الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

بعد إدارته لمرحلة صعبة.. عبد الإله التهاني يودع المكتبة الوطنية بحفل من أطرها

بعد إدارته لمرحلة صعبة.. عبد الإله التهاني يودع المكتبة الوطنية بحفل من أطرها الأستاذ عبد الإله التهاني في غمرة التهاني عقب بصمة وقعها بكل تفان

في الوقت الذي يتوقع تنظيم الحفل الرسمي، لتنصيب المدير الجديد للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية وتسليم المهام، صباح غد الإثنين 24 دجنبر 2018، بمقر المؤسسة بالرباط، إثر  تعيين محمد الفران في المجلس الحكومي الأخير، مديرا جديدا لهذه المعلمة الثقافية، بادر مسؤولو وأطر المكتبة الوطنية إلى إقامة حفل لتوديع الأستاذ عبد الإله التهاني المدير بالنيابة، اعترافا بما اسداه من خدمات للمؤسسة، طيلة ترؤسه لإدارتها، لفترة دامت سنة وبضعة أشهر.

وقال مصدر جريدة "أنفاس بريس" الذي تابع تفاصيل حفل التوديع، إن أجواء مؤثرة جدا خيمت على اللقاء التوديعي ، بسبب ما راكمته فترة الأستاذ عبد الإله التهاني من إنجازات وأعمال، غيرت من طبيعة الأجواء داخل المكتبة الوطنية، سواء بالنسبة لموظفي المؤسسة، أو لعموم المستفيدين من خدماتها.

وظهرت علامات التأثر والامتنان واضحة، في الكلمات التي ألقيت خلال حفل التوديع المنظم بمقر المكتبة الوطنية بالرباط، حيث تناوب على تناول الكلمة، رئيس جمعية الأعمال الإجتماعية بالمؤسسة، ورئيس النقابة الوطنية لموظفي المكتبة الوطنية، وعدد من رؤساء الأقسام والمصالح بالمؤسسة، للتعبير عن تقديرهم لما قدمه المدير بالنيابة المغادر، وما أسهم به من جهود لصالح المؤسسة وموظفيها، منوهين بحصيلة العمل أنجزها بتفان وإخلاص للمسؤولية، والحكمة التي دبر بها شؤون المكتبة الوطنية، في ظرفية انتقالية صعبة، علما أنه حافظ أيضا على القيام يوميا بمسؤولياته، كمدير للاتصال والعلاقات العامة بوزارة الإتصال.

واستعرض المتدخلون بالتفصيل ما أسهم به الأستاذ عبد الإله التهاني، من جهود متواصلة، لتسوية ملفات ظلت عالقة، في إطار ما أقدم عليه من مبادرات عملية، من أجل تصحيح الأوضاع ومعالجة الاختلالات، وإنصاف كل ذي حق، وتحسين الخدمات الموجهة للعموم والزوار، والرفع من وتيرة العمل والمردودية داخل مرافق المؤسسة، وتمكين الموظفين من تحفيزات استثنائية، مبرزين ما تمتع به من خصال الإنصات والتفاعل والتواضع، وحرصه على الدقة في العمل، واستعداده الدائم للتوجيه ونقل خبرته وتجربته في إيجاد الحلول، لكل الملفات التي كانت تطرح تعقيدات خاصة أو إشكالات صعبة.

   وأوضح منصف بركاش، رئيس النقابة الوطنية لموظفي المكتبة الوطنية، التابعة للإتحاد المغربي للشغل في كلمته خلال الحفل، بأخلاق الأستاذ عبد الاله التهاني، سواء على مستوى الأداء الإداري أو السلوك الإنساني، وقال إنه يشهد الله أن هذا الرجل قد عمل بإخلاص وأمانة، وقدم  للمؤسسة ولموظفيها في فترة قصيرة، ما عجز عنه غيره، واصفا عبد الإله التهاني بأنه "رجل شهم وخلوق، متواضع ومنفتح على الجميع، صارم وحازم مع المخطئين، مسؤول مقتدر وقف على مكامن الخلل في المؤسسة، وأدرك احتياجاتها الحقيقية، فلم يبخل بالحلول الممكنة، لوعيه بقيمة المؤسسة وما تختزنه من رصيد، يمثل الهوية والحضارة والذاكرة التاريخية المغربية، واضعا مشاكل الموظفين في مقدمة انشعالاته، مرجعا الحقوق إلى أصحابها، وكل ذلك بنكران للذات وعفة نفس، منقطعة النظير.

