الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد شروق: ديربي الوداد والرجاء هبة من السماء لمنظمي كأس محمد السادس

محمد شروق: ديربي الوداد والرجاء هبة من السماء لمنظمي كأس محمد السادس
نزل ديربي الرجاء و الوداد الذي سيجري،في إطار كأس محمد السادس للأندية العربية البطلة بين أيدي المنظمين مثل هبة من السماء..لقد وجدوا في هذا اللقاء الكلاسيكي الذي يعتبر من أفضل العشر ديربيات في العالم القنطرة التي سينقلون بها هذه التظاهرة من إطارها العربي المحدود إلى فضاء العالمية.
ففي عصر الصورة،وفي الزمن الذي أصبح فيه فعلا العالم قرية صغيرة،يمكن لمباراة في كرة القدم أو سباق في العاب القوى أن يتجاوز أكبر عملية اشهارية تسويقية لبلد أو لعلامة تجارية..
وهذا ما تم الانتباه إليه هناك..في الوقت الذي كنا فيه نعقد الاجتماعات في انتظار رد السلطات المعنية للمصادقة على توقيت المباراة..
قناة أبو ظبي الناقل الرسمي الحصري لمباريات كأس محمد السادس أدركت أن مباراة الديربي فرصة لا تتكرر كل سنة،لذا جندت إمكانيات بشرية و تقنية كبيرة لإعطاء هذا الحدث الرياضي المتميز ما يستحق،ولتجني منه ما هو نتيجة اجتهاد..جرد لتاريخ ديربي الوداد والرجاء الذي يخلد هذا العلم ذكراه الـ 63 و تحاليل على بلاطوهات تمتد على أيام بحضور لاعبين سابقين ومحللين رجاويين وودايين انتقلوا من المغرب إلى أبوظبي من أجل تفكيك جميع جوانب الديربي ومفاجآت أخرى ..هكذا ستخلق قناة أبوظبي الحدث "التلفزي" قبل الحدث الرياضي المنتظر يوم السبت 02 نونبر 2019 بملعب مركب محمد الخامس على الساعة الثامنة مساء.
لكن،لنتساءل:كيف تعاملت قنواتنا المحلية منذ سنوات مع حدث الديربي؟ ففي أحسن الأحوال،كانت تقدم بشكل روتيني بلاطوهات تحليلية ساعة قبل انطلاق المباراة مع تكرار نفس الصور و العبارات و الجمل..وحتى على مستوى التسويق،لم يصل الديربي إلى جميع بقاع العالم مع العلم أنه من أفضل العشرة..وأنا هنا لا أقلل من قدرات الزملاء بقنواتنا المغربية لأن الجميع يدرك أن العين بصيرة و اليد قصيرة..
وحتى لما اقتنت القناة القطرية الشهيرة حقوق نقل البطولة المغربية بما فيها الديربي،فإنها اكتفت في نقل المباريات بالأدوات التقنية المملوكة للقنوات المغربية مع الاعتماد على معلق داخل غرفة مغلقة بالعاصمة الدوحة..
لكن قناة أبو ظبي ستنقل الديربي بوسائلها الخاصة لتكتمل الفرجة وتقدم الطبق الكروي في أبهى صورة..
وكيفما كان الحال،فإن المغرب فائز لأنه محتضن و حاضن الحدث،وكرة القدم المغربية أيضا منتصرة لأنها ستكون محط تتبع الجماهير العاشقة للمستديرة في جميع بقاع العالم..ولتؤكد أنه رغم الإكراهات وفشل المسؤولين عن الكرة عبر أجيال ،فإن المغرب استطاع أن يقدم منتوجا كرويا هو مصدر فخر لجميع المغاربة..