الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد المجيد مومر: حَطُّو السْوَارَتْ يا وزراء البيجيدي!

عبد المجيد مومر: حَطُّو السْوَارَتْ يا وزراء البيجيدي! عبد المجيد مومر الزيراوي
الفئران تستعد للفرار من السفينة ! ..وإذا كان المعلوم بالضرورة هي سفينة الوطن التي تتلاطَمُها أمواج سياسات الحزب العابِث بعهودِه الإنتخابية،  فإن الفئران ليست إلا قيادات تنظيم العدالة و التنمية التي نخرت خشب السفينة ، و شرعت في النَّطِّ تباعًا نحو بحر التضليل و التَّنَصُّلِ من المسؤولية السياسية. 
هكذا إذن سَارَعَ  أَحْمِيدَة لَفْقَيِّهْ إلى صَفاقَة اللعب القذر قصد خَلْطِ الأوراق وإسدال الحجاب على سوءة الحزب المُتَصَدِّر لنتائج الانتخابات البرلمانية وفق أحكام الدستور المغربي. 
هُوَأَحْمِيدَة لَفْقَيِّهْ يقوم بالترويج " الباسِلْ " لِمَا يَتَمَنَّاهُ مخرجًا - لِإِخْوَانِهِ في الدعوة- من الجرائم السياسية التي اقترفها تنظيم الإخوان المُفلِسين في حق البلاد والعباد، حيث نَجِدُهُ خارجًا على الوطن وفق نهج الجبناء و من خلال التصريح بالقول : " إن المغرب يعيش أمام دولة و حكومة، فالحكومة صلاحياتها محدودة، ولم تصنع الحسيمة، ولا هي قادرة على معالجة ملف الحسيمة، ولا يسمح لها بمعالجته، فهناك الصلاحيات الملكية، وهناك وزارة الداخلية، التي هي دولة قائمة بذاتها، ولا تخضع للحكومة ولا لرئيس الحكومة .. يجب أن يكون ذلك معروفًا، فالحكومة لا تستطيع حتى أن تقترب منها"
ومن باب الوضوح في التحليل نرى – نحن أولاد الشعب -  إلزامية  التأكيد على أن مطلب "الإنقاذ الوطني " يشكل الشعار الرئيسي للمرحلة الراهنة التي يمر منها الوطن المغربي. لأن فئران تنظيم العدالة و التنمية ، و بعد العَض بِنَواجِذِهِم على منصبِ رِئاسَةِ حكومةٍ مُضْطرِبةٌ سماءُ تَحالُفاتِها، مفضوحٌ شتاتُ مكَوِّناتها و منزوعةٌ عنها ثقة الشباب. يعملون اليوم على الإنتقال من مرحلة إشهار البرامج التلفيقية إلى مرحلة إبتداع المبررات السياسوية للفرار من مسؤوليتهم الثابتة عن وقائع فشل البرنامج الحكومي في إحقاق التنمية الشاملة.
و أمام واقعة فرار الفئران، نعتقد بالجزم على أنَّه لا بد لِحزب العدالة و التنمية الذي يترأس الجهاز الحكومي بعد تصدره لنتائج إقتراع السابع من أكتوبر 2016 ، لا بد له أن يعود - من جديد- إلى سماع صوت الإرادة الشعبية بعد أن فشل في إنجاز الحد الأدنى من الانتظارات الوطنية الكبرى ، و بعد أن أصبح حزب العدالة و التنمية يجد نفسه متصدرا لِطونْدونْسْ حكومة بيع الأوهام.  لابُدَّ إذن من إعادة مساءلة الصوت الانتخابي مجددا والإحتكام لإرادتِه المعبر عنها من خلال صناديق التصويت.
فَلا يمكن أن يستمر القرار الحكومي رهينةً بيَدِ من يزعمون أنه لا يوجد بُعد زمني تسمّيه البداهة الانسانية مسؤولية الحاضر في صناعة المستقبل، أولئك الذين يتهربون من مسؤوليتهم التقصيرية في الوفاء بعهودهم الإنتخابية، و يُبدعون في تسويق مسوغات الفشل الواهية مع ابتداع هندسة دستورية هلامية. 
