الخميس 28 مارس 2024
سياسة

السلماني لخديجة الرياضي بخصوص قضية حامي الدين: هدفنا هو الانتصار لمبادئ العدالة والكشف عن الحقيقة 

السلماني لخديجة الرياضي بخصوص قضية حامي الدين: هدفنا هو الانتصار لمبادئ العدالة والكشف عن الحقيقة  خديجة الرياضي تتوسط عبد الغني السلماني (يمينا) وعبد العالي حامي الدين

في سياق النقاش الدائر حول قرار قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس، القاضي بمتابعة القيادي في البيجيدي عبد العالي حامي الدين، بتهمة المساهمة في جريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد التي راح ضحيتها الطالب أيت الجيد محمد بن عيسى، وما صاحب هذا القرار من ردود فعل، نقدم لقراء "أنفاس بريس"، الرسالة التي وجهها الكاتب والناقد السلماني عبد الغني لخديجة الرياضي: 

"سيدتي المحترمة خديجة الرياضي، لن أتجرأ على ماضيك النضالي ولا مواقفك المتميزة في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان من أجل كل الناس وليس لبعض الناس؟ استقبلت تصريحك في أحد المواقع الإلكترونية باستغراب كبير، تصريحك لفائدة حامي الدين المتهم في ملف اغتيال الشهيد آيت الجيد محمد بنعيسى. أحاورك وأنت تتحدثين  بوثوقية زائدة أنك متأكدة بأن قرار المتابعة مسيس دون الحديث عن الشهيد وأهمية معرفة حقيقة اغتياله.

ما صرحت به الأستاذة خديجة الرياضي حول متابعة حامي الدين في ملف القتل العمد للشهيد آيت الجيد محمد بنعيسى. أذكرك سيدتي ببلاغ للمكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان حول اغتيال المناضل أيت الجيد محمد بنعيسى: "علمنا بحزن شديد نبأ وفاة الطالب آيت الجيد محمد يوم الاثنين 1 مارس 1993 صباحا، وقد جاء ذلك على اثر الاعتداء الذي تعرض له يوم الخميس 25 فبراير الأخير هو وأحد رفاقه الطلاب بعد مغادرتهما للحي الجامعي على متن سيارة أجرة صغيرة التي تم توقيفها بالقوة من طرف مجموعة من الأشخاص الملتحين الذين قاموا بإنزالهما بالعنف من السيارة وانهالوا عليهما بالضرب مستعملين في ذلك الهراوات، وغيرها من الأساليب العنيفة التي أدت الى تكسير رؤوسهما والإغماء عليهما ونقلهما في حالة خطيرة إلى المستشفي، وحسب المعلومات فإن الفقيد كان طالبا بالسنة الرابعة بكلية الآداب بفاس وعضوا في اللجنة الانتقالية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب وممتل سياسي سابقا وعضو في فرع “فاس للجمعية المغربية لحقوق الانسان. إن هذا الاغتيال الشنيع الذي يجب الكشف عن مديريه يذكرنا بالاغتيال الذي تعرض له الطالب بوملي المعطي بجامعة وجدة سنة 1991". (جزء من بيان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان).

 وعليه؛ ودرءاً لكل سوء فهم بسيط أو مركب ، لابد أن نحلل وأن نناقش الموضوع بالهدوء اللازم، لا أريد أن أصدر إدانة أو أستبق حكما أو أدين بريئا أو متهما، ولا أقصد التطاول على ماضيك وحاضرك النضالي في الدفاع عن الحقوق والحريات، كل ما أود أن أساهم به، في حدود ما ظهر لحد الآن، هو محاولة الانتصار للمبادئ العدالة والكشف عن الحقيقة.

أحاول أن أفهم ما الذي يجعلكِ أنتِ وبعض الحقوقيين تتسرعون وتهربون النقاش القانوني، وتكيلون الاتهام هنا وهناك من أجل تشتيت التركيز، وخاصة أن أصدقاء ورفاق الشهيد بنعيسى ومجايليه وخريجي مدرسته يريدون معرفة الحقيقة كل الحقيقة، بالمطالبة بمحاكمة عادلة للمتهمين في هذا الاغتيال البشع؟؟؟

من المفروض الأستاذة خديجة الرياضي كحقوقية، وهذا ليس من باب النصح، بل من باب البحث عن الحقيقة، أن تأخذي ملف آيت الجيد وتبحثي في ثناياه لعلك تجدي العديد من الأسئلة الواجب طرحها وهي كالتالي :

- من نفذ الجريمة إذن بيان الجمعية واضح؟ هذا السؤال يجب على الجسم الحقوقي قاطبة طرحه والبحث عن الجواب؟

- من الذي أصدر الأوامر بالقتل والتصفية؟ هناك مسؤولية معنوية واضحة ومباشرة لتيار الإسلام السياسي الذي كان ينظم الغزوات في الجامعة؟

- من تستر على المجرمين وضمن لهم الحصانة والرعاية كل هذا الزمن؟

- والسؤال الأخير الذي يجب أن تبحثي عن جواب كحقوقية، كيف تم تهريب الجثة إلى مسقط رأس الشهيد، ودفنه ليلا ولم يتم التعرف على القبر إلا بعد 13سنة من الاستشهاد؟

البحث عن الحقيقة يتطلب الجرأة والشجاعة وليس الاصطفاف من أجل مواقف سياسية تحت الطلب.

مجرد أسئلة أتمنى من الأستاذة خديجة الرياضي أن تنخرط في الجواب عليها قدر المستطاع، شريطة توفر النية الحقوقية والقانونية من أجل معرفة الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.

على خديجة الرياضي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن تبحثا عن سبب الاغتيال الشنيع الذي يجب الكشف عن مديريه وفاعليه، على الجمعية أن تحدد هدفها في كشف الحقيقة، وليس الانتصار لمنطق "محاربة الدولة" والتطاول على القضاء، ولو كان الأمر على حساب دم شهيد كان مناضلا ينتمي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وعضو لجنة الجامعة الانتقالية ومسؤول سياسي لفصيل قدم الكثير للحركة الطلابية .

أستسمحك سيدتي لأسئلتي المُحرجة والآنية، والتي أريد فقط معرفة الحقيقة، لأن روح الشهيد تُلزمُنا جميعا كمواطنين ورفاق وأصدقاء وعائلة الشهيد.

محبتي وتقديري لكِ سيدتي".