الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

صرخة وانتفاضة المجتمع المدني بجماعة سيدي شيكر ضد الإهمال والتهميش ورداءة التعليم

صرخة وانتفاضة المجتمع المدني بجماعة سيدي شيكر ضد الإهمال والتهميش ورداءة التعليم مدرسة سيدي شيكر التي طالها الاهمال ، ومسجد رباط شاكر قبل ترميمه

هل ينسى القائمون على تدبير الشأن المحلي بإقليم اليوسفية أن ملك البلاد كان قد وضع برنامجا تأهيليا وعلميا وبيئيا ومعماريا لرد الاعتبار لرباط شاكر كمعلمة تاريخية يشهد لها بالعلم والمعرفة والتصوف على المستوى العربي والإسلامي والإفريقي؟ السؤال يجيب عليه قلق واستياء مجلس جمعيات المجتمع المدني رفقة ساكنة جماعة سيدي شيكر التي تتخبط في أزمة مؤسسات لا تتجاوب مع أبسط حقوقها التي كرسها دستور 2011، والبداية ستتناول فيها جريدة " أنفاس بريس" ملف التعليم كنموذج.

ـ " رباط شاكر " محجا لطلب العلم والمعرفة والخلوة الصوفية.

كلما ذكرتجماعة سيدي شيكر المتواجدةبالتراب الإقليمي لعمالة اليوسفية بجهة مراكش ـأسفي،إلا واستحضر في سياق الحديث عنهامسجدها الأعظم والعريق المعروف تاريخيابرباط شاكرالذي شيد في القرن الرابع الهجري من طرف العالم الفقيه شاكر عبد الله الأزدي، حيث يعد من أقدم الآثار الإسلامية في شمال إفريقيا.بل أن ساكنة قبيلة احمر تعتبره في إطار تمثلاتها الشعبية وتصفه ب ( حج المسكين ). ومن هذا المنطلق يمكن أن نؤكد بأن مسجد رباط شاكر بمنطقة سيدي سيكر يعتبر رابطا دينيا وثقافيا وإشعاعيا ومحجا تواصليا لطلب العلم والمعرفة، وجب تثمين محيطه الاجتماعي.

ـ " رباط شاكر"، من معلمة العلم والمعرفة والتنوير إلى بؤرة التخلف والتهميش؟

في الوقت الذي كان لزاما على الجماعة الترابية أن تترجم مفهوم التدبير العقلاني والرؤية التنموية على واقع ساكنة أرض سيدي شيكر،وخاصة على مستوى قطاع التعليم وإيلاء اهتمام بالبنية الاستقبالية للمؤسسات التعليمية والمسالك الطرقية الرابطة بينها وبين دواوير التلاميذ والتلميذات التابعين لنفوذ مجلسها الجماعي.نجد أن الجماعة الترابية، حسب تصريح عضو مجلس المجتمع المدني محمد المدنيلجريدة " أنفاس بريس"، ( نجد الجماعة) تتواطأ مع واقع التهميش، ويصيب رئيسها ومن يدور في فلكه الخرس إزاء تحويل مركزية سيدي شيكر إلى مجرد فرعية تابعة لمجموعة مدارس القنطرة، بعدما كانت وحدة وبنية استقباليةتجاور مركز الجماعة وتؤدي أدوارها التعليمية والتربوية لروافد 14 دوارا.

وبقدرة قادر تم تهريب لباس المركزية إلى مؤسسة أخرى بعيدة من مركز سيدي شيكر بحوالي 4 كلم، لتحقيق نزوة أحد رجال التعليم من خلال تقريب المؤسسة لشخصه على اعتبار أنه يعزز صفوف مجلس جماعة سيدي شيكر تحت يافطة حزب العدالة والتنمية. الأغرب من ذلك تقول الوثائق والشكايات التي توصلت بها الجريدة، أنه في ظل " هذه التغيرات الكثيرة، عانت المؤسسة من التهميش والإهمال ولم يطلها أي إصلاح، حيث تحولت حجراتها الدراسية ذات البناء المفكك لقنبلة موقوتة، تشكل خطرا على التلاميذ والتلميذات (نوافذ مكسرة / جدران مشققة/ أسقف آيلة للسقوط على رؤوس الأطفال...)".

