفية الرجل في قنوات "روتيني اليومي"

شامة درشول : لقد تمت تصفية الرجل في قنوات "روتيني اليومي" شامة درشول
ترى شامة درشول، مختصة في تحليل المحتوى الإعلامي، أننا أصبحنا اليوم نعيش مفارقة عجيبة وهي أن هناك نساء متزوجات كن يظهرن بمظهر بنات الدرب في الزمن الماضي، يرتدين أحيانا لباس النوم، ويستعرضن " روتينهن اليومي " عبر قنواتهن في موقع يوتيوب، مشيرة إلى أن هذا الاستعراض الجسدي، يتم بحضور الزوج نفسه، فأحيانا يظهر وهو يساعد زوجته في المطبخ أو غرفة النوم، وأحيانا يقوم بدور المصور والمتتبع لتفاصيل وتضاريس زوجته، وهو ما يفسر حسب رأيها  أن الرجل تمت "تصفيته" في المجتمع المغربي.
 
++ في نظرك ما الذي يدفع بنساء هن ربات بيوت إلى الظهور على منصات الشبكات الاجتماعية بهندام غير لائق؟
لفهم هذا الأمر علينا استرجاع سلوك بعض الفتيات اللواتي انقطعن عن الدراسة، والتزمن بيوتهن، ولم يتحصلن عملا، كانت بعض هؤلاء الفتيات تصر على إبراز "حداكتها" يوميا انطلاقا من منتصف النهار، وهو التوقيت الذي يتزامن مع عودة الموظفين والمستخدمين لتناول الغذاء قبل الرجوع في الفترة الموالية، كان هذا قبل اعتماد التوقيت المستمر، فتجد هذه الفتاة أو تلك، تشمر على ذراعيها وترفع سروالها لما فوق ركبتيها، وتمسك "الكراطة والجفاف" وتحمل سطلا بالماء والصابون، لتنظف مدخل البيت أو حتى الرصيف، عدد كبير من الفتيات وحتى المطلقات كانت هذه الطريقة وسيلة لجلب العرسان..
أصبحنا اليوم نعيش مفارقة عجيبة وهي أن هناك متزوجات يظهرن بمظهر بنات الدرب في الزمن الماضي، وهن يرتدين أحيانا لباس النوم، يستعرضن ما يسمى روتينهن اليومي عبر قنواتهن في موقع يوتيوب، وهذا الاستعراض الجسدي، يتم بحضور الزوج نفسه، فأحيانا يظهر وهو يساعد زوجته في المطبخ أو غرفة النوم، وأحيانا يقوم بدور المصور والمتتبع لتفاصيل وتضاريس زوجته، وهو ما يفسر شيء واحدا، هو أن الرجل تمت "تصفيته" في المجتمع المغربي.
++ لكن رغم أن هناك قطاع واسع من المواطنين يستنكرون مثل هذا التفاهات، فإن جزء كبيرا منهم، يحرص على تتبع هذه أو تلك في قناتها، هل نحن أمام انفصام في الشخصية؟
يحيلني سؤالك على حكاية لا أتذكر تفاصيلها، كون رجلا كانت له زوجة آية في الجمال واتهمت في شرفها، فأجبرها على الخروج للشارع وهي عارية ممتطية حصانا، ونادى الرجل على الناس ليشاهدوها، فاتفقوا على أن يحضروا "لاستعراض" هذه السيدة، شرط ألا يرفعوا أعينهم إليها وبذلك يحفظوا كرامة المرأة، وأمر الرجل، لكن واحدا منهم رفع نظره إليها، كان التلصص هو دافعه، التلصص على عالم كان يبدو له بعيدا، غامضا، مبهما، وكان هو يسعى إلى تبديد هدا الغموض برفع عينيه نحو تلك المرأة العارية، ومعرفة مفاتن جسدها.
هذه الحكاية تفسر ما يحدث اليوم على الشبكات الاجتماعية وهذه هي فلسفتها، وقبلها كنا نتابع ما يسمى تلفزيون الواقع، لمعرفة حياة الناس الخاصة، والحميمية. اليوم هؤلاء النسوة الحاملات للواء "روتيني اليومي" حولن أنفسهن لسلعة تدر عليهن أرباحا سهلة، لا مجهود فكري ولا عضلي فيها، وهن أيضا تاجرات  في نفس الوقت، وقنواتهن أبواب ونوافذ مشرعة للفرجة، ومهما ارتفعت دعوات مناهضة الانحطاط والتفاهة ستجد من هؤلاء الغاضبين من يسترق النظر إليهن، ويجعل الاستعراضيات يقبلن بمزيد من "الإبداع" لكشف حياتهن الحميمية مقابل المال السهل.
لافرق بين من تبرز مفاتنها الأنثوية للعموم في قناتها على يوتيوب، وبين من تمارس الدعارة، لافرق بين امرأة متزوجة وبين فتاة عازبة، كلاهما اختار "الستريبتيز" بطريقته الخاصة، وانهيار القيم والجشع والتنافس على الإثراء غير المشروع، هو المشترك في ممارسة "دعارة روتيني اليومي".
++ كيف يمكن تطهير الشبكات الاجتماعية المغربية من هؤلاء؟
افرضوا عليهم الضرائب كما تفرض الضرائب على بائعات الهوى في بلدان الغرب، وإلى ذلك الحين تذكر أن هؤلاء مجرد انعكاس لمرآة المجتمع، وإن أردت التخلص منهم عليك أن تعيد بناء هدا المجتمع، نحن مجتمع منهار، انهار فيه كل شيء، فلماذا تريد أن ترى نفسك أنيقا في حين أنك في الحقيقة  عاري؟