الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

أحد الناجين يحكي تفاصيل قصة فاجعة شاطئ النحلة التي أزهقت أرواح 48 شبابا

أحد الناجين يحكي تفاصيل قصة فاجعة شاطئ النحلة التي أزهقت أرواح 48 شبابا إبراهيم الحلو أحد الناجين من فاجعة شاطئ النحلة بضواحي المحمدية

إبراهيم الحلو، شاب لا يتعدى عمره 22 سنة، كان يحلم بالانتقال للضفة الأخرى.. كاد وهو يسلك طريقا كلها مليئة بالمخاطر أن يقضي على حياته، لولا الألطاف الإلهية التي جعلته واحدا من بين السبعة الذين لم نجوا إثر انقلاب الزورق المطاطي الذي كانوا على متنه بحمولة تفوق القدر المسموح به، وذلك بشاطئ النحلة بضواحي المحمدية..

 

تحدث الشاب إبراهيم، في لقاء صحفي، عن تلك المغامرة التي أصبحت تشكل له كابوس محن معنوية تقلق راحته النفسية، وهو الذي شاهد العشرات من الشباب يختفون بشكل قسري وسط الأمواج العاتية. يقول: " حملونا عبر شاحنة كبيرة من دواوير قلعة السراغنة، وكنا حوالي 54 شابا وفتاة واحدة، سمعت أنها توفيت. كنت رفقة تسعة آخرين من دوار واحد، والباقون من دواوير مختلفة. أوصلونا لمنطقة مديونة، حيث صادفنا السوق الأسبوعي (الخميس) الذي قضينا به النهار بأكمله، بعد ذلك قضينا الليل في العراء بضواحي مديونة تأهبا للانتقال لضواحي الدار البيضاء من أجل الركوب بالزورق المطاطي. وهو ما حدث عشية ذلك اليوم (الجمعة)، حيث كانت انطلاقتنا ليلا؛ ولا أحد كان يعرف أين نسير وأين هو الاتجاه الذي كنا نسير نحوه. وفي لحظة، من اللحظات، صدمتنا أمواج قوية ذات علو كبير، وانقلب الزورق، ليجد معظم الراكبين أنفسهم وسط أمواج البحر. بقيت أنا متشبثا بزاوية الزورق، وكنت أتقلب مع تقلباته، إلى أن وصلت إلى الرمال في حالة نفسية جد صعبة.. وكنا خمسة شبان.. وكنت من الذين اعتقلهم الدرك، حيث أطلعتهم على مقر مسكني، وعن الأسماء التي توسطت لنا بنية تهجيرنا للخارج، ولم أكن أعرف من هو المسؤول عن عملية التهجير... إنني أشعر بالخوف الشديد من هول الصدمة، وأحمد الله أنني لم أكن ضمن الذين فقدوا أرواحهم في هذا الحادث المأسوي الذي لم نكن نتوقع حدوثه".

 

وختم إبراهيم حديثه "لن أفكر قطعا في الهجرة، لقد تأكدت أن ذلك مجرد عملية نصب من طرف أشخاص لا ضمير لهم".