الاثنين 25 نوفمبر 2024
جالية

منتدى مراكش حول الهجرة يؤسس لميثاق عالمي لتقوية مساهمة المهاجرين في التنمية المستدامة

منتدى مراكش حول الهجرة يؤسس لميثاق عالمي لتقوية مساهمة المهاجرين في التنمية المستدامة
ستحتضن مدينة مراكش القمة 11 لأشغال المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية، من 5 إلى 7 دجنبر 2018، حيث سيتولى المغرب وألمانيا رئاسته المشتركة. ويعد هذا المنتدى العالمي حول الهجرة أول مؤتمر أممي يعالج قضية الهجرة، وينعقد في وقت حاسـم تحتـل فيه الهجـرة مكانـة بـارزة في الأجنـدة السياسـية الدوليـة، خاصة بعد إعـلان نيويـورك الصـادر في شتنبر 2016، وفي ظل الاسـتعدادات المتعلقة بوضع ميثاق عالمي للهجـرة وميثـاق عالمي حـول اللاجئيـن.
ففي أبريل 2017، بدأ العمل من أجل بلورة "الميثاق العالمي من أجل هجرات آمنة ومنظمة ومنتظمة"، إذ سيشكل أول اتفاق تم إعداده من قبل الأمم المتحدة وتم التفاوض حوله بين الحكومات ليشمل سائر أبعاد الهجرة الدولية وفق مقاربة شمولية وتوافقية.
ويعتبر هذا الميثاق فرصة رمزية لتعزيز الحكامة في مجال الهجرة ومجابهة التحديات المرتبطة بها لتقوية مساهمة الهجرة والمهاجرين في التنمية المستدامة.
ويروم الميثاق العالمي، الذي تمت بلورته وفقا بعض أهداف من "أجندة 2030 للتنمية المستدامة" التي التزمت من خلالها الدول الأعضاء بأعمال التعاون الدولي لتحقيق هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة والتعاطي مع جميع الأوجه، الإنسانية منها والتنموية، للهجرة الدولية وكذا المرتبطة منها بحقوق الإنسان. كما أن الميثاق الذي سيتم اعتماده سيكون أول وثيقة أممية تتطرق لموضوع الهجرة في شموليته.
إن المواقـف حول الهجـرة في تطـور مستمر، لكـنها تتسم بوجود اختلافــات كبـيـرة، حسب العديد من المراقبين، إذ من جهة، أصبحــت الهجــرة مسـألة أكثــر حساســية في البلــدان التــي تواجــه مشاكل حـادة فيما يخص الاندماج أو سـوق الشغل؛ في الوقـت الـذي يفقـد فيـه العديـد مـن المهاجريـن حياتهـم في البحـر وفي الصحـراء، بينمـا يسـتمر الفقـر المدقـع وعـدم المساواة بين الجنسـين والكـوارث الطبيعيـة في دفـع الأشخاص إلى النـزوح والهجـرة. مـن جهة أخـرى، نلاحظ اعترافا متزايدا بالآثار الإيجابيـة للهجـرة -عندمـا تتـم إدارتهـا بشـكل جيـد-.
ويرى المتتبعون لهذا الحدث العالمي، أن العديـد مـن الحكومـات في جميـع أنحـاء العالم قد أولت اهتمامـا كبـيرا لتحقيـق أقـصى ما يمكن مـن إيجابيات الهجرة عبر العديد مـن الـشراكات الدوليـة لضـمان هجـرة مفيـدة للجميـع. وتمثل الرئاسـة المشـتركة للمنتـدى العالمـي حـول الهجـرة والتنميـة بين ألمانيـا والمغـرب مثـالا حديثا لهذه المقاربة الإيجابية.
إذ تعتـبر الرئاسـة المشـتركة لألمانيـا والمغـرب مبـادرة فريـدة لثلاثة أسـباب: أولاً، فطبيعة الرئاسة المشتركة تضع شركاء الشمال والجنوب على قدم المساواة في تدبير النقاشات حول الانشغالات المشتركة المتعلقة بالهجرة. ثانياً، وللمرة الأولى، قامت هاتان الحكومتان بوضع أهداف واضحة ومركزة للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية على مدى عامين (وهي الفترة التي تتزامن مع إعداد الميثاق العالمي للهجرة والتنفيذ السريع للجوانب المتعلقة بالهجرة في أهداف التنمية المستدامة). ثالثاً، أعطت الحكومتان في السنوات الأخيرة المثال من خلال تطبيق سياسات استشرافية للهجرة على مستوى بلديهما.
وعلى أساس النقاشات العالمية الحالية والحوارات الموضوعاتية، فإن الرئاسة المشتركة قد حددت مجموعة من الأولويات أبرزها: التركيز على الروابط القائمة بين المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية، الميثاق العالمي للهجرة وأجندة 2030. وقد تم التأكيد على ذلك في الوثيقة "الموجز الموضوعاتي 2007 - 2017" التي قدمها المنتدى خلال أطوار إعداد الميثاق العالمي للهجرة، والتي سيتم التأكيد على أهميتها خلال مناقشات الموائد المستديرة لسنة 2018. وكذلك العمل على تحليل ودراسة مساهمة المنتدى في الحوار العالمي ووضع سياسات في مجال الهجرة والتنمية. ويقترح إجراء جرد للنجاحات والتحديات التي عرفها المنتدى خلال العشر سنوات الأخيرة فيما يخص الهجرة والتنمية وذلك بتعبئة فريق من الخبراء.
المنتدى العالمي 11 للهجرة والتنمية بمراكش، سيكون مناسبة لدفع دول العالم إلى الوفاء بالالتزامات الدولية لتحرير جميع المهاجرين لأجل التنمية، إلا أن اعتماد الميثاق العالمي للهجرة ليس سوى الخطوة الأولى بحيث ستكون 2019 سنة حاسمًة بالنسبة للحكومات وجميع الجهات الفاعلة على المستويات المحلية والوطنية والدولية للشروع في تنفيذ "العقد الاجتماعي العالمي". لقد تم الاعتراف رسمياً في المسودة الصفر للميثاق العالمي بالدور الذي لعبه المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية في الماضي كفضاء للتبادل مكن من "التمهيد لإعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين" وإعداد ميثاق عالمي للاجئين واعتماد هذا الميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة ونظامية ومنتظمة". وقد أقرت المسودة صفر للميثاق العالمي أيضًا بالدور الذي يمكن أن يلعبه المنتدى العالمي في المستقبل في إطار تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة.
ستتمحور النقاشات خلال هذه التظاهرة الدولية حول الهجرة، من خلال ثلاثة مواضيع رئيسية التي ستدرج تلقائيا الأسئلة المرتبطة بحقوق الإنسان ومقاربة النوع والمقاربات الحكومية مع ضمان المشاركة المجتمعية ككل من خلال 6 موائد مستديرة: تتموحور حول ثلاثة مواضيع رئيسية: أولا موضوع من الهشاشة إلى القدرة على التكيّف: الاعتراف بدور المهاجرين نساء ورجالا كفاعلين في التنمية، وثانيا موضوع تشجيع التنقل الإقليمي لتعزيز نقل الخبرات وتناسق السياسات، أما الموضوع الثالث فسينكب على دراسة وتحليل وضع حكامة جيدة للهجرة من أجل تنمية مستدامة.