متى تستعيد الملاعب ألقها وتعود الجماهير إلى عهدها السابق؟ تنامت ظاهرة الشغب بملاعب كرة القدم المغربية، بشكل لافت للانتباه، وذلك في المدة الأخيرة.. فما هي الحلول؟ ذلك هو السؤال العريض الذي يتوجب على الجهات المرتبطة بمجال كرة القدم المغربية الإجابة عنه، وليس جامعة كرة القدم هي المسؤولة الوحيدة في هذه الواجهة، بل هناك أطراف أخرى مطالبة بالتدخل للمساهمة في الحد من هذه التظاهرة التي تنامت بشكل مخيف ومثير. وهذه الأطراف تتمثل في جمعيات المحبين والإلترات ورجال الأمن والمنتخبين...
إن التفرج على هذا الواقع المقلق للجماهير الغاضبة سيزيد من تفاقم الوضع.. وإن الممارسة الرياضية مبنية على الروح الرياضية العالية؛ هذه الروح التي تتقبل الهزيمة وتفرح للانتصار.. لكن هناك جهات لم تعد تتقبل إلا الفوز، ودون ذلك تقدم على الاحتجاج غير المنظم والمرتبط بالفوضى.. هذه الفوضى التي تضر بأندية هؤلاء المحتجين، عبر تخريب مرافق الملاعب التي تكلف عشرات الملايين، وتكلف حرمان النادي من الحضور الجماهيري خلال المباريات الرسمية، كما حدث مؤخرا لفريق مولودية وجدة (خمس مباريات بدون جمهور). وكلفت هذه الفوضى عشرات الاعتقالات والمحاكمات؛ والواقع الرياضي لا يحث على هذا السلوك المعادي للمبادئ الرياضية السمحاء.
من هذا المنطلق بات من الضروري التفكير في حلول ناجعة لرسم علاقة ود رياضية بين الجماهير والفرق. فما حدث في الآونة الأخيرة بالعديد من الملاعب الوطنية (مراكش، وجدة، آسفي، فاس، الرباط، القنيطرة...)، يتطلب التدخل لإيقاف هذا النزيف الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على الواقع الرياضي وروحه الرياضية التي أصبحت في محنة حقيقية فهل من تفكير جدي في هذا الواقع المقلق؟
