الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

ولا غراميات المسلسلات المدبلجة... شابة بيضاوية تعترف لعمتها بمعاشرة زوجها طيلة 7 سنوات

ولا غراميات المسلسلات المدبلجة... شابة بيضاوية تعترف لعمتها بمعاشرة زوجها طيلة 7 سنوات صورة تعبيرية
الفصل ربيع والجو بديع، ذلك ما ميز أحد أيام شهر مارس من سنة 1993. ولأن المواعيد الراسخة لا تحجز مكانها في الركن النبيه من الذاكرة إلا من خلال تأريخها لحدث معين، فإن الأخير كان غير عادي فعلا داخل أسرة عسيلا، حيث الجميع في انتظار مولود جديد لازال جنسه في رحم الغيب.
الصغير قبل الكبير يمشي ذهابا وإيابا في بهو البيت، الأم الحامل تكابد ألم مخاضها، والزوج الذي هو في الوقت نفسه الإبن البكر للعائلة لا تسعه أرض ولا فرحة. والأمر نفسه ينطبق على الوالد والوالدة إلى جانب باقي الإخوة. ومنهم رجاء المشرفة على دخول سن الـ 28 عاما، مثلما مشرفة على حمل لقب إضافي اسمه "العمة".
كانت سعادة رجاء لا توصف، تبتسم أحيانا، فيما يغمر لهز وبريق عيناها تارة أخرى، إلى أن نادت "القابلة" بنداء الفرج والإعلان عن قدوم منتسب جديد للوسط لم يكن التردد في منحه اسم دنيا. وقتها انبطحت رجاء على سرير حتى تعود دقات قلبها إلى نبضها الطبيعي، ولسان حالها يقول: "الحمد لله مرت الأمور بسلام، وليس من أمل آخر سوى أن تكبر ابنة شقيقي وأستمتع منها بسماع كلمة عوينتي".
ومن حسن حظها أن توالت الأيام بعد قطع حبل السرة بين المرأة النفساء ودنيا، وتحققت أمنية رجاء التي لم تدخر جهدا في مساعدة الأم على حِمل التربية. غسلت أطراف الصبية، وحضرت ياما "بيبرون"، كما نظفت "الخروق" وجربت كل الأعشاب المداوية عند تلقف شكوى دنيا من سعال أو "عواية" أو "بوحمرون". فيما لم يسكنها كسل مهما كان بها من عياء حتى تحمل الوافدة الجديدة على ظهرها إلى أقرب طبيب.
ولعل عطف رجاء على دنيا هو أيضا ما قادها وهي الأكثر حرصا على أناقتها إلى تحمل البلل وما يفرزه أخبث مسلك لابن بشر، حتى أنها تنفرج ضحكا ورضى حين تفاجأ بعمل الصغيرة لـ"العبار" وفق ما تسميه. هذا قبل أن تنصب نفسها كأشد مدافعة لدنيا لما كان الجميع يلومها بتحويل سريرها وهي مراهقة إلى "ضاية"، محاولة تلطيف الأجواء بـ"مرحبا مرحبا بجوق بوطبول فدارنا. انتي خودي راحتك فشرب السوائل وأنا نصبن".
وبقدر ما كانت رجاء فرحة، شاء القدر أن يصاب شقيقها، أب دنيا، بمرض عضال لم يمهله إلا بعد أن حكم عليه بالغمضة الأخيرة وينقلب اسمه من محمد إلى "المرحوم". الصدمة التي أحست عبرها رجاء بازدياد مسؤولية الإسهام في رعاية يتيمة الأب، فأضحت لا تترك مناسبة إلا واقتصت من مصروف جيبها دريهمات لشراء ما يؤنس ابنة الأخ، خاصة وأنها بلغت سنا فرض عليها تخطي عتبة المدرسة.
وككل فتاة شابة، بدأت دنيا في استشعار مرحلة مراهقتها والعمل على إبراز ما يفيد أنوثتها، لكن دائما تحت الأعين المراقبة لرجاء على أمل أن تراها يوما عروس معتلية "العمارية" ووسط زغاريد ونغمات "زوجت بنت خويا وحيدت اللومة علية".
كانت تترجى ذلك ومن غير أن تفكر لحظة أن تكون هي المقتحمة لبيت الزوجية طالما أن كل تطلعاتها ربطتها بـ"بياض سعد" دنيا، كما تقول. ومع ذلك تدخل القدر من جديد ليأتي راغب في الزواج من رجاء يسكن بالقرب من بيت العائلة. وحقا كانت التوافق برغم معارضة البعض من الأقارب بحكم فارق المستوى الثقافي والاجتماعي بين الطرفين.
