الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد الهيني: هذا ردي على الحقوقي رضا وندوة لجنة بوعشرين

محمد الهيني: هذا ردي على الحقوقي رضا وندوة لجنة بوعشرين محمد الهيني، محام

1- كتمهيد، بمجرد إلقاء نظرة بسيطة على عناصر مداخلة الحقوقي رضا يتبدى حجم المغالطات القانونية التي تسكن خياله، لأن الحقوقي يجب أن يكون متمكنا من الآليات القانونية في دائرة اشتغاله لأن فاقد الشيء لا يعطيه. فكيف يمكن إبداء النظر في مساطر قضائية من طرف غير العالم والمتمرس فيها وإلا تكون القراءة محض مزاعم.

2- حول الفيديوهات

كيف يستحيل التيقن من أن الظاهر فيها هو بوعشرين وهو نفسه يعترف ويقر في محضر الشرطة القضائية أن جهاز التسجيل الموثق لفيديوهات الاعتداءات الجنسية المسمى dvr يخصه. بمعنى أن كل ما يحتويه يتعلق به، وهو من يظهر به. ومن ناحية أخرى، كيف سيكون من الناحية العلمية والواقعية أن يتواجد شخصان في أكتر من 53 فيديو أحدهما صحيح والثاني مزور في نفس المشاهد واللقطات بصور وصوت واضحين والمتهم يشير للضحية بالإسم في الفيديو، ناهيك أنه حتى الضحايا أصدقاء المتهم ممن أدوا شهادة لفائدته وادعوا اأن علاقته معهم كانت حميمية ورضائية، أكدوا أنه هو الظاهر في الفيديو دون منازع. يضاف إلى ذلك، لماذا لم يطلب هذا الحقوقي التأكد من صحة الفيديوهات بخبرة علمية عوض التشكيك المجرد والكلام الفارغ الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

3- القول بأن الشرطة لم تحرر محضر الحجز والتقني المعاين للمحجوزات ليس ضابط شرطة قضائية محض كذب وافتراء، ليس إلا لأن الحقوقي المعني لو اطلع على محاضر الشرطة القضائية لما تجنى على الحقيقة. فمداخلته كانت مروية وسماعية أكثر منها علمية، أما أن المحضر لم يحدد نوعية المحجوزات فهذا أيضا من الافتراءات لأنه وقع تحديد نوعيتها واسمها بعد حجزها لأنه ساعة الحجز لا يمكن ضبط ماهية الشيء المحجوز التقني إلا بعد فحصه. وهذا طبيعي باعتبار أن عملية فتح المحجوزات التقنية تتطلب وقتا، ولا يمكن القيام به في مسرح الجريمة بتاتا وإلا تطلب إنجاز كل الأبحاث وتحرير المحاضر بمسرح الجريمة وهذا لم يقل به فقه ولا قانون ولا قضاء.

4- فباستثناء النقيب بن عمرو ممن شارك في الندوة ونقدر علمه ونحترم شخصه كرجل قانون قدير وكفء، ومسار حقوقي حافل أعتقد أن الباقون ممن تصدوا للتحليل القانوني والقضائي فإنهم يفتقدون للأهلية القانونية، ويتعين عليهم  معالجة النقص في المعرفة بالملف قبل معالجة حالات قانونية وقضائية لا يفهمها إلا الراسخون في العلم، فأحرى من يتهجى في طريقه.