إن قيادات تنظيم العدالة والتنمية  قد افتضح أمرعقولها الناقصة وغير القادرة على النطق بلسان الحقيقة ، قيادات تَعَمدَّت اعتمادَ سياسة الكذب في أرقام التعاقد الإنتخابي و البرنامج الحكومي، قيادات تعَمدَّت اعتمادَ سياسة الكذب في توصيف الواقع الإقتصادي والإجتماعي المُعاش. و بالتالي شرعت - مع إنفضاحِ أَمْرِهَا- في شحذ ألسنة التضليل و الترويج للأباطيل غير الدستورية بعد مرور ما يقارب ولايتين حكوميتين من إشرافها على تدبير الشأن العام.
هذا تنظيم العدالة والتنمية  المُؤَدْلِج للإسلام الذي أَخْلَفَ وَعْدَه و خانَ أمانة الإرادة الشعبية و كذب في مجمل أرقامِه و أُطْروحاتِه. فَيَا ليْتَ شِعْري، أ لَيْستْ هذه علامات الحِزْبِ المُنافِق ؟!. 
و ها هي تَجَليّات الإفلاس الحكومي المُتراكِم منذ زمن سلفهم الغابر رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران ، تُنذِر بظلمات المجهول الاقتصادي و الاجتماعي الذي يقودنا إليه التنظيم المتصدر لنتائج الانتخابات.
فَيَا إخوان أَحْمِيدَة لَفْقَيِّهْ ؛ لقد أخْطَأْتُم في حقِّ الإرادة الشعبية التي مَنَحَتْكُم مفتاح تشكيل الفريق الحكومي ، و سَعَيْتُم بكل قوة نحو ضمان منصب رئاسة الحكومة بتوافق مع أحزاب تحالف 4 + 1 + 1،  وبهذا التحالف الهجين سعَيْتُم نحو الحفاظ على غنائم الإستوزار وإخفاء باقي الأوْزارِ.. أوزارِ حكومة سَلَفِكُم الغابر عبد الإله بنكيران .
يَا إخوان أَحْمِيدَة لَفْقَيِّهْ ، يا عصبة الخزي والعار، لماذا تَنَازَل حزبكم على حقيبة وزارية استراتيجية - أَلَا و هي قطاع الاقتصاد والمالية – لفائدة حزب التجمع الوطني للأحرار ؟!
لقد سبق و إسْتَفَضْنَا في التعبير الدقيق– من خلال رسائل تيار ولاد الشعب – عن رفضِنَا الواضِح لِبرنامج حكومة تنظيم العدالة و التنمية ، هذا التنظيم القَاصِر الذي لا يعمل بصدق على رَفْعِ هذا الظلم الفظيع الساكن في أعماق هذا الوطن الغالي.
و اليوم ، و قد أصبحت حكومة العدالة والتنمية تائِهةً وسط صدمة الاحتجاجات الشعبية المتتالية والمتصاعدة ، تأبى الفئران إلاَّ أن تَخْرُجَ بتصريحات خطيرة تحاول ابتداع شَمَّاعات تُعلِّق عليها فشل برنامج العدالة والتنمية في الوفاء بوعود الحملات الإنتخابية، هذا الفشل الناتج بالأساس عن عدم إمتلاك الحزب للرؤية الاقتصادية البديلة باعتبارها المفتاح القادر على حل أقفال الأزمة الراهنة.
وهنا يجوز لنا إعادة طرح السؤال : ماذا ينتظر ولاد الشعب من مشروع سياسوي فاقد لبوصلة الاقتصاد و المالية ؟؟؟ و يبقى الجواب الخالد هو : لا شيء ؛ فقط .. حَطُّو السْوَارَتْ وَ عَاوْنُونَا بالصَّمْت ! .
إنكم يا فئران البيجيدي بِفقدانكم بوصلة النموذج التنموي البديل ، و مع تصدع الثقة الشعبية في إخوانكم المُسْتَوْزَرُون باقتراح من الأمانة العامة ،  أصبحتم عقبة سياسية تمنع كل المبادرات الرامية إلى إيجاد سبيل الإنقاذ الوطني بعد أن أغرقتم البلاد و العباد في بحر المديونية دون إنجاز الوعود الانتخابية.
و قبل الختم ، نُجَدِّد التأكيد على أن مخاثلات فئران العدالة والتنمية بالتمهيد لمرحلة الفرار من السفينة بعد أن نخروا خشبَها ، تفرض حلول التدخل المؤسساتي، هذه الحلول يؤطرها دستور، والدستور عَقْدُهُ أحكام، فالواقعة أن الوطن في أشد الحاجة إلى حكومة الإنقاذ الوطني .
رئيس تيار ولاد الشعب