الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

عبد الواحد الحطابي: الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في موعد مع التاريخ والحدث

عبد الواحد الحطابي: الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في موعد مع التاريخ والحدث مدينة بوزنيقة تحتضن المؤتمر السادس للكونفدرالية الديمقراطية للشغل

تُوقّع الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ابتداء من اليوم الجمعة 23 نونبر 2018، وبالبنط العريض، على حدث كبير في المشهد السياسي والنقابي والاجتماعي والتنظيمي ببلادنا.

الحدث، انعقاد المؤتمر الوطني السادس للمركزية العمالية، التي يشكل تنظيمها ولا زال، منذ تاريخ تأسيسها يومي 25 و26 نونبر 1978 بقاعة السينما "الكواكب" بشارع الفداء بمدينة الدار البيضاء، قلعة مناعة وصمود وتحد في وجه كل المخططات والمؤامرات والدسائس التي كانت تحاك خيوط لعبتها في عزّ الظلام، كما في واضحة النهار، من قبل أكثر من جهاز، وأكثر من جهة نافذة في مربع اللاعبين الكبار في صناعة خارطة المشهد السياسي ببلادنا، تروم في تفاصيلها غير المعلنة "إلحاق" عبثا، تنظيمها بباقي التنظيمات السياسية والنقابية التي تحولت في معظمها اليوم، إلى ملحقات إدارية للإدارة المركزية، أدخلت جراءها المغرب، على خلاف التقديرات السياسية للحاكمين، غرفة الإنعاش السياسي.

نعم، ستعيد الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، عقرب العقل السياسي المغربي المعطوب، إلى ممارسة مكرها، جزء من نشاطه المعطّل، بوعي تاريخي متقدم، عقلاني وحداثي،  سيساهم جدليا في العمل وإن بمسافة، على إعادة ربط التنظيمات السياسية والنقابية بحاضنتها الاجتماعية، وجعل انطلاقا من ذلك، وتأسيسا عليه، الإنسان، والمجتمع العمالي بكافة مجالاته الشغلية، محور اهتمام، وأولوية الأوليات النخب السياسية ببلادنا التي فقدت البوصلة بعد اجتياح واستيطان الفكر الرجعي بارتباطاته وامتداداته الدولية مساحة واسعة من جغرافية البلاد ويعمل بمنهجية صامتة حينا، وواضحة حينا آخر، على نشر ثقافة الخنوع والاستسلام والتواكل و"الصدقة".

مما لاشك فيه، أن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، التي تتهيأ في مؤتمرها الوطني السادس، الذي سينعقد بمركب الأمير مولاي رشيد للطفولة والشباب ببوزنيقة، تحت شعار "نضال متواصل من أجل الحرية، الديمقراطية، التنمية، والعدالة الاجتماعية" أيام 23، 24 و25 نونبر 2018، (تتهيأ) الدخول في مرحلة جديدة لتدبير شؤونها، ستظل العقيدة الفكرية والثقافية، والمبادئ(ية) كما أسس لها القائد والزعيم النقابي نوبير الأموي، المرجعَ الذي ستستمد منه قيادة المركزية العمالية الجديدة، وتستلهم مخرجات المواقف والقرارات في مواجهة تحديات المرحلة وسياقاتها الوطنية والإقليمية والدولية.

نعم، إن محطة المؤتمر الوطني السادس للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ستشكل بنظر المراقبين والمتتبعين، محطة تمرين جديدة في مواجهة السياسات التي تروم إعادة المغرب إلى الوراء، والسياسة الحكومية التي تستهدف الحقوق والمكتسبات العمالية، وترفض تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية للشغيلة المغربية، واحترام الحريات النقابية، ومأسسة الحوار الاجتماعي ... ونظمت دفاعا عنها أكثر من مسيرة احتجاجية بواسطة السيارات، وإضرابا عاما يوم 20 يونيو 2018.

من هنا يحق لنا أن نقول، إن نساء ورجال الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، سيكونون ابتداء من اليوم الجمعة 23 نونبر 2018 في موعد جديد مع التاريخ.