ونوه منصف بركاش بالإنجاز التاريخي الذي تحقق بمبادرة من الأستاذ عبد الاله التهاني وهو مدير بالنيابة، والمتمثل في مصادقة المجلس الإداري للمؤسسة المنعقد قبل أسبوع، على مشروع النظام الأساسي الجديد لموظفي المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، الذي أعده الأستاذ التهاني،  بتعاون وتوافق مع مختلف الفرقاء داخل المؤسسة، مما أحدث فرحة عارمة لدى عموم الموظفين، بعد قرار المصادقة على اعتماده من أعلى هيأة تقريرية في المؤسسة.

وبدوره أشاد محمد الاكحل رئيس جمعية الأعمال الإجتماعية لموظفي المكتبة الوطنية، بحرص الأستاذ عبد الإله التهاني على الجوانب الاجتماعية في حياة الموظفين، حيث بمجرد توليه المسؤولية، رفع من قيمة الدعم المخصص للجمعية، وساعدها كثيرا على تنفيذ برامجها، وعلى إبرام شراكات مفيدة ومنتجة.

ومن جهته، ألقى طه ياسين غراب، العضو في المكتب النقابي والمكتب التنفيذي لجمعية الأعمال الاجتماعية للمؤسسة، كلمة مؤثرة رصد فيها المواصفات المهنية والإنسانية للمدير بالنيابة المغادر، قال فيها:

"نجتمع اليوم لنعبر عن قسط من عرفاننا وعظيم شكرنا لرجل هذه المرحلة ومدبرها بامتياز، رجل قاوم، فكان رجلا عادلا وشهما في مقاومته. رجل هادن، فكان سيدا قويا في هدنته. عملنا معه فتعلمنا منه الشيىء الكثير، وعلمنا أي حس إنساني لديه، ولمسنا حرصه على المؤسسة واهتمامه بكافة العاملين بها، ورأينا رأي العين، عنايته بالصغير بإنصافه وتقديمه، وتقديره للكبير بحفظ مكانته وتوقيره، وأن حصيلة عمله مشرفة وبادية للعين، لا يحجبها شيء ولا ينكرها إلا جاحد".

وتجدر الإشارة أن عبد الاله التهاني، عين في شتنبر 2017، مديرا بالنيابة للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، بقرار من الوزير محمد الأعرج، بعد تعثر أول مباراة لاختيار مدير للمؤسسة، وظهور مؤشرات مقلقة بشأن تراجع الأوضاع داخل المكتبة الوطنية، ترافقت مع حصول احتقان داخلي، استدعى من الوزير الوصي  التدخل السريع، وانتداب مسؤول حازم في وزارته، لإعادة الهدوء والنظام إلى المؤسسة، حيث أعطاه تعليمات واضحة، للعمل الفوري على إيجاد الحلول السريعة والمناسبة، لكل المشاكل والملفات العالقة، والتي استفحلت وقتئذ بفعل طول فترة الفراغ الإداري.

وسجل المتتبعون الوضع وقتها داخل المكتبة الوطنية، أن مظاهر التوتر والاحتقان سرعان ما اختفت، بعد إقدام عبد الاله التهاني على اتخاذ سلسلة إجراءات إدارية وتنظيمية، زاوج فيها بين منطق الحزم والحسم، وبين نهج الحوار والتواصل والقرب من أطر وموظفي المؤسسة، والقدرة على الضبط والاستيعاب، وتبعتها تدابير عملية سريعة، سعى من خلالها عبدالإله التهاني، إلى التطبيع السريع مع مختلف الفاعلين النقابيين والاجتماعيين بالمؤسسة، حيث انعكست التدابير المتخذة باستعجال، إيجابيا على نفسية الموظفين وعلى ظروف عملهم، وحقوقهم المادية والمعنوية، الأمر ترك الانطباع أن اختيار الوزير محمد الأعرج لمدير من قطاع الإتصال، لإدارة المرحلة الانتقالية بالمكتبة الوطنية، كان اختيارا موفقا ومدروسا من طرفه بدقة وإدراك، اعتبارا لطبيعة المواصفات الإدارية والإنسانية المتوفرة في من سيتولى مهام النيابة في ظرفية لاشك أن الوزير محمد الأعرج أدرك دقتها وحساسيتها وتصرف على ضوء ذلك.