الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

الزيغم : حضور الوفد الصحراوي المغربي بمائدة جنيف يفند مزاعم البوليساريو بتمثيل الصحراويين

الزيغم : حضور الوفد الصحراوي المغربي بمائدة جنيف يفند مزاعم البوليساريو بتمثيل الصحراويين بيات الزيغم
انطلقت أمس، وكما كان متوقعا في جنيف، الطاولة المستديرة المخصصة للصحراء المغربية وتحت إشراف الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كولر قصد استئناف مسار التسوية المتوقف مند سنوات للتوصل إلى حل سياسي نهائي وواقعي، يقوم على أساس التوافق في إشارة واضحة إلى تجاوز المقاربات الكلاسيكية التي أعلنت الأمم المتحدة استحالة تنفيذها على أرض الواقع.
ومن حيث المبدأ، فإن هذه الخطوة تترجم وبكل صدق رغبة الأمم المتحدة مدعومة من طرف مجلس الأمن الدولي دفع كل الأطراف إلى الانخراط وبحسن نية في حوار جاد يفضي إلى اختراق يروم التوصل إلى تسوية..غير أن تحقيق هذا الهدف يتوقف بدرجة أساسية على ما تبديه الجزائر من استعداد للتفاعل والتعاطي مع المنطلقات المرجعية لطبيعة وشكل الحل المنشود والذي تؤطره كل قرارات مجلس الأمن الصادرة مند 2007 إلى القرار الأخير 24/40 لسنة 2018 .
وحتى أكون موضوعيا في تقييمي لفرص نجاح هذه الطاولة المستديرة، فقد يكون أهم ما تحقق إلى الآن هو دفع الجزائر لتسليم بمركزية دورها في إيجاد حل لهذا الخلاف الذي يكلف استمراره فاتورة باهظة لجميع شعوب المنطقة المغاربية، بل يتجاوز ذلك إلى كل منطقة الساحل والصحراء. كما يمثل الحضور القوي والوازن لشخصيات صحراوية ضمن تركيبة الوفد المغربي تفنيدا واضحا لمزاعم البوليساريو تمثيل الصحراويين.
وإذا كانت جلسة الأربعاء تميزت بقدر من الهدوء وصف بالايجابي فإن ذلك يعود إلى الاكتفاء بمناقشة مواضيع عامة وشكلية وعدم الغوص في الجوهر ،وهو الموضوع الأهم لاختبار النوايا الحقيقية لكل من الجزائر و البوليساريو ومدى قابليتهما للانصياع للمطالب المتكررة التي أعرب عنها مجلس الأمن الدولي والتي تحدد الملامح العامة لما يجب أن يكون عليه الحل .
غير أن اللافت هنا هو تنويه مجلس الأمن في قراره 24/40 بمبادرة الحكم الذاتي ووصفها بالجدية والواقعية دون ذكر غيرها من المقترحات وهو ما ينظر إليه على انه توجيه صريح لأطراف النزاع لتبني المبادرة كقاعدة للمفاوضات والحل.غير أن التصريحات التي صدرت على الهامش، من ببعض الوفود المشاركة في الطاولة المستديرة لا توحي بأن أجواء الانفراج هاته ستطول وقد تؤسس لبناء جو من الثقة للدفع بمسيرة الحوار نحو الأمام، بل عادت كل من الجزائر و البوليساريو إلى تكرار نفس المواقف المتصلبة والمتجاوزة التي لم تعد تنسجم مع متطلبات العملية السلمية .
وبخلاصة، سيظل دور الأمم المتحدة المسهل لتحقيق تقدم ملموس في مسار التسوية مطلوب، ولكنه رهين بنوعية المقاربة التي يتبناها المبعوث الشخصي للأمم المتحدة السيد كولر لتدبير الحوار وما اعتمده من محددات لتجنب العراقيل والمعيقات التي أدت إلى فشل جولات المفاوضات السابقة بمنهاست الولايات المتحدة الأمريكية.
-بيات الزيغم ،الممثل السابق للبوليزاريو بمنطقة البنلكس