الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد صبار: حقيقة ما يقع بإقليم جرسيف.. بلا زواق بلا نفاق...

أحمد صبار: حقيقة ما يقع بإقليم جرسيف.. بلا زواق بلا نفاق... أحمد صبار
تخوض بعض الأطراف حربا بالوكالة بعد أن نصبت نفسها مدافعة عن قضايا إقليم جرسيف الذي عاشت وتعيش ساكنته حياة عادية بعيدة كل البعد عما تم تداوله وترويجه لإدخاله قسرا إلى عقول متتبعي الشأن المحلي والوطني من مصطلحات حاول العديد من المريدين الجدد والأتباع لذوات وكائنات انتخابية، من قبيل "الحراك السري"، "الحراك الهادئ"، "الاحتقان الاجتماعي"...، وغيرها من المصطلحات الأخرى التي ظن أصحابها أنهم نقشوها على صخر عقول الجرسيفين وعبرهم عقول المغاربة، بتوظيف بعض المنابر الإعلامية، بين ألف قوس، إلا أنه سرعان ما اكتشفوا أن ما قاموا به مجرد رسم على رمال قلوب بريئة محتها مياه مد بحر أحرار مدينة وإقليم جرسيف.
بداية الحكاية انطلقت بصورة كُتب مضمونها في جنح الليل، ومرت عليها أكثر من شهرين من الزمن، ظن العديد من متتبعي الشأن المحلي أن ذلك له علاقة مباشرة بموضوع الأراضي السلالية أو الجماعية، هذا الملف الذي عمر لعقود من الزمن وسيستمر لعقود أخرى لارتباطه الوطيد بالأرض والتراب ولعلاقته المباشرة بذوي الحقوق. فقد سبق لعدد من السياسيين أن جعل من هذا الملف مطية لاستمرار تواجدهم السياسي و"درجة" لسلم حملاتهم الانتخابية، إلا أنهم وجدوا أنفسهم خارج كل الحسابات بل كان تبنيهم لهذا الملف كمن حمل بذور فنائه في ذاته، والتاريخ شاهد على ما نقول، ولم يحرك حينها أي "قنطوح" ساكنا، ولم يفتح أي "مريد" فمه...، علما أن الأوضاع تفجرت وكادت تخرج عن سيطرة أهل النهضة والفضيلة آنذاك...
ومع توالي نزول المقالات الصحفية واحد تلو الآخر، وبما أن التاريخ لا يرحم، وعلما أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، انكشف الوجه الحقيقي لمن أشعلوا فتيل نار الفتنة، واتضح أن الأمر لا علاقة له لا بالأراضي السلالية، ولا بالحراك الهادئ ولا بالاحتقان الاجتماعي، وإنما الأمر لا يتجاوز نزوة برلماني الأمة 
الوردي ، الذي كبر طموحه السياسي وتجاوزه إلى الدبلوماسي بعد أن عبر عن رغبته في تقلد منصب سفير المملكة المغربية في إحدى الدول العربية، فخفت نجمه وانفضوا من حوله، وتراجع منسوب الحديث عما سبقت الإشارة إليه من مصطلحات رنانة وأخرى متشبعة بالفكر اليساري وأخرى وجدت ضالتها في الثقافة الشعبية، ليتحول من بطل قاد "الحراك الهادئ" إلى مشتكي قدم إعلامي مفجر ملف المشتل الإقليمي للمحاكمة، فيما ضغط بكل ما يملك من وسائل ليفرض على منابر نشرت نفس المقال لحذفها، فمنها تلك التي امتثلت لرغبته ومنها من آمنت بواجبها المهني في البحث عن الحقيقة، ظانا أن هذا الأمر سيعيده إلى الواجهة...
وقبل الاسترسال في سرد كرونولوجيا مجموع هذه الأحداث، لا بد وأن أعرج عن هؤلاء المريدين الجدد وعن بعض الفيسبوكيين الذين يلتقطون كل إشارة من "السيد" ويضخمون كل معلومة يتوصلون بها من المتربصين. فأين أنتم مما يجري بعدد من المصالح: "التعمير، الجبايات، مثلا" بعدد من الجماعات الترابية بالإقليم؟ أين أنتم من موضوع منح الجمعيات ببعض الجماعات؟ أين أنتم مما يجري ببعض المصالح الخارجية وأنتم "سيد العارفين"؟ أين أنتم مما يجري بعدد من التعاونيات العائلية والجمعيات النفعية والوداديات السكنية؟ أين أنتم؟ من أسماكم من أعلاكم؟ أم أن أيادي بعض المنتخبين سخية وعقول بعض الإداريين ذكية؟
وبالعودة إلى الأهم، وبعد طلوع شمس أبطال "الحراك الليلي" وانكشفت حقيقة سفيرهم، وسفيرهم الرابع والعشرين، بعد أن اعتمد مقالا نشره راقي البيضاء سنة 2018 يهم "عين حرودة" وأسقطه على وضع إقليم جرسيف، بحذف "عين حرودة" وتعويضها بــ "جرسيف"، هذا السفير الذي أصبح يسافر إلى جرسيف صباح مساء وكأنه يعيش بيننا، هو شبيه ذلك السفير الذي خلق الفتنة وقطع كل حبال الود وخيوط الرجعة وانتحر سياسيا قبل حتى أن يُشعل شيوخ "لعلاوي" نار "تسخين لبنادر" الانتخابية... لتنكشف بعدها مجموع التقاطعات السياسية الأخرى التي نسجها الاتحاد الاشتراكي الجديد مع النهج الديمقراطي، المؤتمر الاتحادي، العدل والإحسان، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان... موضوع آخر سنعود لتفاصيله وجذوره...
