الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

الكارة.. طموح كبير لـ "جمعية أجيال" للنقل المدرسي تعترضه إكراهات متعددة

الكارة.. طموح كبير لـ "جمعية أجيال" للنقل المدرسي تعترضه إكراهات متعددة رشيد رزقي رئيس جمعية أجيال للنقل المدرسي بالكارة

قبل سنوات ارتبطت معاناة طلاب وطالبات مدينة الكارة بمشكل النقل، خاصة إلى مدينتي برشيد وسطات، وذلك لاستكمال دراستهم بمعاهد التكوين المهني على وجه الخصوص أو بالجامعة بمدينة سطات. وهذا الإشكال كان من وراء حرمان العديد من الطلبة والطالبات من متابعة دراستهم، وذلك أمام الإكراهات المادية لآبائهم، حيث بعملية حسابية بسيطة، فإن الذهاب والإياب إلى برشيد تكلفهم حوالى ألف درهم شهريا. وبالنسبة إلى سطات فأقل مبلغ يحدد في 1500 درهم، سواء تعلق الأمر بالنقل اليومي أو الاستقرار بنفس المدينة مع تكاليف الكراء والأكل ومتطلبات أخرى...

وفي طل هذه المتطلبات المادية اليومية وجد العديد من هؤلاء الطلبة أنفسهم عاجزين عن توفير هذه المبالغ، وهو ما تسبب في انقطاعهم عن الدراسة والانضمام إلى أفواج الشباب العاطلين...

في ظل هذه المعطيات تحركت ضمائر حية لفعاليات من أبناء الكارة، لهم كفاءة تعليمية وأخلاقية، واتفقت هذه الفعاليات على تأمين النقل للطلبة الحاصلين على شهادة الباكالوريا... الأمر لم يكن هينا لكون الأمر يتطلب صيغا قانونية ودعما ماديا وعملية التتبع اليومي والمراقبة و... و... وبالرغم من ذلك ركبوا سفينة المغامرة، وأول خطوة تمثلت في إحداث جمعية وما تأتى في بداية الأمر، حيث تم إحداث جمعية أجيال لتنمية النقل المدرسي العمومي، وتم وضع الثقة في رشيد رزقي رئيسا لها، باعتباره يحظى بكفاءة متعددة الأوجه، وهو الإنسان الذي ظل مدافعا عن كل ما يخدم تنمية مدينة الكارة على كل الواجهات، إلى جانب أسماء وازنة تشتغل في صمت وبمصداقية....

وبمجرد إحداث الجمعية انطلق العمل من تأمين النقل لهؤلاء الطلبة، وهكذا كانت البداية إثر شراكة خماسية الأطراف وتتشكل من: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي لبرشيد وجماعة الكارة ومندوبية التعاون الوطني ومديرية التربية والتعليم ببرشيد.... وانطلق الدعم بغلاف مالي حدد في خمسين مليون سنتيم موزعة على النحو التالي: (التنمية البشرية 10ملايين من السنتيمات، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 20 مليون سنتيم، جماعة الكارة 20 مليون سنتيم)، بينما ساهمت مندوبية التعاون الوطني في عملية تعشير وسائل النقل والإجراءات الجمركية، ومندوبية التعليم اقتصر دورها في عملية التتبع.... وإن الحصول على مبلغ 50 مليون سنتيم هو غلاف جد هزيل أمام الأثمنة الباهظة للحافلات حديثة الصنع، لكون أن خمسين مليون لا تكفي، ولو في اقتناء حافلة من الطراز المتميز.... وبعد تفكير معمق واستشارات عديدة قررت جمعية أجيال تخصيص المبلغ بأكمله لاقتناء ثلاث حافلات مستعملة، وهو ما تم مع ما صاحب هذه العملية من إجراءات إدارية وتوفير كل الوثائق اللازمة، لتنطلق التجربة.. وكانت الانطلاقة موفقة، أدخلت البهجة في نفوس كل الطلبة والطالبات، وكذا في صفوف الآباء والأمهات....

وواصلت الجمعية اجتهاداتها من أجل أن يكبر هذا المشروع ويحقق لكل طلبة الكارة الآمال الكبيرة من أجمل استكمال دراستهم... وبمرور الأشهر الأولى اتضح للجمعية أن عملية التتبع اليومي تتطلب تكاليف مادية باهظة، ممثلة في تكاليف البنزين وواجبات السائق.. وبعملية حسابية دقيقة تم تحديد المصاريف الشهرية في 11500 درهم، منها 1500 للسائق... وإن الواجبات الشهرية للطلبة تبقى لا تفي بكل التكاليف المادية للمصاريف اليومية...

وفي ظل هذه الوضعية، وأمام عدم توصل الجمعية بالمنحة المحددة في 20 مليون سنتيم وفق الاتفاقية المبرمة مع جماعة الكارة، وتأخير هذه المنحة، تم من طرف أحد الأقسام بعمالة برشيد، بحجة أن الاتفاقية في حاجة إصلاح أحد البنود به!!! إذ أن جمعية أجيال بدأت تتخبط في الخصاص المادي بحيث قررت تغيير الأسطول الحالي للنقل، وذلك بالاعتماد علي حافلتين من الصنف الصغير والإبقاء على واحدة من الصنف الكبير، وذلك بهدف الاقتصاد في مصاريف البنزين التي تكلف يوميا 500 درهم....

وتعاني جمعية أجيال من إكراهات أخرى تتمثل في عدم التوفر على مرأب للحافلات، حيث أن وجودها ليلا أمام مقر البلدية عرضها للسرقة... من هنا يتأكد أن اجتهادات جمعية أجيال كبيرة وتضحياتها جسيمة من أجل تامين نقل شريحة هامة من طلبة وطالبات مدينة الكارة إلى المعاهد والكليات، لكن غياب الإمكانيات المادية الكافية أصبح يشكل لمكونات هذه الجمعية انشغالا كبيرا مقرونا بمجموعة من تخوفات المستقبل.... وبهدف التغلب النسبي على التكاليف اليومية للنقل، فإن الجمعية حددت أثمنة جديدة مناسبة للطلبة، وتتمثل فيما يلي: 250 درهم كواجب شهري لطلبة سطات، و200 درهم بالنسبة لطلبة برشيد...

وأمام هذه الاجتهادات المقرونة بالعديد من الإكراهات، نستخلص مجموعة من الخلاصات، نجملها في المعطى التالي: كيف تظل الجهات المسؤولة تتفرج على معاناة جمعية اتسمت بالمصداقية والتضحية وخدمة واجهة أساسية في مجتمعنا، وهي المساهمة في إنجاح استكمال الطلبة لدراستهم من أجل ضمان مستقبلهم.... والأكثر من ذلك فإن هذه الجمعية المناضلة لم تسلم من الانتقادات الحاقدة، ومن الإشاعات المغرضة، وكأن بهؤلاء يسعون أن تظل الكارة مقبرة لجيوش العاطلين والمنحرفين ومتتبعي هفوات الآخرين. (يا ربي السلامة....).