الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

الطويليع لماء العينين: إخوتك في العقيدة السياسية "انتحروا" من أجل الدفاع عن طهارتك وعفتك

الطويليع لماء العينين: إخوتك في العقيدة السياسية "انتحروا" من أجل الدفاع عن طهارتك وعفتك أمنة ماء العينين تتوسط الأستاذ نور الدين الطويلع (يمينا) والوزير مصطفى الرميد

موقف وزير حقوق الإنسان، المصطفى الرميد، الذي عبر عنه في خرجة إعلامية بالقول إنه لا يقبل كمسؤول حزبي من مسؤولي البيجيدي أن يكون لهم "وجه في المغرب ووجه خارجه"، كان يقصد به فعلا ازدواجية خطاب زميلته البرلمانية أمينة ماء العينين، ويتطلع من خلال تحريك الملف إلى القرار الحزبي الرادع في شأن "ارتدادها" عن ثوابت حزب المصباح وتخليها عن حجابها خارج الوطن. لكن رد فعل زميلته في حاضنة "الإسلام السياسي"، كان صادما بالنسبة لعائلتها في العقيدة السياسية من هذه الزاوية تناول الفاعل الإعلامي الأستاذ نور الدين الطويليع في ورقته التي تتقاسمها "أنفاس بريس" مع القراء، (تناول) بالتحليل والتفكيك "الورطة" و"المقلب" الذي أوقعت فيهما ماء العينين أتباعها وأصدقاءها ومحيطها الاجتماعي والسياسي.

 

"المشكل ليس في مبدأ الحرية في اختيار اللباس، وفي لوك المفاهيم المرتبطة بتصورات فلسفية تنظر إلى المرأة في ذاتها وجوهرها ومواقفها، بغض النظر عن لباسها.

 

المشكل، سيدتي، في اللف والدوران وغياب الوضوح. المشكل، في العنف الرمزي الذي ارتكب في حق من سولت لهم أنفسهم الحديث عن الموضوع، والذهاب بعيدا في خوض أطواره إلى درجة ربط الأمر بإلحاق الضرر باستقرار المغرب.

مادمت بهذه الشجاعة، وأنت حرة في أن تفعلي ما تشائين بجسدك، كان عليك، سيدتي، أن تعلني الأمر بالواضح، ودون لجوء إلى أسلوب الهروب إلى الأمام، أما وقد فعلت ما فعلت، وناصرك الآلاف من أنصار حزبك عن حسن نية غالبا، باعتبار الصور "فوطوشوب" يستهدف النيل مما سموه مواقف شجاعة في محاربة الفساد، إلى درجة أن هذا النقاش فرق بين الأخ وأخيه، والقريب وقريبه، وخلق انشقاقات عميقة بين الإخوة والأصدقاء، لا شك أنك كنت تتابعينها باهتمام كبير، دون أن يؤنبك ضميرك وأنت ترين إخوة العقيدة السياسية ينتحرون من أجل الدفاع عنك في ما اعتبروه إساءة لك وانتقاما منك، ليتبين في الأخير أنهم كانوا ضحية مقلب كبير أوقعتهم فيه، ووضعتهم الآن في ورطة كبيرة  وحيرة من أمرهم بين أن يعلنوا براءتهم منك ويعتذروا لمن وسموهم بسببك بأقدح الصفات، وبين السكوت عن الموضوع وركوب قطار الحداثة الذي لا شك أن صعودك إياه على حين غفلة منهم جميعا أصابهم بالصدمة والدوار الشديد، وجعلهم شاردين عاجزين عن الرد وهم يتابعونك وأنت تلوحين بيدك من نافذته، لأن سكرة المفاجأة أصابتهم بالوجوم الذي لم يعرفوا، ولا يعرفون لحد الساعة، هل يردون "التحية" بمثلها، مع ما يعنيه ذلك من انهيار البنيان الذي شيد عليه خطاب روج له على نطاق واسع منذ عقود، أم يردون عليها برميك بالحجارة، مع ما في هذا مما سيعتبرونه هدية لأعداء الحزب وخصومهم السياسيين، وخروجا عن منهج "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، ونشرا للغسيل على الأسطح العارية.

 

فرق كبير، سيدتي، بين من يعتقد ويؤمن بمبدأ معين، مهما كانت طرافته، وبين من يلجأ إلى هذا المذهب أو ذلك لجوءً اضطراريا ليهش على المنتقدين، ثم يرميه كما يرمي الراعي عصاه بمجرد انتهاء حصة عمله.

 

الأول جدير بالاحترام والتقدير لأنه واضح شفاف، ولأنه صاحب مبدأ، قد نتفق معه فيه وقد نختلف، لكننا في جميع الأحوال سنقدره على قيم الثبات على هذا الموقف والرسوخ فيه.

 

أما الثاني، كما هو شأنك، فهو حري بالاحتقار والازدراء، وجدير بالبصق على وجهه، لأنه يتلون كالحرباء، وينتقل بين المواقف بحسب نزواته وأهوائه الشخصية ورغباته الدنيئة".