الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

المنصورية ببنسليمان.. الوداديات السكنية تتأرجح بين مصداقية الاستثمار والنصب على المنخرطين

المنصورية ببنسليمان.. الوداديات السكنية تتأرجح بين مصداقية الاستثمار والنصب على المنخرطين صورة من الأرشيف

على امتداد الطريق الساحلية بين المحمدية وبوزنيقة توجد منطقة المنصورية، ذات الموقع المتميز والمؤهلات السياحية الكبيرة.. هذه المميزات شكلت إغراء كبيرا لأكبر المستثمرين بمجال العقار للتهافت على اقتناء أراضي فلاحية لتحويلها لمشاريع عقارية. فالمبالغ المغرية جعلت فلاحي المنطقة لا يترددون في عملية البيع والانتقال للاستقرار بالمدينة.

فالاستثمار بمنطقة المنصورية يتوزع إلى واجهتين:

- الواجهة الأولى تهم الخواص الذين أنجزوا مشاريع من أصناف متنوعة، ما بين الشقق والبقع الأرضية والفيلات والمحلات التجارية، إذ أن عملية التسويق تمت بشكل كبير وبسرعة فائقة. الشطر الثاني من الاستثمار العقاري بالمنصورية، يتعلق بالوداديات السكنية، والتي تناثرت بهذه المنطقة بشكل مهول، حيث أن عددها يفوق حاليا الأربعين ودادية سكنية. وهذه الوداديات تتأرجح بين مصداقية الاستثمار وتنفيذ برامجه بشكل سليم وفي الآجال المحددة، وبين النصب على المنخرطين وزرع شذرات افتقاد الثقة في كل من يتحدث عن مشروع إحداث ودادية سكنية. إذ أن مجموعة من الوداديات السكنية أعطت مثالا ناجحا في التوفر على مسكن جميل وبمواصفات عصرية مقابل أثمنة مناسبة؛ لكون الودادية تحتوي على تسهيلات ضريبية كبيرة.. وهذا هو السر في التهافت على الاستفادة من مشاريعها.

- الواجهة الثانية، هناك مجموعة "النصابين" أخذوا من واجهة الوداديات السكنية فرصة للاغتناء غير المشروع من خلال التحايل على المنخرطين وإغراقهم بالوعود والاكاذيب.. وفي ظل هذه الوضعية هناك حاليا ما يقارب ألف منخرط يركضون وراء السراب والوعود الكاذبة، بعدما كانت الدفوعات المالية بالملايين من السنتيمات؛ لكن المشاريع توقفت واختفى أعضاء مجالس هذه الوداديات وغيروا أرقام هواتفهم.

لقد طرق المنخرطون مختلف أبواب المسؤولين إقليميا ومركزيا، ونظموا عشرات الوقفات الاحتجاجية والندوات الصحفية، لكن لم يحققوا هدفهم الأساسي المتضمن في واجهتين: إما استكمال المشروع أو اعتقال من نصبوا عليهم؛ وبالتالي التصفية القضائية لهذه المشاريع قصد استرجاع ولو نسبة من الأموال التي دفعوها.

وعليه فهذه الملفات هي الآن بين يدي الوكيل العام، وفق شكايات رسمية تقدم بها المنخرطون، ومازالوا في انتظار إنصافهم.

وفي ظل هذه الأجواء أصبح الاستثمار العقاري عن طريق الوداديات السكنية يسير حاليا ببطء كبير، لكون سمعته أصبحت "مشوهة".