تركت رجاء وأصحاب "الشوار" كافة الانتقادات جانبا "وتوكلت على الله" كسلاح وسند فيما يمكن أن يواجهها بين أيام المستقبل. لذلك لم تر حرجا في أن تكون قوامة على العريس، ليس فقط في اقتناء ما يلزم حياتهما الزوجية، ولكن كذلك على مستوى تلقينه أبجديات الظهور بالمظهر اللائق من خلال اختيار الملابس "من التقاشر إلى الكرافاطة"، دون استثناء ماركات العطر ومعجون تنظيف الأسنان. وهي مقتنعة بأن مالها ماله وصورتها في ملامحه.
كان طبيعيا أن يبدو كامل الرضى على الزوج وهو يفاجأ بما طرأ على حياته من تغيير لم يكن يحلم به ولو في المنام، وكيف صار رجلا بين أفراد عائلة لم يتخيلوا يوما أن يكون مثله "نسيب" يمدد رجليه في صالون الأسرة وبيده "التيليكوند".
وليس هذا فحسب، بل كان ما ينتظره أوفر لما قررت الزوجة رجاء التكلف بتبعات رحلتهما إلى الديار المقدسة ليس لمجرد أن يحملا لقب "الحاجة والحاجة" أو لأنها في حاجة لـ"الرفيق"، ولكن لتأكيد أنهما شخص واحد على سنة الله ورسوله. وفي الوقت الذي لم يخطر ببالها نبس بنت شفة بهذه المبادرة، عززتها فور العودة من "مكة" بشراء سيارة بلغت قيمتها 5 مليون سنتيم باسمه.
ومقابل كل هذا، لم يخفت اهتمامها ببنت الأخ دنيا التي كانت تزورها من حين لآخر من غير أن تعرف كيف تستقبلها من شدة الابتهاج بقدومها قبل أن تلقي بسمعها من أجل معرفة آخر الأخبار، خاصة وأنها دخلت مجال العمل وأصبحت بمصروف مستقل. لكن من غير أن تدري بأن لهاته الشابة حكايات غرامية غاية في الغرابة.
وأمام هذا الجهل بخروج أرجل دنيا "على الشواري"، قفز علمها الأكيد من خروج أرجل الزوج أيضا "على الشواري" بحجة ما وجدته في هاتفه النقال من "ميساجات" وتسجيلات مُدينة مع فتاة ومن مكر الصدف تحمل اسم دنيا، لم يترك مكانا للهو ولا كازينو ولا فندقا للمبيت إلا وصاحبها معه، والأفظع أنه كان يوصلها على متن سيارة رجاء من البيت إلى العمل. ذهابا وإيابا، بحسب ما أسر لها بعض "فاعلي الخير".
وفي جلسة لتفريغ المكبوت وإخراج ما يؤلم النفس، حاولت رجاء التنفيس عما بداخلها بطرح مشكل زياغة زوجها عن سكة "المعقول" على مسامع ابنة أخيها. وفعلا كانت دنيا كلها آذان صاغية إلى أن "خوات عمتها المزيودة" لتنفجر منها أقوى صدمة قائلة: "هادشي اللي قلتي أعمتي بصح وكلو صحيح. ولكن اللي ما عارفاش هو أن البنت اللي معاها راجلك هي أنا... إيه أنا أعمتي".. لحظتها زلزلت الأرض من تحت أقدام رجاء وكاد الشلل أن يصيب حواسها قبل أن تجمع أنفاسها وتسأل: "ومن إمتى أبنت خويا..؟". "من هادي 7 سنين أ عمتي"، تجيب دنيا.
زادت حدة صدمة رجاء وهي تقول "أويلي على بنت خويا خطفات الراجل. أويلي دخلناها تشرب الرايب قالت ليك حقي فالزرايب، أوعدي كون جات من البراني نبلعها ونقول غير ماكَرش فيه الخير، ولكن تجي من اللي ركبت وخرقت وكسيت. هادي اللي تفني العمر".
وكأنها تريد عمدا أن يفنى عمر عمتها، أضافت لها معلومة كون كل ذلك "في خبار ماما". لتكون الضربة القاضية التي أخرست رجاء لدقائق وهي تتمتم بشفاه مرتعشة "ملي درتي هادشي كامل يا المصيبة ما غايكون إلا بمساعدة ديك مك الكارثة".
رجاء الآن في تواصل مع أحد المحامين لمباشرة إجراءات الطلاق مع المكنى "الجوكير" وضمان حق تربية ابن بعمر 15 سنة، مع زيارات متكررة لطبيب مختص وبين كم هائل من الأدوية. فيما لا تلتقي بقريب أو قريبة إلا وحكت له يوميات زوجها مع ابنة شقيقها في انتظار الفصل الثاني من قرارها النهائي الموقع بجرعة مُسَكِّن "رخيصة موتة الفار بتهراس الخابية