الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

في معرض الكتاب الدولي بالبيضاء:لوحةٌ لضعافِ البصر ولمَنْ حُرمَ من نعمةِ البصر!

في معرض الكتاب الدولي بالبيضاء:لوحةٌ لضعافِ البصر ولمَنْ حُرمَ من نعمةِ البصر! ضرير يتصفح لوحة عن طريق اللمس
في هذا العام، وفي المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء 2019، وجدتُ نفسي أنجذبُ نحو رواقٍ صغيرٍ، يعج نشاطاً بألقِ الصغار، تطلعُ منه رائحة الطين والألوان والطفولة والقيم والآمال الرفيعة، فيُغري فضولاً بالوقوفِ والنظرِ، وبالاستكشافِ والكتابة والرهان..
وهكذا كان...!
الفنانة فوزية جعيدي تعرضُ لوحةً فريدةً، تُخاطبُ طاقةَ اللمسِ المبدعةِ والخلاقةِ لدى ضعافِ البصر وغيرِ المبصرين، وفي الآنِ نفسه كانتْتُنَشطُ ورشةً إبداعيةً فنيةً تشكيليةً في الموضوع لفائدةِ جماعاتٍ مُتعاقبة من هؤلاء الأطفال، بمساهمةِ نشيطاتٍ عن الجمعية المنظمة وإسهامٍ موفقٍ من لدنِ الفنان التشكيلي المغربي سعيد جعيدي، وذلك تحت لواءِ جمعية AMARDEV، التي تسهر في رواقٍ صغيرٍ جميل داخل المعرض (جناحD) على عرض هذه التجربة المُميزة.
طويلاً، وقفتُ أتأملُ لمساتِ الأيدي الهادئةِ الناعمةِ العميقةِ للصغارِ والكبار، وهي تتعاقبُ على قراءةِ وتذوقِ هذه اللوحة الفريدة لمساً، فأزدادُ انشداهاً لما يجري أمام عيني، فأرددُ مع نفسي؛ إنهم يرون بخيمياءِ القلبِ وبنورِ الله طبعاً، فأتأكدُ إلى حد اليقين، أن الفنونَ الجميلةَ كما الإبداع والجمال عموماً تُدركُ بكل الحواس، بل بكل دِفْءِ وتفاصيلِ الروحِ والأعماقِ أيضاً،فيصير لها مذاق المتعةِ والاستمتاع ... وفي كل الأحوالِ، وفي الذوقِ الأنيقِ، لا فرق بين مُبصرٍ وغيرِ مُبصرٍ، إلا بسمو الروحِ وخيمياءِ الجمالِ والقيمِ الإنسانيةِ الرفيعة.
فضولي هذا، وربما سحرُ الكينونةِ في اللحظة، ومعها سحرُ الرؤيةِ بالأناملِ الصغيرةِ الناعمةِ لدى طفلاتٍ وأطفالٍ يُدغدغنَويدغدغون أشكالاً ورسوماً وألواناً فوق لوحةٍ أنا أراها... هذا السحرُ أو هذا الانْسْحارُ الذي عَبَرَنِي طولاً وعرضاً، حفزني على أنْ أقررَ الكتابةَ في الموضوع.
ومن الرباط، اِقتحمتُ مُسَنْجِرْ صفحةَ الفنانة فوزية جعيدي على الفايس، حيثُ تمتْ بيننا دردشةٌ مُطولةٌ في الموضوع، أنقلُ منها للقراء، هُنا والآن، ما بَدا لي مفيداً أو كفيلاً بتسليطِ الأضواء على هذه التجربةِ الفريدة، في حيزِ المقال وشرطِ المَقام...!
تقولُ فوزية جعيدي عن هذه اللوحة؛ لقد عرضتُ اللوحةَ في إطارِ التجريب على عيناتٍ إما مِنْ ضعافِ البصر أو مِمنْ لا يبصرون، فتبَينَ لي أن التجربةَ تشق طريقها وتحققُ أهدافها... وفي لقاءٍ حول الفيلم التربوي بقاعةِ الحسن الثاني الوسائطية بالبيضاء شهر دجنبر 2018، عرضتُ اللوحةً لأولِ مرة، حيث تجاوبتْ معها إيجابياً أناملُ ولمساتُ هذه الفئةِ من ذوي الاحتياجاتِ الخاصة، لذلك لم أترددْ في عرضها بمناسبةِ المعرض الدولي للكتاب بالبيضاء في دورته الثانية عشرة 2019...