الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

أحداف : جريمة قتل السائحتين ألحقت خسائر فادحة بصورة المغرب وآمل أن ينفذ في حق مرتكبيها حكم الإعدام‎

أحداف : جريمة قتل السائحتين ألحقت خسائر فادحة بصورة المغرب وآمل أن ينفذ في حق مرتكبيها حكم الإعدام‎ محمد أحداف
تسود حالة من الذعر الشديد وسط ساكنة إقليم الحوز بعد فاجعة مقتل سائحتين، دانماركية ونرويجية خوفا من تداعيات هذه الجريمة البشعة على الموسم السياحي الذي يبلغ نهاية شهر دجنبر ذروته في المنطقة، خصوصا بعد إلغاء حجوزات لسياح أجانب كانوا ينوون زيارة منطقة " إمليل" .
"أنفاس بريس" التقت بمحمد أحداف، الخبير في السياسات الجنائية وأجرت معه الحوار التالي :
+كخبير في السياسات الجنائية، كيف تلقيت حادث ذبح سائحتين أجنبيتين بإقليم الحوز، وما هي آثار ذلك داخليا وخارجيا ؟
++أولا، جريمة ذبح سائحتين أجنبيتين بإقليم الحوز تبدو كغيرها من جرائم القتل التي تطال الأصول والفروع والجيران وعامة الناس، والتي تحال على غرف الجنايات نتيجة لانتشار حبوب الهلوسة والمخدرات، وطيش فئة واسعة من الشباب وانجرارهم نحو البحث عن كسب المال بالطرق السهلة، ولكن؛ إذا نظرنا إلى هذه الواقعة من زاوية مغايرة سوف يتضح أنها من بين الجرائم التي يمكن القول أنها تستهدف بطريقة غير مقصودة الاقتصاد الوطني وسمعة المملكة، وتخرب كل الجهود التي تبذل دبلوماسيا وبطرق موازية لإشاعة فكرة كون المغرب دولة آمنة ومستقرة، ويسودها القانون. جنسية الضحيتين( نرويجية ودانماركية) وطريقة ارتكاب الجريمة، أي فصل الرؤوس عن الجثث بطريقة بشعة تحيل على ثقافة الجماعات الإرهابية مثل " داعش " وغيرها، وهذا ما نتتظره وسائل الإعلام الغربية بكثير من التشويق، لإتمام المهام " القذرة " التي تستهدف سمعة بلادنا.
+الجريمة وقعت غير بعيد عن مراكش، ونحن نعلم أن هذه المدينة تحولت إلى وجهة سياحية عالمية، فما هي تداعيات ذلك ؟
++أعتقد أن المسار الذي سلكته السائحتان العاشقتان لتسلق الجبال هو جبل توبقال، بما يعرفه من إنزال سياحي باعتباره مقصد الباحثين عن متعة تسلق الجبال، ينبغي أن يؤمن تأمينا شاملا بمروحيات الدرك، والقوات المسلحة وغيرها، تفاديا لوقائع حوادث من هذا النوع.
+و مارأيك بخصوص التعاطي الإعلامي الغربي مع هذه الجريمة، والذي لم يخلو من نوع من التحامل ؟
++أولى الأصداء التي وصلتني من وسائل الإعلام الدانماركية والنرويجية أسطر على العنوان الآتي : " والدة إحدى الضحيتين نصحتها بعدم التوجه إلى المغرب لأنه بلد الفوضى " كما كتبت العديد من المنابر الإعلامية على أن السائحتين أخطئتا الوجهة تماما لأن المغرب يعتبر مرتع لقطاع الطرق ومرتكبي الجرائم الفارين من العدالة، ويصور المغرب على أن جباله وهضابه وقراه شبيهة ما يجري في باكستان وأفغانستان والهند ومصر، كما لو أننا نعيش سنوات العصور الوسطى..
+هذا يكشف جهل واضح لوسائل الإعلام في الدول الإسكندنافية للوضع في المغرب ؟
++إنهم لا يفهمون كيف أن سائحتين قررتا بناء خيمة من أجل الاستمتاع بالتخييم في هضبة في طريقهم إلى جبل توبقال وأن يقتلا بتلك الطريقة الوحشية، وأعتقد أن مثل هذه الجرائم تقوض تماما الجهود المبذولة لبناء قطاع سياحي يمتاز بنوع من الجاذبية والإغراء للسياح الأجانب، ولا سيما من البلدان الغربية، لأن السياح يهمهم بالأساس البحث عن الآمان قبل البحث عن الخدمات، وأكيد أن هذه الجريمة ستكون لها تداعيات خطيرة على القطاع السياحي.
+هذا يطرح نوع من التحدي على الأجهزة الأمنية من أجل الكشف عن نتائج التحقيق مع مرتكبي هذه الجريمة البشعة ومعاقبة الجناة ؟
++في ما يتعلق بالأبحاث، يمكن ملاحظة أن مسؤولين أمنيين كبار حلوا بعين المكان وضمنهم عامل إقليم الحوز، وقائد الدرك والوكيل العام للملك وقضاة النيابة العامة، إضافة إلى سفيري دولتي الدانمارك والنرويج اللذان حلا بعين المكان لتتبع مجريات التحقيق، علاوة على التصريحات التي قدمتها عائلتي الضحيتين ببلدهما، لكن ما يؤسف له هو التهافت الإعلامي الغربي لتسويق صورة كون المغرب وجهة سياحية غير آمنة، بل الأنكى من ذلك تصور بعض التقارير الإعلامية المغرب وكأنه دولة تنعدم فيها السيادة كما يجب أن تمارس وعنوانها الأبرز التطبيق الصارم للقانون، وهذا يجرنا للحديث عن العقوبات الجنائية، وضرورة إعادة النظر في المنظومة الجنائية بما يجعلها رادعة أكثر لمثل هذه الجرائم، وأنا شخصيا من دعاة الحكم بالإعدام على مثل هؤلاء، وآمل أن ينفذ فيهم حكم الإعدام مادام لا يوجد نص قانوني يمنع ذلك في المغرب، بالنظر لفداحة الخسائر السياسية والاقتصادية، والأمنية التي سوقها هؤلاء الطائشون عن المملكة المغربية.