السبت 11 مايو 2024
مجتمع

تصنف من أبشع الغيتوهات: حين تنعدم الرحمة في مدينة الرحمة !!

تصنف من أبشع الغيتوهات: حين تنعدم الرحمة في مدينة الرحمة !! طرق منعدمة وأسواق قرب متوقفة بمدينة الرحمة
إذا أسقطنا السالمية ، نكاد نجزم أن أبشع مشروع عمراني وتعميري بولاية البيضاء يبقى هو مدينة الرحمة، وهي "المدينة" ، التي لا تحمل من الاسم أي مقومات التمدن والعيش الحضري في حده الأدنى.
لن أتوقف عند فشل السلطات في اعتماد السكن المختلط mixite sociale بين مختلف الفئات الاجتماعية لضمان الانصهار وتلحيم مكونات المجتمع مع بعضها البعض، فهذا توجه سطرته السلطة العمومية في معظم مشاريع السكن الاجتماعي على امتداد التراب الوطني بشكل سيفرز في المنظور القريب "غيتوهات " مولدة لكل الأحقاد الاجتماعية، وبالتالي الحاضنة لكل التوترات المجتمعية بعد سنوات قليلة. سأتوقف في حالة"مدينة" الرحمة عند الخيانة التي ارتكبتها السلطات في حق المواطنين الذين رحلوا إلى هذه"المدينة" أو اضطروا إلى اقتناء سكن بالمجمعات السكنية العديدة المنتشرة بتراب الرحمة. ذلك أن الدولة(ككيان ضامن للحقوق وللمصلحة العامة) وبعد أن انتبهت إلى أنها بالغت كثيرا في منح امتيازات رهيبة لشركات الإنعاش العقاري لإنجاز السكن بدون مرافق او طرق أو ساحات عامة أو أسواق أو حدائق إلخ، قررت خلق "صندوق" لدعم إنجاز الشوارع الرابطة بين المجمعات والأحياء السكنية بالرحمة عبر اقتطاعات يؤديها كل منعش عن مجموع الوحدات السكنية التي استفاد فيها من رخصة الاستثناء derogation.
مرت الآن أربع سنوات تقريبا عن إحداث هذا الصندوق، دون أن تنجز الطرق والشوارع ب"مدينة" الرحمة (التابعة ترابيا لإقليم النواصر)، وهو ما يقود إلى إحدى الفرضيتين: إما أن المنعشين ساهموا بالمال نظير الظفر بالرخص لكن الجماعة والعمالة والولاية وشركة إدماج بددوا المال في وجهات مجهولة، وإما أن السلطات - في شخص الوكالة الحضرية للبيضاء والجماعة والعمالة والولاية- منحوا للمنعشين "كارت بلانش" لإنجاز المشاريع الضخمة دون إجبارهم على ضخ المستحقات في خزينة صندوق الطرق لترميم مفاصل "مدينة" الرحمة.
وفي كلتا الحالتين، هناك ضرر بليغ لحق سكان الرحمة وزوارها، لأن المواطنين سكنوا (أو على الأصح، أجبروا على السكن) في "مدينة" لا تتوفر حتى على شوارع كبرى تربط بين مكونات الأحياء والإقامات السكنية.
هل نحتاج لإعطاء مثال الطريق الرابطة بين حي العرصة وودادية دالاس قرب دوار لبكيريين؟أم نستشهد بغياب شريان طرقي يربط بين حي الفتح ومشروع أليانس في اتجاه دوار سي أحمد؟ أم نتطرق لغياب معبر بمواصفات قانونية يربط بين بلوك 80 والغالية والأمان، خلف دوار أولاد حميدة؟ أم نستحضر شوهة زنقة ملوية المؤدية إلى تجمعات ضخمة قرب حي الحدائق عبر دوار غريني؟ أم نشير إلى غياب أي طريق تربط بين مشاريع الضحى( المنتشرة على طريق لخيايطة) وتلك المشاريع السكنية الهائلة المؤدية إلى مدرسة أم الشهداء ؟ أم نبرز خطورة المرور بممر المموت بين المدار الجنوبي ومأوى نادية في اتجاه حد السوالم عبر دوار العراقي؟.
نعم، تم مؤخرا إحداث منطقة أمنية ب"مدينة" الرحمة استجابة للطلبات الكثيرة للسكان لتطويق المد الإجرامي، لكن الجرم الأكبر يتطلب أن تستعين المنطقة الأمنية في الرحمة بفرق "البسيج" و"بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية" لفتح تحقيق في صندوق الطرق وفي الامتيازات الممنوحة لهؤلاء المنعشين ولشركة "إدماج سكن"، لمعرفة أسباب التأخر الفظيع في مواكبة السكن والسكان بالرحمة بالمرافق وبالطرق وبالطوبيسات، ومن هو المسؤول عن تبخر هذه التجهيزات العامة.
آنذاك، لي اليقين أن نسبة الإجرام ستنزل إلى العتبة المقبولة وستصبح الرحمة فعلا "مدينة" رحيمة بسكانها وبزوارها.