الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

تاريخ وحضارة : القنطرة المرابطية بمراكش، والتي مازالت صامدة قرابة الألف سنة(19)

تاريخ وحضارة : القنطرة المرابطية بمراكش، والتي مازالت صامدة قرابة الألف سنة(19) القنطرة التي بناها المرابطون على وادي تانسفيت

بدون منازع حققت صفحة " مراكش مدينة الألف سنة " التي أحدثها عاشق مدينة سبعة رجال ، الأستاذ "مراد الناصري" سنة 2017 ، بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، أهدافها المتعلقة بالنبش في ذاكرة المدينة الأسطورة ، ونفض الغبار عن تراثها العظيم بالكتابة والصورة، وفتح أبواب شخوصها و معالمها العمرانية والتاريخية بمفاتيح الحضارة الإنسانية. " لقد راهنت على إبراز أهمية استثمار مواقع التواصل الاجتماعي في الجانب الإيجابي، وتمرير رسائل مهمة للجيل الحالي على جميع المستويات، فضلا عن مشاركة ساكنة مدينة الحمراء عشقهم لحضارة مراكش..." يؤكد مراد الناصري.

فعلا إن المبحر في صفحة "مراكش مدينة الألف سنة" يجدها تجربة رائدة في استثمار موقع الفيسبوك إيجابيا، حيث نعتبر أنها جديرة بالمتابعة والتعميم والمواكبة الإعلامية، وتقاسم مواضيعها النادرة مع قراء جريدة " أنفاس بريس"، لتعميم الفائدة طيلة شهر رمضان الأبرك.

في بداية خمسينيات القرن الماضي، ( 1950 و 1951) هبت على مدينة مراكش عاصفة هوجاء خلّفت خسائر وأضرارا مادية جسيمة واستمرت ساعات طوالا لدرجة أن الناس بدؤوا يطلبون "اللطيف"؛ وهو دعاء يتوسل به إلى الله سبحانه وتعالى باللطف في أقداره ساعة البأساء والضراء وعند حصول نوائب الدهر...

من جملة الخسائر التي أحدثتها هذه العاصفة العاتية أضرار مادية كبيرة لحقت بالقنطرة التي بناها الانتداب الفرنسي على وادي تانسيفت، بحيث تداعت بعض أطرافها وكادت تسقط لو كانت العاصفة قد استمرت لفترة أطول.... لكن الغريب في الأمر أن القنطرة التي بناها المرابطون (على وادي تانسفيت) تسعة قرون قبل ذلك لم تتأثر البتة ولم تصب بأدنى خدش، بل بقيت سليمة في أبهى حللها تتحدى قسوة الطبيعة في ثقة وشموخ وكأنها اكتسبتها من عزة وكبرياء مؤسس مراكش الأمير الملثم يوسف بن تاشفين...

بعد هذا الحدث بأيام، المقيم العام الفرنسي وقتها وهو الجنرال "ألفونس جوان" سيقوم رفقة فرقة عسكرية بزيارة لوادي تانسيفت حيث عاين الأضرار الكبيرة التي لحقت بالقنطرة التي بناها أبناء جلدته، ثم كان أن توجه بمعية أفراد فرقته تلقاء القنطرة المرابطية، حيث أمر جنوده بعزف النشيد الوطني الفرنسي La Marseillaise ، ثم المعزوفة المغربية الشهيرة بموسيقى ال 55، وذلك قبل أن يوشح القنطرة المرابطية بوسام استحقاق ، علقه على جنباتها عرفانا منه بجودة المصنوع وعبقرية الصانع التي تحدّت عاديات الزمن لتتألق قرونا مديدة بعد الصنع وكأنها بنيت البارحة فقط ... !!