الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

الزجال عبد الإله متوكل: الذئاب لعقت "سمن الكدرة" مثلما لعقت أموال الشعب(مع فيديو)

الزجال عبد الإله متوكل: الذئاب لعقت "سمن الكدرة" مثلما لعقت أموال الشعب(مع فيديو) الزجال عبد الإله متوكل

اقتفت جريدة " أنفاس بريس" أثر الشاعر الزجال عبد الإله متوكل صباح يوم الجمعة 25 يناير 2019 ، بعد أن تمددت شمس مازاغان وأشعتها الدافئة فوق أسقف بيوت الجديديين. أكيد أن هدفنا يوجد داخل أسوار مدينة الجديدة، ومن المؤكد أنه يصحو باكرا ويخرج من البيت في اتجاه ممارسة طقوس الزهد والتعبد، ومن تمة للمقهى لاحتساء فنجان قهوته السوداء المفضلة، والانزواء أمام عظمة البحر وأمواجه العظيمة، ليستنشق عبق رائحة " ليود"، و يراقب مد البحر وجزره، ويستمع لخرير الماء المالح، على إيقاع موسيقى غناء النوارس، في انتظار مخاض، و ولادة جديدة بوجع ومعاناة بحجم الوطن.

+ لماذا ترتاد كزجال، كل صباح شاطئ البحر ؟

ـ أكيد لقد اعتدت على زيارةالبحر يوميا بعد أداء صلاة الفجر واحتساء قهوة الصباح، أعشق حديث البحر بلغة ( خرير ) صوت الماء، وأصدقك القول أنه أضحى من الضروري أن أُصبًح على عظمة البحر ( بعد ما نشرب قهيوتي ). لأجدد طاقتي بشكل عام.

+ كيف هو حال القصيدة الزجلية اليوم في خضم التراجع الذي يعرفه الحقل الثقافي بشكل عام.

الزجل بصفة عامة وبصراحة حالتو حاليا " حالة الله"، من هب ودب ناض يكتب، وأقول في هذا السياق ( شكون علك كذب / وقالك نوض تكتب)، الكتبة تقليد، ( الكتابة عهد والتزام) إذا لم تكن القصيدة تخرج من صميم الفؤاد و الجوف، وتعبر عن المعاناة. أتساءل في بعض الأحيان وأقول: لماذا هؤلاء الكتبة يزاحمون شيوخ القول ؟ ويسيئون للقصيدة الزجلية، عليهم أن بتعدوا عن حقل له شيوخه ورجالاته ، وهذه نصيحة لأي كاتب/ زجل، وأوجه هذه النصيحة لنفسي كذلك. شخصيا لا أقدر أن أتطاول على أهرامات الشعر، ولا أستطيع أن " أتقبح" على شيوخ فن القول والكلام. لأنني أعتبر الكتابة اليوم هي سلاح ضد كل أشكال الرداءة والانحطاط، وليس لتكريس الابتذال.

+ ما هي الإرهاصات التي تمخضت عنها القصيدة الزجلية " سمن الكدرة " ؟

طبعا أن المتلقي لأي قصيدة زجلية يمكن أن يفسرها وفق اختياراته الشخصية، وحسب فهمه للغتها ودلالتها ورمزيتها، ومضمون رسائلها . بالنسة لعبد ربه فإني أشبه " سمن الكدرة" بالخزينة العامة للمملكة، ( الثروة) وهي ترمز لأموال الشعب، ( كدرتنا عامرة وسمنها كيندي) في إشارة إلى ( شلا فلوس) غلاء، و جودة السمن وقِدمه داخل الكدرة ( دوز غير صبعك بلا ما تجبد السمن...روح غير بريحتو ).

+ من هو الذئب الذي يتربص " بسمن الكدرة " في قصيدتك الزجلية ؟

نحن كلنا ذئاب، وأسد واحد هو ملك البلاد، كل واحد فينا يمثل ذئبا يتربص بفريسته، كل منا اختار فريسته ( تابعها) واحد اختار امرأة فريسة، والآخر اختار جمع الأموال، وهذا تابع طموع الدنيا، (كل واحد فينا ذيب تابع فريستو ). كل واحد فينا ذيب مخصوص ويتربص بفريسته.

+ من أين تمتح مفرداتك التي أعطت لقصيدة " سمن الكدرة " معناها ؟

أؤكد لك أن كتابة قصيدة "سمن الكردة" جاءت على إثر مخاض وولادة مفاجئة، يوم انتهيت منكتابتها تسمرت في مكاني أتأمل في بنائها، وأتمعن في مضمونها، ولغتها، وتساءلت مع نفسي كيف تمكنت من الإتيان بهذه المفردات البدوية العميقة ، وهذه القوافي، والاستعارات والصور الشعرية؟؟

+ هل شباب اليوم متمكن من لغته الدارجة الجميلة ومن هذه المفردات الرائعة؟

لا أظن، لكن هذا هو دور المثقف، ودورنا نحن الذين ندعي كتابة شعر بداوتنا الجميلة، الزجل قادر على حمل مشعل ترسيخ ورد الاعتبار للمفردات الجميلة في لغة تواصلنا الشعبية ، يجب تحبيب لغة الثقافة الشعبية والتراث المغربي بكل تجلياته للشباب المغربي، من خلال ورشات كتابة الشعر والغناء ..

+ بإيجاز، ماذا يمثل لك كل من الشاعر ادريس بلعطار وعزيز محمد بن سعد ؟

يا سلام، يا سلام، إدريس بلعطار استاذي وشيخي أعزه وأقدره وأحترمه، لأنه شيخ من شيوخنا الكبار. بالنسبة للشاعر الفحل عزيز بنسعد فهو معلمي وأستاذي وأول من استشرته في كتابتي الزجلية . وأريد من هذا المنبر أن أحيي كذلك الشاعر الزجال الذي اعتبره مستقبل الزجل الواعد، وهو بابا ميلود العروي صاحب القلب الكبير، اعتز بصداقته الطيبة ، وتحية شامخة لكل الشعراء والمبدعين.

رابط الفيديو هنا