تتوفر بلاد أحمر الحالية (إقليم اليوسفية)، على مجموعة من السدود: وهي سد أولاد عباس، ثم سد بوحوتة، وسد رجراجرة، إلأى جانب سد "أگوگ " أو"سد الهروسية ".
وإذا كانت السدود الثلاثة الأولى، لم تعرف أي تطور على مستوى مجالاتها السقوية، رغم حداثة تشييدها (سنة 2000)، فإن سد "أگوگ" الذي يعود تشييده إلى فترة السلطان أحمد المنصور السعدي (1578م / 1603م)، الذي عرفت بلاد أحمر في عهده تشييد ثلاث معاصر للسكر، إثنتان (2) بزاوية بلمقدم، (تابعة حاليا لإقليم شيشاوة)، وواحدة بالقرب من سيدي شيكر بإقليم اليوسفية، عرف منذ تأسيسه تطورا ملموسا على مستوى مجاله السقوي، إذ كان يسقي مزارع قصب، كما يمد معصرة السكر بسيدي شيكر بالمياه عبر قناة يقارب طولها 22 كلم، ولا زال إلى يومنا هذا يسقي حقول الزياتين بزاوية اهديل معمورة. .وإلى جانب ذلك ساهم سد "أگوگ" في تنظيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية بزاوية اهديل معمورة، وهي حياة مبنية على التآزر والتضامن والتعاون، تحكمها قوانين تسري على جميع مكونات الزاوية، سواء من حيث توزيع المياه من طرف (المزان)، والمشاركة في تنقية وإصلاح الساقية، وإصلاح ما قد يلحق "أگوگ" من تدمير نتيجة قوة السيول.
ويوجد هذا سد "أكوك" على بعد حوالي 22 كلم، من موضع تواجد معصرة السكر سيدي شيكر في تجاه الشرق، عند نقطة التقاء وادي تانسيفت برافده الواد المالح، بمنطقة صخرية تعرف ب "جبيل الحليب"، تتميز بصخورها الصلبة وارتفاعها الذي يزيد عن 330 م.
ويبدو أن اختيار موضع السد من طرف السعديين آنذاك كان صائبا، وخاضعا لمقاييس رياضية وفيزيائية، وظفت فيها خبرة بشرية وتقنية عالية.
مشهد لسد أكوك
هكذا تم تشييد الحاجز الرئيسي للسد، بين منطقتين صخريتين، طوله 80 مترا، وعرض مترين، وعلوه يزيد عن أربعة أمتار، بمواد صلبة مقاومة للمياه، وتم ربطه بقناة للسقي (ساقية الهروسية)، لتمد في البداية مزارع قصب السكر، ومعصرة السكر سيدي شيكر بالمياه، وحاليا حقول الزياتين بزاوية اهديل معمورة.
"أگوگ" بالإضافة إلى أهميته الاقتصادية والاجتماعية، يمكنه أن يشكل فضاء سياحيا بامتياز يساهم في تنمية وتطور الجماعة.
ـ حمزة مصطفى، باحث متخصص في التاريخ الجهوي