الثلاثاء 19 مارس 2024
مجتمع

ودادية البحيرة ببنسليمان تقدم أكبر عمل إحساني بإحداث مركز لتصفية الدم

ودادية البحيرة ببنسليمان تقدم أكبر عمل إحساني بإحداث مركز لتصفية الدم شفيق الجيلالي، رئيس ودادية البحيرة داخل قاعة تصفية الدم بالمركز. ومريض يخضع لعملية تصفية الدم

بعدما تفاقمت ظاهرة الوفيات في أوساط الشرائح الفقيرة بإقليم بنسليمان من جراء عدم القدرة على الإستفادة من حصص تصفية الدم بمدن أخرى مجاورة، ارتأت الضمائر الحية من أبناء الإقليم أن تتدخل للحد من هذا النزيف المهول من خلال إحداث ودادية أوكلت لها مهمة إحداث مركز قادر على تقديم الخدمات العلاجية الضرورية لفئة هامة من الأوساط الفقيرة، وهكذا تكونت ودادية البحيرة السيمانية للأعمال الاجتماعية وتحمل مسؤولية رئاستها شفيق الجيلالي صاحب الفكرة وواحد من أبناء الإقليم الذين تفوقوا في دراستهم، بعد الحصول على شهادة مهندس دولة بواحدة من أكبر المدارس الكبرى بباريس وذلك بشعبة القناطر والطرق. حيث اشتغل بمناصب عليا بوزارة التجهيز على وجه الخصوص. وبدلا من التسابق على الانتخابات فضل الاشتغال بصمت في العمل الإحساني.

وهكذا أخذ شفيق الجيلالي قبل عشر سنوات خلت البحث عن الأرض والممولين للمشروع، وبحكم علاقاته الواسعة ومصداقيته تفوق في إيجاد السند من المسؤولين على اختلاف مستوياتهم ومن مؤسسات الدولة أمثال المكتب الوطني للفوسفاط والإدارة المركزية للمحافظة العقارية.... وفي ظرف سنة فتح المشروع أبوابه ليكون بمثابة أحسن عمل إحساني يقدم بإقليم بنسليمان على مدى التاريخ. وبحكم أهميته وقيمته الصحية والإنسانية تم تدشينه من طرف الملك محمد السادس.  هذا وتبقى تكاليف إحداث مركز تصفية الدم جد باهظة خاصة أنها تعتمد على آلات عصرية تسمى المولدات والتي بفضلها تتم عملية التصفية، وكل مولد قيمته المالية 12 مليون سنتيم، ويتوفر المركز على 16 مولدا، وكل مريض مطالب بزرع آلة في ذراعه بحيث هي الرابط الأساسي مع مولد التصفية، وقيمة هذه الآلة خمسة آلاف درهم تكفلت بها الودادية، مع العلم أن المركز له طاقم طبي يشرف عليه، متكون من طبيبة مختصة، ومشرفة عامة ومن طبيب أخر له دراية واسعة بهذا المرض المزمن (الدكتور جمال الدين) فضلا عن الممرضين والمنظفات والسائقين .... وللمركز سيارة نقل وسيارات للإسعاف. والجميل أنه يتكلف بالمصاريف الإجمالية لـ42 حالة، وذالك بأدائهم صفر درهم.... وإن نفس المركز له طريقة جد متطورة في التسيير انطلاقا من مد كل المرضى بأحذية طبية ووزرات وأغطية ذات جودة عالية. وإن زيارتنا لنفس المركز مكنتنا من الوقوف على كل هذه المعطيات. مع العلم أن حصص تصفية الدم تختلف من مريض إلى آخر، وهي لا تقل عن حصتين في الأسبوع بمعدل ثلاث ساعات في كل حصة. وإن عصرنة التسيير وضبطها أدخلت مركز بنسليمان لتصفية الدم لائحة المنافسة على علامة الجودةizo9001 ، حيث يبقى جد مؤهل للحصول عليها، وهذه المنافسة لم تأت من فراغ بل انطلقت من المبادرات المتطورة للإشراف على المركز، من كيفية الاعتماد على الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية، والربط والاستفادة من الماء الصالح للشرب بطريقة متطورة، وهي آلية عصرية دون الضغط على الصنبور... واعتماد النهج المعلوماتي في تتبع المرضى، من مراقبة صحية وتحاليل وتطور العلاج... وإن الأجمل في ودادية البحيرة أنها أصبحت حاملة لثلاثة مشاريع. مرتبطة بصحة ساكنة بنسليمان، ففضلا عن مركز تصفية الدم هناك مركز للعلاج من الإدمان ومركز لعلاج الأمراض العقلية الذي سيخرج لأرض الواقع في المستقبل القريب. وإذا كانت من كلمة في أخر هذا الإنجاز الصحفي المقتضب فإننا نهيب بفعاليات أبناء هذا الإقليم من أمثال شفيق الجيلالي إلى الالتفاتة إلى شريحة من ساكنة بنسليمان تعاني في صمت وهي المتعلقة بالمعاقين، بحيث أن هناك إحصائيات مخيفة لكل أنواع الإعاقات، لكن تتواصل معاناة المعنيين وأفراد أسرهم بسبب غياب مراكز متطورة لاحتضان العشرات من ذوي الإعاقات المتنوعة، فهل من مبادرات في هذا الاتجاه؟