الخميس 18 إبريل 2024
مجتمع

حميد نهري: في قضية اعتقال مدير رونو نيسان...رجاء لا تجعلونا سخرية أمام العالم ؟!

حميد نهري: في قضية اعتقال مدير رونو نيسان...رجاء لا تجعلونا سخرية أمام العالم  ؟! حميد نهري
اعتبر حميد نهري، أستاذ جامعي ورئيس شعبة القانون العام بكلية الحقوق بطنجة، أن خبر إعلان السلطات الأمنية اليابانية اعتقال الرئيس المدير العام، لشركة رونو "نيسان" عملاق قطاع السيارات، اللبناني الأصل والفرنسي الجنسية، كارلوس غصن، بشبهة اختلالات مالية، كان حقيقة خبرا غير عادي. وأضاف نهري، في حديث لـ"أنفاس بريس" بأن الحدث لقي موجة من سخرية بعض المواقع الإلكترونية بالمغرب وصلت حد الشماتة نظرا لارتباط اسمه (حسب ما يروج )بالتأثير على تغيير الساعة في المغرب.
وأشار نهري، بأنه ترددت مجموعة من التغريدات والتعليقات الساخرة، بل وهناك من ذهب إلى حد اعتبار ما وقع لهذا المدير هو دعاء مستجاب لبعض المغاربة الساخطين عليه، وان هذه الواقعة ما هي إلا نتيجة " ذنوب" المغاربة.!؟
وتابع نهري معلقا هكذا انقلب السحر على الساحر، عندما تحولت هذه التغريدات الساخرة نفسها إلى مادة سخرية من طرف الأجانب، خصوصا وأن الذين رددوها تكلموا للأسف باسم المغاربة.فوضعونا في موقف حرج؛ إذ كيف لشعب يحتج على الساعة ويقيم الدنيا ويقعدها، و يستند في تبريره فقط على انه سيضطر إلى تغيير برنامج نومه واكله وعاداته!؟ .... ويربط هذا التغيير في الساعة بواقعة اعتقال رئيس رونو نيسان ،ولم يستطع هذا الشعب أن يأخذ العبرة الحقيقية من هدا الاعتقال، وهي مخالفة الواجب الضريبي وتطبيق القانون مهما كان منصب الشخص الفاعل في البلدان التي تحترم نفسها.
وأردف نهري، تخيلوا لو طالب نفس المغاربة مستشهدين بنفس الواقعة وطبقنا نفس القانون في المغرب، فكم من مسؤول سيكون مصيره نفس مصير مدير رونو نيسان؟
أظن سنكون أمام" حدث ولا حرج". فظاهرة التهرب الضريبي تنخر مجتمعنا والأمثلة متعددة أشهرها (قضية تفويت شركة سهام وما إثارته، مؤخرا، من ضجة نتيجة أصدار قانون حسب المقاس استفاد منه الوزير صاحب الشركة وتم تفويت مبالغ طائلة على خزينة الدولة، لكن سرعان ما تم نسيان القضية بل وتكليف الوزير بملف الترشح لتنظيم كاس العالم الذي لا زلنا ننتظر بيان محاسبة مصاريفه ).
ويستطرد أستاذ القانون العام، إن العبء الضريبي في المغرب يقع أكثر على الفقراء ومحدودي الدخل في حين أن الأغنياء أمثال مدير نيسان رونو يعيشون في بلادنا في النعيم، بل و يسخرون من الشعب ويحملونه مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع. ويتعاملون معه بنوع من الاستهزاء والسذاجة .فبعضهم يصرح انه سيتم توزيع 1000 درهم على الفقراء في بلادنا ، وبذلك سنقضي على الفقر نهائيا ،وهذا التصريح يعود إلى وزير اللاحكامة .وكأن هذه 1000 درهم ستكفي للسكن والتمدرس والصحة.... أي ستضمن العيش الكريم المتعارف عليه دوليا .
والبعض الآخر يستعمل كل سلطاته من اجل مصالحه الخاصة وهنا نشير إلى القضية التي تفجرت مؤخرا والتي يعد بطلها الخازن العام للمملكة الذي استفاد بطريقة غير أخلاقية وغير قانونية من تفويت ارض شاسعة في أحسن المناطق بمراكش وبثمن زهيد وفوت على خزينة الدولة مبالغ خيالية، لكن ما يهم انه ضمن مستقبل أبنائه القاصرين لان الشركة المستفيدة من الأرض باسمهم وهو ليس سوى وصي عليها.
وبخلص نهري إلى القول ،لا حظوا معي هذا هو المستقبل الحقيقي في حين الشعب لا زال يحتج على ساعة استيقاظ ونوم أبناءه حتى يضمن مستقبلهم .!؟.
أليس هذا هو العبث؟ ألم يجعلونا من سخروا من واقعة اعتقال مدير رونو نيسان مادة سخرية أمام العالم؟.لا تجعلونا فقط نقنع بأي شيء وسأقولها بالدارجة ( الحياة ليست هي بالصحة الحمام وبالصحة الحسانة وبالصحة السروال.....) الحياة هي الاستمتاع بالعيش الكريم.
(وافهم الفاهم وبراكا ما ضاحكو علينا الناس وضرب فالصح أما الخاوي راه فاض......)