صراحة لا أفهم أي نوع من البشر هؤلاء الذين يسمحون لأنفسهم بقصف المنازل و المدارس و المستشفيات ، و قتل أطفال أبرياء لا ذنب لهم إلا وجودهم في مكان يستأسد فيه الطغاة .
لا أفهم أي نوع من البشر هؤلاء الذين يكون ثمن تمسكم بالسلطة، جثث آلاف الأبرياء و النازحين في شتى بقاع العالم الذي يقف متفرجا و كأنه يشاهد مسرحية درامية لا نهاية لها إلا الحزن و الدمار .
لا أفهم أي نوع من البشر هؤلاء الذين يدعون أنهم زعماء يحكمون شعوبا و مجتمعات ، و في نفس الوقت يدمرونها بشتى أنواع الأسلحة الفتاكة ، ثم تكون لهم الجرأة ليقفوا أمام العالم متحدثين عن الديمقراطية و عن حقوق الإنسان .
لا أفهم أي نوع من البشر هؤلاء الذين ابتيلنا بهم في هذا الزمن الذي كان يجب أن يتميز بالتقدم إلى الأمام بسبب الإنجازات العلمية و الفكرية التي حققتها البشرية عبر التاريخ ، فإذا بنا نعود قرونا إلى الوراء حيث كانت السلطة تبنى على دماء و جماجم الأبرياء .
لا أفهم أي نوع من البشر هؤلاء الذين فقدوا كل صفة للإنسان ، و لبسوا ثوب الحقد و الكراهية و القمع و القتل و الطغيان .
لا أفهم لماذا يقف العالم أمام كمشة من الطغاة عاجزا عجز الجبناء .
لا أفهم لماذا لم يعد قتل الإنسان يحرك فينا أي إحساس ، و لو بالخجل من أنفسنا و من عجزنا .
صراحة لا أفهم ...
. الصورة من حلب التي تحترق.
كتاب الرأي