السبت 18 مايو 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف جبرو:تحرك المغرب في إفريقيا يربك حكام الجزائر

 
 
عبد اللطيف جبرو:تحرك المغرب في إفريقيا يربك حكام الجزائر

في الاسبوع الماضي احتضنت مراكش منتدى حول مواجهة إفريقيا لتحديات البنية التحتية وهو منتدى حضره مندوبون عن خمس وعشرين ودولة إفريقية من مهندسين وخبراء في عالم المال الأعمال علاوة عن ممثلين من عدة مؤسسات دولية. واهتم المجتمعون في مراكش بدراسة الأساليب والطرق الكفيلة بجعل الأقطار الإفريقية تتغلب على تحديات البنية التحتية الضرورية لمشاريع الإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
وقيل في مراكش بأن القارة الإفريقية تحتاج إلى مائة مليار دولار لتمويل استكمال بنياتها التحتية.
وهكذا يتعامل المغرب مع الأقطار الإفريقية على أساس التوجه إلى المستقبل، مستقبل بناء اقتصادي ومجتمعات جديدة.
في نفس اليوم من الأسبوع الماضي كانت الجزائر العاصمة تحتضن منتدى إفريقي آخر، لا علاقة له بمستقبل الأقطار الإفريقية إذ تمحور اجتماع الجزائر حول تصفية الاستعمار أي أن الحاضرين في منتدى الجزائر اهتموا أساسا بمرحلة يمكن القول بأنها تنتمي إلى زمن مضى وولى.
بطبيعة الحال، فالهدف الذي يسعى إليه حكام الجزائر من وراء كل حديث عن تصفية الاستعمار في إفريقيا هو الوصول مباشرة إلى موضوع الصحراء المغربية، حيث يصر الإعلام الرسمي في الجزائر على ترويج حملات المغالطة والتضليل على اعتبار أن الصحراء التي استعادها المغرب منذ 41 سنة ما هي إلا منطقة تخضع الآن للاحتلال من طرف المغرب.
هكذا لا يريد خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية من الأفارقة أن يتعرفوا على التاريخ الحقيقي لقضية الصحراء، وكيف أن بلادنا دافعت مبكرا عن مغربية الصحراء بالكفاح المسلح الذي خاضه جيش التحرير في عقد الخمسينيات بموازاة مع المساعي الديبلوماسية التي قام بها المغرب لدى هيئة الأمم المتحدة من أجل تصفية الاستعمار الاسباني في الساقية الحمراء ووادي الذهب.
وفي منتصف سبعينيات القرن الماضي عندما يئس المغرب من التوصل إلى حل ديبلوماسي قررت الدولة فتح المجال أمام القوى الحية المغربية من أجل بداية حملة للتعبئة الوطنية الشعبية إلى أن وصلنا إلى المرحلة التي مهدت فيها المسيرة الخضراء منذ 41 سنة الطريق الذي سيسلكه المغرب للعودة إلى الصحراء وجلاء جيش الاستعمار الاسباني عن الساقية الحمراء ووادي الذهب.
كان من الممكن أن ينتهي الأمر عند هذا الحد لولا عناد الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، الذي أعرب عن غضبه من التطورات التي سارت عليها قضية الصحراء. وسبق له أن قال للرئيس الموريتاني الراحل المختار ولد دادة بأنه مستعد لتجنيد وتسليح مائة ألف متطوع لخوض الحرب في الصحراء.
وفيما بعد توقفت مرحلة الحرب والمعارك العسكرية التي صمد المغرب في مواجهتها وجاءت بعد ذلك مرحلة الحرب الإعلامية وهي حرب يخوضها حكام الجزائر ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية عن طريق حملات المغالطة والتضليل.
ويدخل في هذا الإطار المنتدى الذي احتضنته الجزائر العاصمة في الأسبوع الماضي حول ما يسمونه بموضوع تصفية الاستعمار وغير ذلك من التظاهرات المتعددة هاته الأيام والتي تؤكد مدى نرفزة حكام الجزائر كرد فعل على التحرك الموفق للمغرب في العديد من البلدان الإفريقية من أجل مستقبل اقتصادي واجتماعي أفضل للقارة السمراء.