الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

البيجيدي ينهزم في حربه القذرة ضد الحريات الفردية!

البيجيدي ينهزم في حربه القذرة ضد الحريات الفردية! أمينة ماء العينين وعرابها الكهنوتي عبد الإله بنكيران

لا يمكن أن ننتظر من تصريحات عبد الإلاه بنكيران إلا الحماقة والغرابة… فكل تصريح ينسيك في الأخير. الخرجة الأخيرة لبنكيران التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي يواصل فيها تقديم «فتاوى» النفاق والتدليس، حيث أكد أن حزب العدالة والتنمية غير قناعاته ومرجعياته، بعد أن «تطوّرت» أفكار الحزب، وتخلص من تزمتّه، وأصبح العلاقات بين أعضاء وعضوات الحزب أكثر ليونة وانفتاحا، الانفتاح الذي يقرنه بنكيران بإباحة السلام بين «إخوان» و"أخوات" حزبه. هذا «التطور» الذي دفع بنكيران إلى الاعتراف بأن البيجيدي قرر التبرؤ من «الوصاية الأخلاقية» التي كان يفرضها على المغاربة باسم لله. وهذا ما دفعه إلى التصريح بأن الضجة التي أحدثتها صور البرلمانية أمينة ماء العينين بباريس لا تمسّ بالحزب لا من قريب أو بعيد «ومنها ومن الله». وهي محاولة بائسة من بنكيران إلى «تهريب» و"تعويم" النقاش وتعليبه في إطار «الحريات الفردية»، من هنا تنتصب المعارك الشرسة التي خاضها البيجيدي إلى جانب ذراعه الدعوي «حركة التوحيد والإصلاح» ضد الحريات الشخصية، معارك كان مسرحها البرلمان. الآن بنكيران بعد وقع كل هذه الزلازل الجنسية والأخلاق التي شوهت حزب «الملتحين» و"الخوانجية"، يأتي ليقنعنا بأن خلع أمينة ماء العينين للحجاب في باريس قناعة شخصية لم تفتت «ضالة» الحزب وأعمدته الأصولية التي كان يتكئ عليها لمراكمة الامتيازات. الغشاوة التي أزالتها أمينة ماء العينين عن عيون المغاربة بالصور ليروا البيجيدي في صورته الازدواجية والتدليسية كحزب من الأحزاب التي تصنف ضمن أحزاب «مصّاصي» دماء المغاربة، بل أكثرها خطورة على المغاربة، هي التي يوثقها بنكيران، هذه المرة بالصوت والصورة، مادام أن هناك قناعة راسخة لدى كل يعرف خبايا هذا الحزب الذي ولد من «ضلع» إدريس البصري، بأنّه آخر حزب يمكن أن يدافع عن الحريات الشخصية، ومنهجيته الإيديولوجية وأدبياته وسوابقه لا تمنحه هذا «الشّرف»، حين اختار أن يسلب حقوق المغاربة ويتمرغ في الريع ويراكم المناصب ويتقاضى التعويضات والأجور الخيالية بالنّصب على المغاربة باللحية والحجاب والخطاب «الأصولي»، وهو في الحقيقة وفي الباطن حزب «وصولي»، حان الوقت لتظهر أزمة ماء العينين «براءة» الدين من هذه «الطفيليات» الحزبية. لذا فكل هذه «الحماقات» التي تصدر من بنكيران، وتصريحاته، وانقلابه على ثوابت حزبه، ما هي إلّا «ردّة» خطيرة جاءت مبكّرا بسبب «نزوات» بعض قيادياته وقيادييه. بنكيران الذي كان «يشيطن» خصومه استيقظ «الشيطان» الذي كان يسكنه وأحرق وجه «الملاك» الذي كان يستعيره.

أغضب بنكيران التشبيه الذي أطلقه «العفاريت»، والعبارة منسوبة لبنكيران، على اللحية والحجاب بأنها «ماتيريال ودوزان ديال الخدمة». وإذا أمعّنا في تأمل هذا التشبيه، سنزداد قناعة بأنه مطابق للحقيقة التي طالما يحاول البيجيدي إخفاءها عن المغاربة، ولعل فضائح كوبل «البحر»، وكوبل «البرلمان»، وانزلاق يتيم في علاقة غرامية مع مدلكة في عمر أصغر بناته، ونسب حالات الطلاق المرتفعة في صفوف قيادييه، وحوادث اعتقال بعض رؤساء جماعاته بسبب خيانة الأمانة، برهان قاطع على أن  «الانحراف» الأخلاقي و"الجشع" و"الكبت الجنسي" مكونات أساسية في تكوين «الكائن» البيجيدي الذي كان من الأحرى أن تكون هذه «الحصانة الدينية» التي يلبسها كأصل تجاري، أن تكون وازعا كي تعطّل جميع هذه «الملكات» التدليسية، وتقلّل من «أدرينالين» الكذب والنفاق.

فبنكيران الذي يدافع بشراسة عن «براءة» عبد العالي حامي الدين من تهمة المساهمة في جريمة قتل الطالب محمد بنعيسى أيت الجيد، متناسيا قيمة «الحقوق الإلهية» قبل قيمة «الحقوق الوضعية»، من السهل أن ينظر إلى فعلة أمينة ماء العينين بنظرة «حنان» ويتجاوزها ويقوم بتجميلها وتغليفها ببهارات الحرية الشخصية.

فهل هناك ما هو أخطر من هذه «الردّة»، ونقصد «ردّة» عبد الإله بنكيران!!

 

(تفاصيل أوفى حول هذا الملف تقرؤونها في العدد الحالي لأسبوعية "الوطن الآن")