الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

هكذا أفشل الزاير مخطط الإطاحة به الذي قاده علال بلعربي في مؤتمر "كدش" السادس

هكذا أفشل الزاير مخطط الإطاحة به الذي قاده علال بلعربي في مؤتمر "كدش" السادس عبد القادر الزاير (في الوسط)

ليلة عاصفة عاشها المؤتمر السادس للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، المنعقد ببوزنيقة ايّام 23-24-25 نونبر 2018، أطاحت برؤوس كثيرة، كما أظهرت هشاشة بعض التنظيمات السياسية اليسارية التي كانت تدفع بالإطاحة بعبد القادر الزاير، من خلال تهريب انتخاب الكاتب العام من أشغال المؤتمر، إلى أشغال المجلس الوطني الجديد المنتخب من الاتحادات الجهوية.

فالخبر الذي تداوله العديد من الكونفدراليين، صباح يوم الأحد 25 نونبر 2018، حول انتخاب المؤتمر السادس لعبد القادر الزاير ككاتب عام للكونفدرالية خلفا لنوبير الأموي، بقدر ما كان عاديا ومتوقعا، بقدر ما كان يخفي تفاصيل كثيرة عاشها المؤتمرون ليلة السبت/ صبيحة الأحد، إلى درجت كادت أن تنسف المؤتمر وتدخله في متاهة الحسابات والتجاذبات والأقطاب.

إذ أكدت مصادر "أنفاس بريس"، من داخل المؤتمر، أن الكونفدرالية عاشت محطة تاريخية غير مسبوقة، خاصة بعد قيام بعض المؤتمرين المحسوبين على الطليعة والنهج وأحزاب فدرالية اليسار، بالضغط من أجل عدم انتخاب الكاتب العام داخل أشغال المؤتمر، وتأجيل العملية لأشغال المجلس الوطني، وهو الاتجاه الذي كان قد اتفق عليه بعض أعضاء المكتب التنفيذي بقيادة علال بلعربي مع قيادات بعض الأحزاب اليسارية، إذ طالبوا برفع الجلسة العامة للمؤتمر لمساء يوم السبت إلى صباح الأحد.

قرار تيار بلعربي، إذا صح التعبير، لم يجد آذانا صاغية داخل شريحة واسعة من المؤتمرين، لاسيما المتشبثين بانتخاب الزير كاتبا عاما -تقول مصادر "أنفاس بريس"- رغم أن بعض أعضاء رئاسة المؤتمر ذهبوا في نفس الاتجاه وطالبوا المؤتمرين برفع الجلسة، ليدخل المؤتمر في أزمة تنظيمية خاصة بعد الشرخ الذي أصاب رئاسة المؤتمر ما بين مدافع عن طرح تيار بلعربي، وما بين متشبث بقرار غالبية المؤتمرين الداعي لانتخاب الكاتب العام داخل المؤتمر.

الأزمة التنظيمية التي عاشتها الجلسة العامة للمؤتمر الكونفدرالي، لم تنفرج إلا بتدخل عبد القادر الزاير، بعد منتصف الليل، الذي أعلن استئناف المؤتمر لأشغاله وتنفيذ جميع القرارات وانتخاب الكاتب العام داخل المؤتمر. قرار الزاير قوبل بالتصفيق والشعارات المؤيدة له، الأمر الذي لم يستسغه بعض أعضاء المكتب التنفيذي السابق في مقدمتهم علال بلعربي، وقيلش، حيث طالب بلعربي بكلمة توجيهية، إلا أن المؤتمرين رفضوا ذلك.. وبصعوبة كبيرة قال كلمته، حيث أعلن أمام المؤتمر أنه تم الاتفاق بين أعضاء المكتب التنفيذي السابق، وبعض المكونات السياسية اليسارية على وجه الخصوص، على أن يتم انتخاب الكاتب العام من طرف المجلس الوطني، وقال إنه لم يكن هناك خلاف على ترشيح الزاير كاتبا عاما، والمؤتمر سيد نفسه.

بعد كلمة بلعربي التوجيهية، -تقول مصادرنا- تشبث المؤتمرون بقرار انتخاب الكاتب العام داخل المؤتمر، ليتأكد بالملموس قوة تيار عبد القادر الزاير، الذي نجح في بعثرة أوراق تيار بلعربي؛ هذا الأخير أعلن انسحابه من أشغال المؤتمر السادس للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وهو ما يعني تجريده حسب المراقبين، من جميع المسؤوليات النقابية لا على المستوى الوطني أو على المستوى المركزي، على اعتبار أن قرار الانسحاب اتخذ داخل المؤتمر ولا يمكن التراجع عنه إلا داخل المؤتمر.

قرار الانسحاب شمل كذلك عبد اللطيف قيلش، عضو المكتب التنفيذي السابق، والذي أعلن أنه لا يقبل انتخاب الكاتب العام من داخل المؤتمر؛ ومبارك متوكل، عن حزب الطليعة، الذي أعلن انسحابه من الجلسة العامة ومن رئاسة المؤتمر دون أن يوضح هل انسحب من المؤتمر أو فقط من الجلسة.. نفس قرار الانسحاب اتخذه عبد المجيد، ممثل النهج الديمقراطي، عضو رئاسة المؤتمر، وعضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم، وأعلن في الجلسة العامة أنه لن يقبل بانتخاب الزاير داخل المؤتمر.

بعد تسونامي الانسحابات، استأنف المؤتمر أشغاله، بحضور أعضاء من رئاسة المؤتمر، وهم: ثوريا الحرش، الهوير العلمي، وصفية عضو النقابة الوطنية للتعليم، وتمت المصادقة على أشغال اللجان، وعلى البيان الختامي، ليتم بعد ذلك الانتقال لمحطة انتخاب الكاتب العام، حيث ترشح البارودي والزاير، ليحصل الأول على 16 صوتا، في حين اكتسح الزاير أغلبية الأصوات ليجلس على عرش الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.

وكشفت مصادر "أنفاس بريس"، أن الكاتب العام المنتخب عبد القادر الزاير، سيحدد تاريخ استدعاء المجلس الوطني للانعقاد لانتخاب المكتب التنفيذي.