المطلب والبديل الملح اليوم الذي تترافع عليه الساكنة بمعية مجلس المجتمع المدني بجماعة سيدي شيكر والذي تقدموا به عبر عدة مراسلات لكل الجهات المعنية محليا وإقليميا وجهويا يتعلق بضرورة " فتح أبواب المؤسسة الجديدة التي تم الانتهاء من مشروع بنائها كمؤسسة جمعاتية، واطلاق اسم مؤسسة أنوال عليها، كما كانت تحمله مدرسة سيدي شيكر سابقا".

ومن جهة ثانية فقد استغربت أصوات جمعوية من مجلس المجتمع المدني للحساسية المفرطة التي أصابت مجلس جماعة سيدي شيكر اتجاه التربية والتعليم والمدرسة العمومية، حيث قالت بأن المجلس الجماعي" يرفض حتى إدراج ومناقشة نقطة في جدول أعمال دورة أكتوبر 2018 تتعلق بدعم التعليم الأولي،ويظهر عدم التجاوب مع مطلب الشراكة الذي تقدمت به جمعية البر للتعليم الأولي والتنمية الثقافية والاجتماعية ، للعمل على واجهة مشاريع التربية والتعليم وإشاعة المعرفة ".

ـ شكايات مجلس جمعيات المجتمع المدني على طاولت هذه المؤسسات.

وعبر بعض المواطنون عن قلقهم ممامن "سلوك المجلس الجماعي الذي لا يترافع عن قضايا التعليم والمدرسة العمومية بمجال منطقة سيدي شيكر، مما ينعكس سلبا على واقع الأسرة و التلاميذ والتلميذات، ويساهم في صناعة الياس والمعاناة مع كل الحاجيات الاساسية لمحاربة ظاهرة العزوف المدرسي. وأكد بلاغ لمجلس جمعيات المجتمع المدني أنه علاقة بالسياق العامالذي يعرفه قطاع التعليم " وبعد مجموعة من الشكايات الكتابيةوالشفوية التي تقدم بها آباء وأولياء تلاميذ المؤسسة الابتدائية بمركز سيدي شيكر التي كانت مركزية سابقا وأصبحت فرعية حاليا تابعة للمجموعة مدارس القنطرة دون مبرر، ( الشكايات) الموجهة للمسؤولين المحليين بنفس الجماعة قصد لفت انتباههم للوضعية الحرجة التي تعيشها المؤسسة التعليمية المذكورة" ظلت الوضعية كما هي دون أن تتحرك الجهات المعنية بملف التعليم بسيدي شيكر، بل أنه تم التعامل " مع الشكايات بمنهج اللامبالاة والتجاهل مما زاد الوضع تأزما في الموسم الحالي نتيجة تهالكالبنيات التحتية والاستقبالية وتآكلها "

وفي هذا السياق فقد تم إرسال عرائض احتجاجية في الموضوع مرفقة بتوقيعات آباء وأولياء التلاميذ وجهة إلى المؤسسات المعنية منها: مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة أسفي مراكش/ المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية باليوسفية / عامل عمالة إقليم اليوسفية تحت إشراف قائد قيادة سيدي شيكر".شكايات مجلس جمعيات المجتمع المجني، تتحدث بإسهاب عن أزمة تعليم حقيقية بمنطقة سيدي شيكر، وتستشهد بالموسم الدراسي الحالي الذي وصفته بالكارثي، فضلا عن غياب شروط التمدرس وطالبت بإلحاح ب "إيجاد حلول آنية للوضع القائم، وضمان ظروف سليمة وبسيطة لتعلم فلذات أكبادنا في زمن لامجال فيه للأمية" وتستغرب الشكايات أنه"قد تم الانتهاء منتشيد مدرسة جديدة حاليا ومؤهلة لاستقبال التلاميذ لكن مغلقة مند إحداثها سنة 2011 بدون مبرر واقعي".