ونحن نتابع نجم برلماني الأمة يخفت، ظهرت جماعة محصورة العدد، أطلقت على نفسها "ساكنة إقليم جرسيف" مع حفظ الأسماء والألقاب، وصاغت بدورها بيانا في جنح الليل على هامش مجموع الأحداث التي تمت الإشارة إليها، بيانا انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بداية كالنار في الهشيم، سرعان ما انقلب مفعوله بنفس السرعة التي انتشر بها، خصوصا وأن "المجموعة" نصبت نفسها متحدثة باسم ساكنة إقليم يتكون من تسع جماعات قروية مترامية الأطراف وحضرية يضاهي عدد ساكنتها نصف ساكنة الجماعات القروية التسع، وانقلب معها السحر على الساحر وخرج بعدها الأمر عن السيطرة، وقد يأخذ مسارا آخر في المستقبل...
ونحن نعلن حيادنا ونقر بأننا نسرد أحداثا نعيشها وليست مُحكاة لنا، نؤكد أن الوضع بإقليم جرسيف، لا يخرج عما كان عليه منذ سنوات، باستثناء ما أصبح يعرفه من دينامية تنموية، ولو بشكل بطيء، في بعض المشاريع، إلا أننا نعيش ومنذ أن تم إعلان جرسيف إقليما، أي منذ حوالي 10 سنين مضت، تحولات ملحوظة لن ينكرها إلا المريدون الجدد ومن تم توقيف صبيب "بزبوز" الريع السياسي والانتخابي عنهم، ولن ينفيها إلا أولائك المتضررون من سماسرة أراضي الجموع وأراضي الدولة. فالمشكل كله أنبنى على باطل، فمجموع القرارات الرامية إلى حصر وإحصاء هاته الأراضي لم تكن لترضي من باعوها أصلا ومن لا يزالون يستغلون المئات منها رغم أن بعضهم ليسوا من ذوي الحقوق بتاتا. فجل المحتجين منتفعين أو باعوا وتنازلوا عن زينة ما كانوا "يملكون"... ونملك من الحجج ومن الأدلة ما يكفي لتأكيد هذا الأمر... لعن الله من أيقظها.
فملف أو موضوع الاستثمار الفلاحي ليس بوليد اللحظة، بل، ولسوء حظ ساكنة إقليم جرسيف، تزامن فقط ورغبة البرلماني في المنصب الدبلوماسي، فعددا كبيرا من المستثمرين الفلاحيين يعيشون بيننا ومنذ عقود خلت، ويتواجدون بتراب جماعة هوارة أولاد رحو القروية وبجزء من تراب الجماعة القروية لمريجة، ومنهم من يتواجد بعدد من المناطق الأخرى خارج تلك المشار إليها، فمن الذي أيقظ الفتنة علما أن حق ذوي الحقوق محفوظ وبقوة القانون؟؟
خلاصة القول، احتجاجات المعطلين، احتجاجات بعض المتضررين، ردود أفعال الباعة الجائلين، احتجاجات عفوية لبعض المواطنين.... لا تعتبر احتقانا اجتماعيا ولا بحراك سري ولا هم يحزنون، فهذا الأمر نعيشه من سنين بل وأكثر فيما سبق، إلا أنكم فضلتم السكوت، وهذا يتقاطع فيه إقليم جرسيف مع باقي أقاليم هذا الوطن الجريح، بل بإقليمنا أقل حدة. فلماذا تفضلون خوض حرب بالوكالة؟ لماذا تفضلون أن تكونوا حطب جنهم الانتخابات؟ لماذا تفضلون أن تكونوا عبيدا لذوات غيرت جلدها أكثر مما تغيره الأفاعي؟ لماذا لا تقولون الحقيقة وهي بادية للعيان؟ لماذا تفترون وأنتم تعرفون أنكم تكذبون؟ فأنا لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم...