الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

ترامب يحرق آخر أوراق الإخوان المسلمين بالشرق الأوسط والنار تقترب من العثماني

ترامب يحرق آخر أوراق الإخوان المسلمين بالشرق الأوسط والنار تقترب من العثماني الرئيس الأمريكي ترامب، والعثماني، الأمين العام لـ"البيجيدي". مع صورة للقوات الأمريكية بسوريا

قليلون من انتبه إلى القرار الاستراتيجي الذي اتخذه الرئيس الأمريكي ترامب بشأن سحب القوات الأمريكية من سوريا. إذ نحت بعض التعاليق منحى يسير في اتجاه أن ترامب اتخذ "قرارا مزاجيا" ، والحال أن قرار سحب واشنطن لقواتها من سوريا يندرج في إطار رهان أكبر يتمثل في نفض أمريكا يدها بشكل نهائي عن مشروع الإخوان المسلمين بالعالم العربي، وهو المشروع الذي كان يحظى بدعم وتوجيه من إدارة باراك أوباما، الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية.

فعدد الجنود الأمريكيين الذين كانوا بسوريا لا يتعدى 2000 جندي من أصل 55 ألف جندي أمريكي مرابط بالشرق الأوسط، أي بالكاد 3،6 في المائة من المجموع ( للمقارنة عدد الجنود الأمريكيين المنتشربن في 900 موقع بالعالم يقارب 200ألف جندي). وبالتالي فعدد الجنود في سوريا لم يكن هو المهم في حد ذاته بقدر ما كان يرمز إلى مباركة الإدارة الأمريكية للإخوان المسلمين ودعمهم في مواجهة بشار الأسد (تحالف قوات سوريا الديمقراطية). وبالتالي فانسحاب الجيش الأمريكي من سوريا معناه إطلاق رصاصة الرحمة على "دولة الإخوان المسلمين" أينما كانت سواء بتونس أو مصر أو سوريا أو السودان حتى (انتبهوا إلى الاضطرابات الحالية بالخرطوم).

وحده أردوغان، رئيس تركيا،  سيبقى في الواجهة لترتيب أوراقه ومراجعة خططه مع هذا المستجد، خاصة وأن تركيا لعبت دورا مسموما في تناسل الدواعش بسوريا والعراق لتحطيم طموحات دمشق وبغداد. وهاهي تخرج بخفي حنين بعد أن بدأ الدفء يدب في العلاقات بين سوريا ودول عربية وازنة (الإمارات العربية فتحت سفارتها بدمشق وتونس تربط جسرا جويا مع سوريا والبحرين تتجه لفتح سفارتها بدمشق والرياض التزمت بتمويل إعمار سوريا...).

هذه التحولات الجيوسياسية بالشرق الأوسط لردم مشروع الإخوان المسلمين سيكون لها بالتأكيد تأثيرها على المغرب بحكم أن الحزب الأغلبي (حزب العدالة والتنمية) هو سفير الإخوان المسلمين- في شخص رئيس الحكومة سعد الدين العثماني- الذي يدين بالولاء المذهبي لزعيم الإخوان المسلمين أكثر من ولاءه المذهبي للمغرب والمغاربة.