الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

مرفوق :على من يضحك العثماني عندما يقدم حكومته كفريق كفاءات؟!

مرفوق :على من يضحك العثماني عندما يقدم حكومته كفريق كفاءات؟! محمد مرفوق
إذا كانت التوجيهات التي سبق أن وجهها ملك محمد السادس إلى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، الخاصة بالتعديل الحكومي الأخير، كانت تصب على الخصوص في الحرص على اختيار حكومة تضم الكفاءات اللازمة..  مع التأكيد على أن المرحلة الجديدة التي ستعرف جيلا جديدا من المشاريع، "ستتطلب أيضا نخبة من الكفاءات، في مختلف المناصب والمسؤوليات، وضخ دماء جديدة، على مستوى المؤسسات والهيآت السياسية والاقتصادية والإدارية، بما فيها الحكومة".
وإذا كان الملك في هذا السياق قد كلف رئيس الحكومة بأن يرفع لنظره، "مقترحات لإغناء وتجديد مناصب المسؤولية، الحكومية والإدارية،  بنخبة  وطنية عالية المستوى، وذلك على أساس الكفاءة والاستحقاق"..
 فإن  الحكومة  التي   اقترحها  سعد الدين العثماني على أنظار  الملك  كحكومة كفاءات،  وبعد  تنصيبها بتاريخ 09 أكتوبر 2019 تبدو من الوهلة الأولى، أنه ينقص بعض أعضائها العديد من الكفاءة والمهارة المنشودتين ، وتجسد ذلك في   تصرفات وخرجات بعض  أعضائها التي كانت كارثية..
فبعد الأخطاء المتتالية في عدة مناسبات،  طالت  التدبير الإداري وتوقيع الوثائق، و في الندوات الصحفية وتقديم خلاصات اجتماعات المجالس الحكومية، وفي البرلمان للرد على أسئلة النواب، يمكن القول بأن الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة،أخيرا  "جاب الربحة" في شنقيط بموريتانيا بمناسبة انعقاد مهرجان المدن التراثية، حين أوقعته زلة لسانه بنطق اسم الرئيس الموريتاني خاطئا، حيث حوّله من "ولد الغزواني" إلى "ولد العزوزي"، الأمر الذي أثار سخرية عارمة وسط الحضور، وتناقلت سخريته مواقع التواصل الاجتماعي سواء مها  الموريتانية أو المغربية ..
 وكان تصرفا من حيث المبدأ يستوجب الإقالة من حكومة الكفاءات، بل وإن لم يتم ذلك  كان على الوزير أن يتحلى بشيء من الكرامة وعزة النفس، ويقدم استقالته حفاظا على ما تبقى له من ماء وجه وشرف..
وياحبذا لو انتهى الأمر عند الخرجات غير المحمودة لوزير "حزب الحصان"، بل هذه الخرجات امتدت   لتشمل "كفاءات" من حكومة العثماني!!..
فهذه وزيرة حزب الـ"قنديل" الذي خفت ضوءه مع مرور الوقت، على إثر  القرارات  المتوالية والمجحفة التي تم  اتخاذها في حق الطبقات الاجتماعية غير الميسورة، ونظرا للوعود  الكاذبة التي  تم ترديدها والهتاف بها في مناسبات عدة، قبل تحمل المسؤولية الإدارية والترابية والحكومية،.. انها الوزيرة  نزهة ا الوافي التي أخفقت في أول امتحان دبلوماسي لها  وتُمرِّغ صورة المغرب بشكل مثير  في الاتحاد الإفريقي..."
 فقد رجعت  نزهة الوافي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي المكلفة  بالمغاربة المقيمين بالخارج، محملة بفشل ذريع وخيبة أمل كبيرة، من أول مهمة دبلوماسية كلفت بها في الاتحاد الإفريقي..
فترؤسها للوفد المغربي الرفيع المستوى، الذي حضر أشغال الدورة الوزارية الثالثة للجنة الفنية المتخصصة حول الهجرة واللاجئين والنازحين بالاتحاد الإفريقي المجتمعة مؤخرا  بأديس أبابا، لم يرق حتى إلى ضمان عضوية بئيسة للمغرب في هذه اللجنة التي تهتم بقضايا تعتبر ذات أهمية وأولوية قصوى في أجندة عاهل البلاد، وخصوصا أن هذه اللجنة هي  التي تم اعتمادها  في  قرار إحداث المرصد الإفريقي للهجرة الذي سبق أن أطلقه الملك محمد السادس.
وقد تم التعليق على تمثيلية الوزيرة، وكأنها كانت مجرد مدعوة، لا ممثلة لبلد أشادت جميع الدول بتجربته الرائدة حول موضوع الهجرة،  سواء منها الأوروبية،  أو الإفريقية..
ومن جملة قرارات هذا  اللقاء، عادت رئاسة اللجنة إلى مالي، كما  كان منصب النائب الأول للرئيس لزامبيا، ومنصب النائب الثاني للكونغو الديمقراطية، ومنصب النائب الثالث لليبيا، فيما نالت رواندا منصب مقرر اللجنة، بينما بقي المغرب "كالتلميذ" يتفرج على ما يحدث ويجري من حوله.. و يقع كل هذا، رغم كل المجهودات التي  بذلها المغرب حول ملف الهجرة ورغم التضحيات الجسام التي قدمها ولا زال يقدمها، ورغم كل النجاح الذي حققته عملية تسوية وضعية العديد من المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء، ورغم تغيير وضع المغرب من بلد عبور إلى بلد إقامة.. فرغم كل هذا الثقل وكل هذه الحمولة،  ترجع لنا ممثلة حزب "القنديل الخافت"، خاوية الوفاض، وكأنها كانت في رحلة سياحة واستجمام ليس إلا..
فهل نست ممثلة "القنديل" أم تناست، ما سبق أن أدلى به ملك المغرب إلى رئيس الإتحاد الإفريقي "ألفا كوندي" حين خاطبه قائلا: "وبصفتي رائد الاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة، فإنني حريص كل الحرص على أن أقدم، أثناء مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي المقبل، مجموعة من المقترحات إلى الإخوة والأخوات رؤساء الدول، وذلك من أجل صياغة خطة عمل إفريقية بشأن الهجرة"..
 واعتقد  انه عندما لا يستطيع وزراء "حكومة الكفاءات" ضمان حتى مقعد بسيط ويتيم في اللجنة الإفريقية المختصة في دراسة مقترحات عاهل المغرب بشأن موضوع الهجرة واللاجئين، فهذه علامة يدق على إثرها ناقوس الخطر معلنا بواجب اتخاذ الحذر وكل الحذر من تصرفات وزراء هواة فاشلين غير قادرين على الحفاظ والرفع من مصالح المغرب العليا!!

محمد مرفوق، الكاتب العام لنقابة "سماتشو"، ورئيس اتحاد النقابات المستقلة بالمغرب