الجمعة 19 إبريل 2024
منبر أنفاس

الزاوي: تعليقا على الفيلم التلفزيوني "مول البندير" الذي انتقدته قبيلة آل التعليم

الزاوي: تعليقا على الفيلم التلفزيوني "مول البندير" الذي انتقدته قبيلة آل التعليم مولاي عبد الحكيم الزاوي
 شد ناظري بالأمس تهافت قبيلة آل التعليم على انتقاد فيلم تلفزي "مول البندير" أنتجته القناة الثانية حول مسار رجل تعليم يكابد مشاق الحياة ودونية نظرة المجتمع، انتهى به المطاف منتصرا لأناه الباطني، صار مغنيا في الحفلات والأفراح، رحبت به سبل العيش ورغد الرفاه، وصار من مثرفي الزمان يتمرغ في بحبوحة الحياة بعد أن كان مهووسا بحسابات السلالم والترقيات. قد يكون مبعث هذا النقاش صحيا ممن وصفوا دوما بحراس القيم وسدنة الأخلاق، من أجل تحصين الصورة الرمزية والرأسمال الرمزي في واقع يشهد على تآكل هذا الرصيد تحت هول الضربات القاصمة التي تعرض لها كيان التعليم، لأنه يعبر عن صحوة الضمير، وحلم بأن تكون المعرفة قاطرة التنمية والتغيير...لكن دعونا نصوب النقاش أكثر لعلنا نتشفع بالفهم قبل المحاكمة، ولعمري أحسب نفسي واحدا من هذه القبيلة:
أو لسنا مسؤولين بدرجة أو بأخرى عن تشكيل هذه الصورة في الوجدان المغربي؟
أين نحن اليوم من أستاذ الأمس، الأستاذ الرسول/ المربي الذي كان يتسربل بتلاوين متعددة من الثقافة والإبداع ويزاحم السلطة في الشرعية البديلة بلا هوادة، أمام جيش عرمرم من الأساتذة الذين يحركهم هاجس تنقيد (من النقود) الفعل التربوي؟
 ماذا يقرأ وينتج رجل التعليم اليوم بلغة الأرقام والمؤشرات؟ ما هي مساحة الإنتاج الثقافي والتربوي والابداعي من داخل فضاءات الاشتغال؟
 ما هي دور النشر والخزانات والمكتبات التي يرتادها بشكل دوري ويتصيد منها بما جد من اهتمامات مفتخرا بصيده الثمين أمام أقرانه؟ بله ما هي اسهاماته الكبرى اليوم في معركة تأطير الوعي الثقافي والفكري والمجتمعي وكسب رهان الحداثة والأنوار داخل ردهات الفضاءات العمومية؟
 أتراه قبلا يمتلك مكتبة وخزانة في بيته، أم أن هاتفه الذكي أعز ما يملك، فكل بيت لا خزانة به لا يعول عليه، وكل حامل لرسالة أو قدر له أن يحملها بلا هموم معرفية وانشغالات بحثية مجرد خماس في منظومة التربية والتكوين؟
لربما أن تقول هذا مؤلم معناه أنك خطوت خطوا صحيحا نحو تصحيح المسار...التغيير الحقيقي يأتي من قلب أدوات الاشتغال، لا من منطق الحمية والاصطفاف.