ترسيخا للدور الطلائعي الذي تلعبه مؤسسة تجمع مسلمي بلجيكا برئاسة رئيسها الشلاوي صالح، في ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش، ونشر قيم الانفتاح بين الأديان والإثنيات والمجتمعات، نظمت الأخيرة يوم الأحد 12 ماي 2019 حفل إفطار بإحدى فنادق العاصمة البلجيكية بروكسيل،عرف حضور سفير المملكة المغربية ببلجيكا وذوقية اللوكسمبورغ محمد عامر، ولشيخ الطاهر التجكاني، رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، مصطفى الكثيري المندوب السامي للمقاومة و أعضاء جيش التحرير، ما يناهز 25 حاخاما من كبار حاخامات أوروبا، وزيرة المالية، المستشار الأول لوزير العدل،الوزير رئيس جهة بروكسيل رودي فيرفوت، أحمد لعوج عمدة بلدية كوكلبيرك، فؤاد أحيدار نائب رئيس برلمان جهة بروكسيل،ونواب برلمانيون بالغرفتين ومستشارون بالبلديات، وشخصيات سياسية أخرى من مختلف التوجهات، وممثلين للديانات الأخرى، ووفد البعثة المغربية المتكونة من الوعاظ والواعظات والمقرئين،السادة الأئمة ومسؤولي المساجد وفعاليات أخرى تنتمي للحقل الجمعوي ببلجيكا.
حفل الإفطار استهل بدايته قبل أذان المغرب بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الإمام الشاب عبد الحفيظ بلقاضي.
الشلاوي صالح، رئيس تجمع مسلمي بلجيكا، استهل كلمته القيمة بالترحيب بالحاضرين مقدما لهم جزيل الشكر على تلبيتهم لدعوة المشاركة في حفل الإفطار،الذي يبرهن مرة أخرى على الإنسجام الكبير الذي تعيش على إيقاعه جميع الديانات والأقليات والمعتقدات التي تعيش ببلجيكا التي توفر كل الظروف المواتية لممارسة الشعائر الدينية على أحسن وجه.
وأكد الشلاوي على أن شهر رمضان يشكل مناسبة للتأكيد على أن الجالية المسلمة أبانت عن قدرتها على الإندماج وسط المجتمع البلجيكي المتعدد، حيث يتعايش الكاثوليك والبروتستانت واليهود والأنجليكانيون والأرثوذكس والبوذيون والمفكرون الأحرار وغيرهم بإعتبار أن العيش المشترك بين أبناء المجتمع وبين الشعوب الإنسانية هو غاية نبيلة تسعى لها سائر الأديان و الشرائع الدينية و يدعو لها العقلاء والحكماء في سائر أقطار المعمور.
الشلاوي صالح إستعرض، كذللك، المجهودات التي تبذلها مؤسسة تجمع مسلمي بلجيكا لتكوين مواطنين منفتحين وملتزمين بإحترام حقوق الإنسان والعدالة والإنفتاح على الأخر،موجها نداء لمختلف الملل والديانات والطوائف للتصدي لكافة أشكال إزدراء الأديان وإهانة المقدسات و كل خطابات التحريض على الكراهية والعنصرية، مذكرا الحاضرين ببعض الملفات الكبرى التي تشتغل عليها الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا كملف المركز الإسلامي وملف تكوين الأئمة وملفات أخرى،مشيدا بالزيارة التاريخية المهمة التي قام بها البابا فرانسيس للمغرب يومي 30 و31 مارس 2019،التي تسعى لتوطيد أواصر الأخوة بين الديانات وفرصة تاريخية لتحقيق مزيد من التعايش و تعميق الأواصر و العلاقات بين مختلف مكونات المجتمع،بإعتبار أن المملكة المغربية تتبنى الإسلام الوسطي المعتدل الذي ينبذ كل أنواع التطرّف الديني.
سفير المملكة المغربية ببلجيكا والذوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر، تناول كلمة موجزة عبر فيها عن سعادته وغبطته بحضوره مشاركته في حفل الإفطار البهيج، مقدما تشكراته الحارة لتجمع مسلمي بلجيكا على إتاحته الفرصة، كما أشار إلى تمكن الجالية المسلمة ببلجيكا من تحقيق مطالب كثيرة تتجاوز بكثير ما تم تحقيقه في العديد من الدول الأوروبية الأخرى،كما تطرق السفير في كلمته لحاجة و تعطش أفراد الجالية المسلمة المقيمة بالديار البلجيكية لمن ينير لهم الطريق المستقيم حفاظا على ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى السلم والأمن والسكينة كما هو نمط الإسلام المغربي الذي عرف عنه تاريخيا بالإعتدال والوسطية تحت راية إمارة المؤمنين حامية الملة و الدين وفي ظل عقيدته الأشعرية ومذهبه المالكي الداعي دوما وأبدا إلى التآخي والرحمة ونبذ العنف و التطرف والكراهية.
الحاخام الأكبر ببروكسيل ألبير كيكي ألقى كلمة باللغة العربية الفصحى، شكر في مستهلها الشلاوي صالح رئيس، مؤسسة تجمع مسلمي بلجيكا على المجهودات الجبارة التي يبذلها لترسيخ قيم السلم والعيش المشترك ببلجيكا،معربا عن سعادته الكبيرة بحضور حفل الإفطار البهيج،مجددا شكره، وإمتنانه للملك محمد السادس على الرعاية الكبيرة التي ما فتئ يوليها لليهود المغاربة.
كولد شميت الحاخام الأكبر، رئيس حاخامات أوروبا ألقى كلمة قيمة عبر فيها عن فرحته العارمة بمشاركته حفل الإفطار البهيج، الذي يعبر عن عمق أواصر الأخوة والصداقة التي تجمع بين مكونات جميع أطياف المجتمع بعض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم، معربا عن أمله الكبير في العمل جنبا إلى جنب بجانب مؤسسة تجمع مسلمي بلجيكا لتوطيد أواصر الصداقة والعيش المشترك،حيث تم إجراء لقاء هام قبل حفل الإفطار أسفر عن خارطة طريق مهمة ستخرج لحيز الوجود في الأيام المقبلة.