تم صباح يوم الخميس 21 يونيو 2018، افتتاح ورشة عمل موضوعاتية تحت عنوان "الأطفال والشباب المهاجرون: نحو تفعيل حلول مستدامة"، من طرف الرئاسة المشتركة المغربية الألمانية للمنتدى العالمي للهجرة والتنمية لسنتي 2017 و2018، بشراكة مع "اليونسيف" بمدينة أكادير، تحضيرا للقمة 11 للمنتدى العالمي للهجرة والتنمية التي ستحتضنها مدينة مراكش، بحضور ممثلي العديد من البلدان وممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية، وضمنها منظمة "اليونسيف" وخبراء وباحثين من مختلف أنحاء العالم. وتهدف إلى إبراز القضايا ذات الأولوية المتعلقة بالأطفال والشباب في إطار الهجرة مثل الفجوات المتعلقة بالحماية والاندماج الاجتماعي والولوج إلى الخدمات وأسواق العمل، وتشمل المواضيع التي ستناقش في الجلسات المختلفة للورشة: تعزيز التعاون بشأن الهجرة للجيل القادم من الأطفال والشباب المهاجرين والثغرات في معرفة كافة الجوانب المحيطة بالظاهرة، والتي تعيق وضع سياسات مشتركة في مجال الهجرة مع الأطفال والشباب وتطلعات واحتياجات الأطفال والمهاجرين الشباب.
وقال الحبيب نادر، في تصريح لـ "أنفاس بريس"، على هامش الورشة، إن الورشة ستسلط الضوء على مجمل التحديات التي يواجهها الأطفال والشباب المهاجرون، وكل ما له علاقة بالولوج إلى الخدمات الأساسية.. مشيرا إلى أن هذه الفئة الهشة تتطلب مجهودات لحمايتها لكونها معرضة للكثير من التجاوزات. مضيفا بأن المغرب سيعرض تجربته في إطار سياسة الهجرة التي انطلقت عام 2013، وعلى الخصوص تسوية أوضاع المهاجرين بمن فيهم الأطفال والنساء مهما كانت درجة استجابتهم للشروط التي وضعتها الحكومة المغربية، وفتح المدارس في وجه كل الأطفال الموجودين في المغرب كيفما كانت وضعيتهم الإدارية بالمغرب.. مسجلا أن هؤلاء الأطفال المهاجرين تمكنوا من النجاح في مساراتهم الدراسية.
وأضاف الحبيب نادر جوابا عن سؤال لـ "أنفاس بريس" يهم تنويه بعض المتدخلين بالتجربة المغربية في مجال الهجرة والإكراهات التي تواجهها فيما يتعلق بالتنسيق مع بلدان الجوار خاصة الجزائر وإسبانيا، قائلا بأن المغرب، وتحت الرعاية الملكية، اتخذ قرار استقبال المهاجرين لاعتبارات انسانية، وأن المبدأ الأساسي الذي اتخذه المغرب هو ولوج المهاجرين للخدمات الأساسية بنفس المستوى على غرار المواطنين المغاربة.. مضيفا بأن ولوج الأطفال المهاجرين للتعليم لا يعني تخصيص فضاءات خاصة، بل ولوجهم للمدارس المغربية إلى جانب الأطفال المغاربة وبنفس مستوى المدرسة المغربية بنجاحاتها واخفاقاتها وأيضا ولوجهم الى الخدمات الصحية.. مؤكدا بأن المبدأ الأساسي هو ضمان حق ولوجهم الى الخدمات الأساسية على غرار المغاربة.
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها التجربة المغربية أوضح نادر بأن تحديات ولوج الأطفال المهاجرين للخدمات الأساسية تظل هي نفسها المطروحة بالنسبة للمواطنين المغاربة، مؤكدا بأن الأهم هو ضمان ولوجهم للخدمات الأساسية وولوج سوق الشغل وأن لا يكون هناك تمييز.. مضيفا بأن المغرب حقق تقدما بشكل كبير على هذا المستوى.
وفي سؤال آخر عن إمكانية وجود جمعيات للمهاجرين الأجانب بالمغرب، أوضح الحبيب نادر أن المغرب يتوفر على جمعيات للمهاجرين والتي من شأنها أن تسهل المأمورية على الحكومة والمؤسسات الرسمية فيما يتعلق بتوفير محاور منظم، رغم عدم تعديل قانون الجمعيات.. مؤكدا أنه سيتم إدخال تعديلات على قانون الجمعيات لمواكبة هذا التطور. مبديا ارتياحه لصدور قانون مكافحة الإتجار بالبشر، ومشروع قانون حول اللجوء الذي سيطرح قريبا في المجلس الحكومي، وأيضا مشروع قانون حول الهجرة الذي سينظم الدخول والخروج من أرض الوطن، بالإضافة إلى إدخال تعديلات على القوانين الوطنية والتي سمحت للمهاجرين بولوج مختلف الخدمات والحقوق وضمنها الحق في السكن الاجتماعي.